الهمجية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الهمجية

الهمجية

 الجزائر اليوم -

الهمجية

بقلم : عمرو الشوبكي

الهمجية لا تخص فقط الدواعش ولا الإرهابيين ولا المجرمين، إنما قد تصل أيضا إلى بشر عاديين، حرّكهم سلوك القطيع واستدعوا كل ما هو منحط فى غرائز الإنسان، فوجدنا القتل والحرق والنهب، حتى أضاف المجرمون تعرية النساء المسنات حتى يصيبونا بعار جديد.

ما جرى فى قرية الكرم بمحافظة المنيا من حرق لبيوت مسيحيين ونهب ممتلكاتهم والاعتداء على سيدة مسيحية مسنة، بسبب اتهام شاب مسيحى بإقامة علاقة جنسية مع سيدة مسلمة، فكانت النتيجة ليس التحقق القانونى من هذا الاتهام ومحاسبة المخطئ، إنما الاعتداء على كل مسيحى فى القرية مثلما كان يحدث فى القرون الوسطى، حين كانت القبائل تعاقب الأخرى عن خطأ محتمل ارتكبه فرد منها، وكأن دولة المواطنة لم تمر علينا، وكأن مصر ليس فيها دولة وطنية حديثة منذ محمد على (1805)، وكأن ليس فيها دستور ولا قانون، إنما جحافل الجهلاء الذين أصبحت مهمتهم الاعتداء على أشخاص أبرياء لم يرتكبوا أى جرم ولا أى خطأ، إنما ربما يكون أحد أبناء ديانتهم، لا يعرفونه، قد ارتكب خطأ فعوقبوا وكأنهم شركاء فيه، فى مشهد عصى عن أى فهم أو تبرير.

إن الصادم فيما جرى فى المنيا هو أن السيدة الأصيلة التى اعتدى عليها ذهبت إلى قسم أبوقرقاص من أجل تحذير الشرطة من خطر الاعتداءات الطائفية، وطالبت بتكثيف الحماية على بيوت المسيحيين، ومع ذلك لم تتحرك الشرطة إلا بعد الاعتداءات المشينة على بيوتهم وممتلكاتهم.

وفى الوقت نفسه، استمر المحافظ وكبار المسؤولين فى ترديد نفس الكلام الفارغ عن الوحدة الوطنية، وأن الموضوع بسيط لا داعى أن نكبره، أو أن من كبّره هو الإعلام والأمن مستتب، وهى كلها أمور تدل على أننا مازلنا نمارس سلوك النعامة وندفن رؤوسنا فى الرمال حتى لا نصحح أخطاءنا.

إن الاعتداءات التى ارتكبها هؤلاء الهمج هى جريمة عار مكتملة الأركان لا يمكن تخيلها فى أكثر العصور انحطاطا، وهى تدل على حجم الانهيار القيمى والأخلاقى الذى أصاب المجتمع فى السنوات الأخيرة، فهل يعقل أن ينتقم مسلمون من مسيحيين لأن واحدا مسيحيا اتهم بارتكاب جريمة لم تثبت بعد؟ للأسف، هو أمر تكرر أكثر من مرة فى أكثر من قرية وأكثر من حى، حين يؤخذ العاطل بالباطل، وفق الثقافة السائدة حاليا.

هل يفهم هؤلاء المسلمون خطورة التعميم فى وقت هم متهمون فيه بتصدير الإرهاب والتخلف إلى كل بلاد العالم، وفى نفس الوقت نقول إن الإسلام برىء من هؤلاء الإرهابيين، ونصرخ كل يوم ونقول للغرب يجب ألا تعمموا وتتهموا كل المسلمين بالإرهاب والتخلف؟!

إن دفاع المسلمين فى العالم قائم على رفض التعميم وضرورة التمييز بين الصالح والطالح، وبين المصيب والمخطئ، فكيف لا يُفعل نفس الشيء مع شركاء الوطن من المسيحيين؟، وإذا افترضنا أن هناك مواطنا مسيحيا أخطأ، فما ذنب أمه وأهله وباقى أبناء ديانته؟ كيف وصلنا فى تعميمنا إلى هذا السلوك الهمجى المنحط، فنجد منتقمين وقتلة، لا نيابة تحقق، ولا شرطة تحمى وتمنع المصائب قبل وقوعها، ولا مسؤولين ينتفضون ويشعرون بالخزى أمام هذه النوعية من الجرائم والمصائب الكبرى، لا أن يقولوا إنها حوادث بسيطة و«لموا الموضوع» فى انتظار أن يتكرر بعد شهر؟

مهما اعتذرنا لهذه السيدة المصرية الأصيلة، فلن نوفيها حقها، فقد أصاب العار كل من لديه ذرة ضمير فى هذا البلد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهمجية الهمجية



GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

من المخطئ؟

GMT 22:40 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

المبدعون

GMT 08:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

كمال الجنزورى

GMT 17:28 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

مخاوف سودانية

GMT 14:37 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

قطار الصعيد

GMT 23:19 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج الأسد

GMT 01:39 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

هبة إدريس تكشف دور والدتها في عشق تصميم الأزياء

GMT 08:38 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

عاصفة شتوية تضرب مناطق عدة في اليابان

GMT 13:19 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزة الصوف في موسم الشتاء تجذب انتباه المحجبات

GMT 08:00 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ولي العهد يهنئ سلطان بروناي بذكرى توليه الحكم في بلاده

GMT 23:57 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليونيل ميسي يضع شرط تجديد عقده مع نادي برشلونة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

مانويل جوزيه يوافق على تدريب النادي"الأهلي" مُجددًا

GMT 14:14 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وسوف يستعد لطرح أحدث أغانيه "ملكة جمال الروح"

GMT 00:50 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نصف شركات السعودية كشفت نتائجها المالية والأرباح تنمو 16 %
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria