عبدالرحمن سوار الذهب الزاهد الأكبر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عبدالرحمن سوار الذهب.. الزاهد الأكبر

عبدالرحمن سوار الذهب.. الزاهد الأكبر

 الجزائر اليوم -

عبدالرحمن سوار الذهب الزاهد الأكبر

بقلم - عماد الدين أديب

فشلت 4 مرات فى إقناع المشير عبدالرحمن سوار الذهب بإجراء مقابلة تليفزيونية معه للإجابة عن سؤال الأسئلة الذى ظل يحيرنى، وهو: «كيف يسلّم رجل فى السلطة مقاليدها لسلطة منتخبة ويلتزم بوعده باليوم والسنة والساعة والثانية.

تسلم المشير عبدالرحمن سوار الذهب سلطة الحكم فى 6 أبريل 1985 بطلب من القوى السياسية والعسكرية والأمنية من أجل إدارة شئون البلاد لحكم انتقالى يتم بعدها نقل السلطات لسلطة مدنية منتخبة.

وبعد 12 شهراً، أى فى يوم 6 أبريل 1986، أى بعد عام بالتمام والكمال، وفى تمام الثانية عشرة ظهراً بالدقيقة، سلم المشير سوار الذهب السلطة إلى الصادق المهدى، زعيم حزب الأمة، الحاصل على الأغلبية النيابية، والمسمى رئيساً للحكومة.

كيف يسلم من يملك «القوة» و«السلطة»، وأيضاً حب الشارع له السلطة طواعية بعد 12 شهراً بالتمام والكمال دون أن ينتفع بقرش واحد أو مصلحة أو يحصل له أو لأى من عائلته على أى مصلحة ذاتية؟

ظل هذا السؤال يدق على أبواب عقلى حتى جمعتنى الظروف فى ندوة حوار، أو بالأصح «ورشة نقاش مغلقة» ضمت خمس شخصيات عربية من البحرين، ولبنان، والسعودية، والجزائر، والراحل العظيم، والعبد لله.

«يا إلهى» 3 أيام بطولها وعرضها سوف يتاح لى أن أكون فى صحبة هذا الرجل الاستثنائى الذى عشقت فروسيته ونبل أخلاقه وتعاليه على السلطة والجاه والشهرة وأية مكاسب شخصية طواعية وعن إيمان.

وظللت ألف وأدور حوله بالسؤال، وهو يتهرب من الإجابة، حتى جاء اليوم الأخير قبل السفر، ليلتها ذهبنا إلى دعوة على العشاء فى أحد مطاعم «المنامة» عاصمة البحرين، وانتحى بى جانباً وقال: «يا سيدى أنا أخشى على نفسى من بريق السلطة ومن غدرها، وأخشى على نفسى من المسئولية التى تفرضها علىّ كونى «ولى أمر» المواطنين».

ثم أضاف وصوته -بالفعل- يكاد يختنق من التأثر: «وأخشى على نفسى أنى سوف أقف ذات يوم أمام مليك مقتدر وأحاسب على ما فعلته فى شئون الحكم وحوائج الناس».

وختم مقولته: «أنت تعرف أن لمن خاف مقام ربه جنتين، وأنا أخاف ربى وأرى أن السلطة لها شروط والتزامات لا تتفق معى ولا أتفق معها».

سألته: إذاً، ماذا تريد؟

أجاب على الفور: «راحة البال وسكينة النفس والاستعداد للقاء ربى».

ولقى المشير سوار الذهب ربه منذ أيام عن عمر «86 عاماً» وتم دفنه فى المدينة المنورة، وهو خامس رؤساء السودان، وأول من يدفن خارجها بناء على وصيته التى استجاب لها الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذى كانت تجمعه «صداقة وعلاقة ود شديدة مع الراحل العظيم».

عاش سوار الذهب عيشة الزهد الحقيقى بعيداً عن أى رغبة فى مال أو جاه أو سلطة أو مظهريات.

ويروى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أنه علم بالصدفة أن المشير سوار الذهب موجود لأداء فريضة الحج دون إخطار مسبق للديوان الملكى، فأمر بالبحث عنه، فوجده مقيماً فى فندق «الكندرة»، وهو فندق تاريخى قديم فى جدة وبعيد عن الفخامة، ولكن أجرة الإقامة فيه معقولة.

وحينما حضر سوار الذهب للقاء الملك عبدالله عاتبه خادم الحرمين على «أن الصداقة بينهما كانت تستدعى أن يخطره حتى يوفر له الديوان الملكى كافة التسهيلات المتبعة مع الأصدقاء من زعماء الدول السابقين».

يومها رد سوار الذهب: «سامحنى يا أخى لكننى أردت أن يكون ثواب الحج كله على نفقتى الخاصة».

كان الزهد هو مدرسة سلوك وتفكير هذا الراحل العظيم، وقد أتاحت لى صدفة عجيبة أن أكتشف هذا الأمر بنفسى.

ففى رحلة المنامة، اختلطت حقيبة سفرى بحقيبة سفره، وكانت كلتاهما تشبه الأخرى تماماً.

وحينما وصلت حقيبته للقاهرة، ووصلت حقيبتى للخرطوم اكتشف كل منا الخطأ.

فى الخرطوم، اكتشف المشير سوار الذهب وهو يفتح الحقيبة، وهو صاحب الجسد النحيل الرشيق، ملابس «إكسترا لارج» ديناصورية الحجم، بينما فى القاهرة اكتشفت فى حقيبتى بدلة صيفية من القطن وجلباباً سودانياً، وسجادة صلاة ومسبحة ومصحفاً وكتاباً عنوانه «الزهد فى الإسلام»!

رحم الله عبدالرحمن سوار الذهب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالرحمن سوار الذهب الزاهد الأكبر عبدالرحمن سوار الذهب الزاهد الأكبر



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria