بناء الإنسان المصريون نموذجًا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بناء الإنسان.. المصريون نموذجًا!

بناء الإنسان.. المصريون نموذجًا!

 الجزائر اليوم -

بناء الإنسان المصريون نموذجًا

بقلم : مصطفي الفقي

سعت الثورات الكبرى والانتفاضات الشعبية بل والحركات الإصلاحية إلى تغيير وجه الحياة حولها ونجح معظمها فى التشييد والعمران ولكن المعضلة الكبرى كانت دائمًا هى بناء الإنسان، ولا نكاد نعرف نموذجًا أفضل من الثورة الفرنسية فى كم الأفكار التى طرحتها وحجم الرؤى التى أفرزتها حتى كانت بحق نقطة تحول لا فى التاريخ الأوروبى وحده ولكن فى التاريخ الإنسانى كله بما طرحته فى شعارها الشهير حول الحرية والمساواة والإخاء، وإذا نظرنا إلى مصر وتاريخها فسوف نكتشف أن هناك مفاصل واضحة أدت إلى تغيير الإنسان المصرى، وتحكمت إلى حد كبير بالأفكار الوافدة والأطروحات الجديدة، ونستطيع أن نرصد أربعة تواريخ حاكمة فى تكوين الشخصية المصرية وتحديد هوية الإنسان المصرى، فبعد التاريخ الفرعونى المجيد وحضارة مصر القديمة الملهمة ثم تعاقب اليونان والرومان نمضى مع الطريق الطويل لنسجل ما يلى:
أولًا: لقد كان (الفتح الإسلامى) نقطة تحول كبرى فى تاريخ الشعب المصرى عندما دخل غزاة الصحراء إلى الوادى الأخضر وهم يرفعون رايات الإسلام الحنيف ويستترون بمظلته السمحاء ولقد يتوهم الكثيرون أنه بدخول جيش «عمرو بن العاص» تحولت مصر بين يوم وليلة إلى دولة إسلامية تتحدث اللغة العربية ولكن الأمر غير ذلك تمامًا، فلقد ظلت مصر لأكثر من قرنين والأغلبية قبطية بينما اقتصرت اللغة العربية على أن تكون لغة السلطة ودواوين الحكم إلى أن جاء (الفاطميون) وشهدت العقود الأولى لحكمهم اضطرابًا شديدًا فى التعامل مع الأقباط صعودًا وهبوطًا مع التشدد فى جمع الجزية والمغالاة فى العقوبات فضلًا عن التطرف فى سلوكيات بعض الخلفاء الفاطميين وأبرزهم «الحاكم بأمر الله»، وعندما بدأ الأقباط فى استخدام اللغة العربية فى صلواتهم بالكنائس كان ذلك إيذانًا بالتعريب الكامل لمصر حتى أصبحت الأغلبية العددية فيها لمن يدينون بالإسلام، فالفتح العربى حدث مفصلى تشكل منه التراث الاجتماعى مستمدًا فى معظمه من العصر الفاطمى.

ثانيًا: آثار (الفتح العثمانى) على مصر عندما قدم إليها «سليم الأول» ليجثم الاحتلال التركى على صدر الكنانة باسم الخلافة وتحت عباءة الإسلام وعمامة «آل عثمان»، ولقد تحكمت قرون الوجود التركى فى مصر كثيرًا فى شخصية المصرى وأسلوب معيشته وطريقة تفكيره، ولا تنسى صفحات التاريخ أن الفاتح العثمانى قد أرسل أمهر الصناع المصريين إلى عاصمة الخلافة ليبنوا مجدًا لغيرهم وقصورًا ومساجد لسواهم! وهكذا فرض الأتراك على مصر عدة قرون من التخلف والظلام.

ثالثًا: تعد (الحملة الفرنسية) نقطة تحول مفصلية فى تكوين الشخصية المصرية التى بدأت تتبلور بوضوح وتتميز بدرجة من الاستقلال برغم السخرة وسطوة الحكم وطغيان العنصر الأجنبى أحيانًا، ولكن ذلك لا يحول دون القول بأن مدافع الحملة الفرنسية قد أيقظت «مصر» والمصريين كما أن «محمد على» الحاكم الوافد قد تمكن من وضع اللبنات الأولى لمصر الحديثة، وجاءت صيحة «عرابى» فى «ميدان عابدين» لتوقظ الروح المصرية فى الجيش ويمتد تأثيرها إلى صفوف الشعب بعد أن بدأت مظاهر التمدن والحداثة فى «القاهرة» و«الإسكندرية» وبعض مدن السواحل.

رابعًا: إن التحول الأخطر فى نظرى قد جاء عندما تراجعت (مبادئ ثورة 1919) بما فيها من ليبرالية وتمسك بالوحدة الوطنية مع مسحة علمانية لم تصطدم مع الدين عمومًا حتى كان يوم (23 يوليو 1952) واندلاع ثورة الجيش التى باركها الشعب وأحدثت نقلة نوعية كبرى فى تكوين الإنسان المصرى ونفخت روحًا جديدة بما لها وبما عليها فأصبح الإنسان المصرى بعد 1952 مختلفًا عنه قبلها حتى جاءت أحداث يناير 2011 ويونيو 2013 لكى تكون تعزيزًا لروح جديدة لا تخلو من سلبيات بالرغم من كل المحاولات الجادة للبناء، ولقد نجح الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى دعم البنيان ولكن بقى عليه أن يبنى الإنسان!.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بناء الإنسان المصريون نموذجًا بناء الإنسان المصريون نموذجًا



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 23:25 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 02:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

رقية إبراهيم تدخل المجال الفني من خلال "حالة"

GMT 13:37 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

متطرف يسلم نفسه للسلطات العسكرية في تمنراست

GMT 04:28 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

الشعلالي يعلن أن المنتخب أسعد الشعب التونسي

GMT 06:20 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

تعرف على أسعار ومواصفات سيارة شيفروليه ماليبو 2019

GMT 00:36 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

آلاف الوظائف في بلجيكا مهددة نتيجة «البريكست»

GMT 22:26 2017 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

أضرار ارتداء البنطلون الجينز الضيق

GMT 05:59 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

النمسا تخترع أسرع دراجة نارية كهربائية في العالم

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 18:42 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد جمال يسجل أغنية "حق مش حقك" من ألبومه الجديد

GMT 19:28 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان المصري خالد سليم يتعرض لأزمة صحية شديدة

GMT 22:00 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد وتحضير تشيز كيك الفستق الحلبي

GMT 12:16 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

عيشي المغامرة في رحلات "كهوف المغارة الخضراء "
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria