تأملات «على الماشي»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تأملات «على الماشي»

تأملات «على الماشي»

 الجزائر اليوم -

تأملات «على الماشي»

بقلم : حسن البطل

"السروة انكسرت"، "كل ما في الأمر أن السروة انكسرت" .. لكن شجرة التين العتيقة انكسرت بطريقة غريبة. 

"القطن المندوف" هو الثلج في الإنشاء المدرسي العتيق، لكنه كان سيف السماء المسلول، بل كان بلطة مارد ضربت في ثلجة كانون الأول الغريبة.

ناءت الأشجار، ناخت غصونها، والفروع تقصفت وانكسرت جملتها الخضراء من الغصون والفروع، لكن شجرة التينة البرية المهملة انقسم ظهرها، جذعها، بضربة بلطة، فصارت مثل ضريح الشاعر جناحَي فراشة، صاحب "كل ما في الأمر أن السروة انكسرت".

الجذع من خشب السللوز، ولحاء الجذع هو دثار يحمي سير دبيب نسغ الحياة في الجذع إلى الفروع والأغصان والأفنان، وثلجة كانون الأول لم تكن رهيفة خفيفة مثل "الثلج المندوف" بل كأنها القشة في رهافة سيف وقوة بلطة قصمت جذع التينة نصفين متساويين!

عشرون عاماً أراها دردبيس عارية شتاء، وترتدي عباءة خضراء كثيفة صيفاً، وتعقد فروعها ثمراً في آخر الصيف وأول الخريف.

قلت: ماتت. قلت ستموت في الصحوة الخضراء في آذار ونيسان. قلت لن أقطف ثمرة تين من أغصانها الدانية. قلت ما قلت، كأن عظام جذعها كعظام جذع مخلوق حيواني، تتفرع منه أضلاع كالغصون والفروع، واللحاء هو الجلد، والنسغ هو الدم .. ولكن كلا؟

تصدعت الشجرة. انكسر جذعها نصفين..ناخت فروع كل جذع حتى لامست أديم الأرض .. لكنها لم تمت. انكسرت ولم تمت. شاركت غصونها في صحوة آذار، وأورقت أفنانها .. وقد تحمل فروعها وأفنانها ثماراً آخر الصيف وأول الخريف.

لم تنكسر سروة تحت وطأة بساط ثقيل من "ثلج مندوف" صار جليداً لأسبوعين. انكسر جذع رئيس في شجرة الصفصاف في حديقتي، لكن للشجرة إياها فسائل تصير جذوعاً بديلة .. وتورق.

أشجار غيرها صارت "كتعاء" بلا أذرع وأيد، بلا أصابع؛ بلا جملة غصنية .. ولكنها ستنمو من جديد.

ست نخليات
ست شجرات نخيل تحيّرني في أول رام الله التحتا. ست شجرات عاقرات عن الحبل والولادة ثمراً كما نخليات التمور. ثلاث شجرات في حوضة في قرنة من الشارع وثلاث شجرات في حوضة مقابلة من الشارع.
ما الذي يحيّرني؟ ألأنها ذات طول سامق كما ليس للسروة، ولا لباقي النخليات؟ أم لأن جذعها أملس وأهيف، أم لأنها ترقص مع الريح العاتية رقصة صمود ولا ينكسر جذعها الرهيف.
لكل شجرة عمرها المقدّر بالسنوات والأجيال والقرون. لكل شجرة علوها الأقصى عن أديم الأرض.. وهذه الشجرات الست تنمو وتعلو بتاجها الأخضر اللامع كل سنة مزهوة، كل عقود مزهوة .. وربما عمرها من عمر أول بيت رُفع بنيانُه في رام الله التحتا.
غضب زميلي زكريا محمد قبل عشرين سنة عندما شدّوا بين جذعي شجرتين أُنشوطةً علّقوا عليها "دلة" قهوة. البلدية لبّت غضبه ورفعت "الدّلة" .. وأنا شكرته والبلدية.

صحيح، هناك خمس نخليات عاقرة في ساحة المنارة، لكنها نوع آخر غليظ الجذع نسبياً، وغير أملس، ويعلقون حبالاً بين جذوعها ويافطات تدعو لما يدعو إليه لسان الناس من فرح ومن غضب!

شعر أخضر؟

صار الرجال "يصلعون" قبل الأوان، او صار الشباب يسألونني: إن لم تصلع الى الآن فمتى تشيب!

شعر الرأس تاج، والتاج أسود اللون أو أحمر أو أشقر سيغزوه الشيب والبياض، او تغزوه "الثعلبة" والصلع.

لكن لبعض البيوت القديمة، من حجر قديم وسميك سطحاً كانوا "يدحلونه" مطلع كل شتاء ليرصرصوه حتى لا يدلف. لهذه البيوت سقوف من تراب على سطحها، وسقوف "عقد" داخلها.

إنها تشارك في صحوة الربيع، وترتدي سطوحها "قبعة" من شعر أخضر، او تنبت من بين شقوق جدرانها نباتات بل شجيرات دائمة الخضرة او متساقطة الأوراق.

بيوت مهجورة تئن بهذا النشيد "يا دار / يا دار لو عدنا كما كنا / لأطليك يا دار بالشيد والحنا". مات أصحابها وهي في احتضار طويل!
يقولون تموت البيوت (وأشجار البيوت) بعد موت أصحابها، لكن في نزاع موتها تقوم النباتات والشجيرات بدور كفن أخضر. السقف بلا دحل ينهار، والجدران تتفسخ مداميك حجارتها بقوة جذوع الشجيرات والنباتات.
الموت حياة؛ والحياة موت.

 المصدر: الأيام
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات «على الماشي» تأملات «على الماشي»



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 06:10 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عطر "داليا ديفين" من "جيفنشي" للمرأة المتميزة في 2018

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح وهدى عمار ضيفا برنامج "صالون أنوشكا" على شاشة dmc

GMT 17:26 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تورونتو مابل ليفز يهزم وايلد في دوري هوكي الجليد

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأنصاري تقيّم أزياء الفنانات في مهرجان "AC Awards"

GMT 08:10 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

المغرب تحافظ على سلالات الحصان العربي البربري

GMT 23:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تألق المعيوف يساند الهلال في المشوار الآسيوي

GMT 00:39 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

محمد بن عبدالعزيز يعزي الشيخ مطاعن شيبة

GMT 00:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رانيا محمود ياسين تستعدّ لتقديم عمل سينمائي ودرامي جديد

GMT 14:45 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

الأبيض في ديكورات قصر "كيم كارداشيان"

GMT 12:40 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

منزل الفنان محمد رمضان ذو لمسة عصرية وذوق راق

GMT 10:18 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

مقهى Rosella easy dining يقدم أشهى المأكولات النباتية وسط الطبيعة

GMT 20:50 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يفقد البولندي ليفاندوفسكي أمام ليفركوزن

GMT 21:43 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "العب يلا" يقترب من الـ60 مليون مشاهدة على "يوتيوب"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria