السيسي من عبدالناصر إلى السادات
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

السيسي من عبدالناصر إلى السادات

السيسي من عبدالناصر إلى السادات

 الجزائر اليوم -

السيسي من عبدالناصر إلى السادات

مصطفى الفقي

تحدث الكثيرون عن شخصية رئيس مصر الجديد المشير «عبدالفتاح السيسى» وأسرفوا فى أوصافه إيجابًا وسلبًا، ورآه معظم المحللين مزيجًا من بطولة «عبدالناصر» وزعامة «السادات»، فالذى قام به فى الثالث من يوليو 2013 هو عمل بطولى بالدرجة الأولى ويعكس قدرة ذلك الرجل على اتخاذ القرار الحاسم وخوض المغامرة المحسوبة مع صفاتٍ قيادية وضعته فى مكانه، كما ظهرت ملامح البطولة فى طبيعة «الكاريزما»، التى حظى بها فى وقت قصير نسبيًا، وأصبح يجسد لدى المواطن المصرى ـ وربما العربى أيضًا ـ صورة «القائد» الوطنى الذى يعى هموم شعبه ويتبنى أحلام أجياله الجديدة، ولكن اللافت للنظر هو أن بعض الكارهين لعصر «عبدالناصر» يعبرون عن تخوفهم من أن يحمل الرئيس «السيسى» معه جينات الصدام الدائم مع القوى الخارجية ويتبنى سياسات مركزية فى الداخل قد تعوق الاستثمار وتخيف رجال الأعمال، وقد حاول أصحاب هذا الاتجاه أن يتخذوا من بعض المواقف مبررًا لما يقولون به، بل سعى بعضهم دون وعى إلى تلوين الكلمات وتأويل التصرفات لتأكيد أن «السيسى» طبعة جديدة من «عبدالناصر»! ورأى آخرون على الجانب الآخر أن «السيسى» يحمل ملامح من شخصية «السادات» فهو لا يخلو من دهاء، كما لا يتصرف بانفعال بل يكمن لفترة معينة يخرج بعدها بالقرار الذى يريد، إن حركة «3 يوليو» برصيدها الشعبى تشبه فى عنصر المفاجأة ما قام به «السادات» عام 1971 أو ما قام به «محمد على» عام 1811، ولكن دون إراقة دماء، كما هى حالة «محمد على»، ودون دوافع مرحلية مثلما هو الأمر فى حالة «السادات»، لقد سمعت «السيسى» يقول فى إحدى ندوات حملته الانتخابية إن مسؤولاً أمريكيًا كبيرًا اتصل به ذات يوم، وقال له إن «الولايات المتحدة الأمريكية» تعيد النظر فى حجم المعونة لمصر وتفكر فى تخفيضها فلم ينفعل «السيسى» وتقبل الرسالة الهاتفية بهدوءٍ، وقال لمحدثه الكبير إننا نشكركم على كل ما مضى ونذكركم بأن العلاقات بين بلدينا «استراتيجية»، ولكنى لا أخفى عليك أن قراركم هذا سوف يترك مرارة فى أعماق الشعب المصرى! ولم تمض إلا أيام قليلة إلا واتصل المسؤول الأمريكى مرة أخرى بالمشير «السيسى»، وزير الدفاع حينذاك، ليقول له إننا راجعنا قرارنا ورأينا ألا نمس المعونة الأمريكية لمصر فى ظل ظروفها الراهنة، ولا شك أن رد فعل «السيسى» يمثل مدرسة فى التفكير لا تهوى البطولة على حساب المصلحة العامة، ولكنها تلتزم الحكمة من أجل شعبٍ يتحمل مسؤوليته، ولنا هنا ملاحظات ثلاث:

أولاً: إذا كان «السيسى» من حيث المظهر يبدو «ناصريًا» فإن الجوهر يختلف، لقد كان «عبدالناصر» بطلاً قوميًا، بينما كان «السادات» رجل دولة يدرك المتغيرات الدولية ويقرأ التطورات الإقليمية ويستطيع تغيير «البوصلة»، وفقًا لما يراه من أجل شعبه ـ اتفقنا معه أو اختلفناـ وأنا أرى أن «السيسى» يقترب فى «جوهره» من بعض خصائص «السادات»، حتى وإن كان الإطار العام لشخصيته «ناصريًا»، إذ إن لديه القدرة على اللعب بعنصر الوقت والتقديم والتأخير فى المواقف وتجنب الصدام ما أمكن ذلك، ما لم يكن فى تأجيل المواجهة ما يمس كرامة شعبه، ولعل مواجهته مع «الإخوان» هى تأكيد للنمط «الساداتى»، حتى ولو جاءت فى غلافٍ ناصرى.

ثانيًا: إن التصريح الأخير للسيسى حول دور مصرى لحفظ السلام بين «إسرائيل» و«فلسطين» يعتبر نقلة نوعية فى مواقفه التى تمثل رسالة ذكية للغرب والولايات المتحدة و«إسرائيل» بالطبع وتخفف الضغوط عن «مصر»، بدرجةٍ ما، وتسمح له بحرية الحركة فى الظروف الحالية، وفى تصريحه ذلك محاكاة لبعض أساليب «السادات» من حيث نوعية القرار وفهم طبيعة المرحلة على ضوء الوضع الدولى الراهن.

ثالثًا: إن العرب عمومًا والمصريين خصوصًا يحتاجون إلى رجال دولة أكثر من حاجتهم إلى أبطال تاريخيين «بكاريزما» صارخة، وعلى سبيل المثال فإن مشكلة «سد النهضة» مع «إثيوبيا» تحتاج منّا إلى التعامل بسياسة «رجل الدولة»، الذى يدرك المتغيرات ويستثمر التحولات، ويستطيع أن يعطى وأن يأخذ، كما أن سياسة المواجهة الحادة فى ظل ظروف «مصر» الحالية هى أمر غير منصوح به، فمصر تحتاج إلى تخفيف الضغوط الخارجية لمواجهة الضغوط الداخلية وليس من المستحب أن تواجه الاثنين معًا، إذ إن التقاء الضغوط الداخلية مع الضغوط الخارجية أمر يعوق حركة الشعوب ويعطل انطلاقها للتحليق فى آفاق المستقبل.

.. إن «السيسى» ابن لمصر تلتقى فيه عظمة «عبدالناصر» مع حكمة «السادات» ودهائه.. دعنا نأمل ذلك!.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسي من عبدالناصر إلى السادات السيسي من عبدالناصر إلى السادات



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria