عن الأسد ومستقبل سوريا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عن الأسد ومستقبل سوريا

عن الأسد ومستقبل سوريا

 الجزائر اليوم -

عن الأسد ومستقبل سوريا

عريب الرنتاوي

تتلقف وسائل الإعلام العربية الموزعة على المحاور والمذاهب، أية إشارة أو إيماءة تتعلق بمستقبل الرئيس السوري، تصدر سواء عن موسكو أو واشنطن، ثم “تنفخ” فيها فتصبح انتصاراً لهذا المحور، واستتباعاً هزيمة لذاك، طالما أن المعادلة التي تحكم صراع المحاور، هي “المعادلة الصفرية” ... فإن أومأ أوباما برأسه دلالة على قبوله بوجهة نظر حلفائه في المنطقة، خرجت علينا العواصم والمنابر ووسائل إعلام، بخطاب “انتصاري”: ها هي واشنطن تقتنع أخيراً بضرورة رحيل الأسد أو ترحيله... وإن سقط اسم الرئيس سهواً من واحدة من خطاباته وتصريحاته، خرج علينا المحور المقابل، بعواصمه ومنابره ووسائله، بخطاب “انتصاري” من نوع آخر: ألم تروا، لقد كفت واشنطن عن المطالبة بإسقاط الأسد، والفضل في ذلك يعود لصمود وثبات وتضامن “محور المقاومة والممانعة”، والأمر من قبل ومن بعد، دلالة على النصر المؤزر المتحقق أو الوشيك.
الحالة ذاتها تتكرر بعد كل زيارة يقوم وفد من وفود المعارضة السورية أو الدول الداعمة لها إلى موسكو: بوتين لم يعد معنياً ببقاء الأسد، موسكو لا تتعامل مع الأشخاص بل مع المصالح، الكرملين وصل إلى الخلاصة بأن رحيل الأسد بات شرطاً لحل الأزمة السورية، وتأخذ هذه التصريحات، صورة “عنترية” عندما تصدر عن بعض مراهقي المعارضة السورية، حديثي العهد بالسياسة ... في المقابل، لا تتوقف أطراف “الممانعة” عن رصد كل إيماءة تذهب باتجاه تجديد الالتزام الروسي بدعم الأسد ونظامه، وتنفخ فيها بذات الروحية من دون زيادة أو نقصان.
بعد ثلاثمائة ألف قتيل سوري، ومليارات الدولارات من الخسائر المادية، وخراب مقيم في بنية الدولة والمجتمع، لا يزال الحديث عن الأزمة السورية، يدور حول الأسد ودوره، هل له دور في مستقبل سوريا أم لا؟ ... حتى ونحن نكاد نصل إلى الاستنتاج بأنه لا مستقبل لسوريا، وأن سوريا التي عرفناها، قد لا تعود أبداً، يظل السؤال الذي يطاردك دوماً: هل للأسد دور في مستقبل سوريا؟ ... هل هو دور مقرر، نصف مقرر، بروتوكولي أم ماذا؟
يأتيك معارض متحمس فيقول: بعد أكثر من ربع مليون قتيل، هل تريد لنا أن نقبل ببقاء الأسد أو شراكته في تقرير مستقبل سوريا؟ ... تتذكر فجأة أن نفس المعارض المتحمس، سبق وأن طرح على مسامعك التساؤل ذاته، عندما لم يكن عدد ضحايا الحرب في سوريا وعليها، قد تخطى العشرين أو الثلاثين ألف قتيلاً .... وقد يعيد طرح التساؤل من جديد، بعد أن يبلغ عدد القتلى النصف مليون ... لا قيمة للبشر والشجر والحجر في عرف هؤلاء، المهم حسم الخلاف حول بقاء الرئيس الأسد أو عدمه، كيف سيرتسم دوره في المستقبل، مستقبل سوريا بالطبع.
هو سؤال غبي وأحمق بامتياز، بعد كل هذا الخراب والدماء الذي لحق بسوريا، وفي ضوء كل هذه الأخطار والتهديدات والتحديات التي تجابه سوريا، ومن خلفها المنطقة بأسرها ... سؤال غبي بامتياز، إذ يجعل نظرياً، من مصير شخص واحد، حتى وإن كان بموقع الأسد ودوره، أولى بالاهتمام، من مصير شعب ودولة ومجتمع ... وهو سؤال غبي عملياً، لأن لا قيمة للخلاف حول دور الأسد، إن لم يكن لسوريا مستقبل، وكافة المؤشرات تؤكد أن لا مستقبل لسوريا، بل ولا لوجود لسوريا، خارج سياق الحلول السياسية التفاوضية – التوافقية، وعندها لا قيمة لكل هذا الجدل البيزنطي.
فالأسد إن بقي، لن يحكم كما فعل في السابق، والنظام لن يعاود ممارسة مهامه ووظائفه كالمعتاد، والعملية السياسية ربما تكون أقصر الطرق للتغيير في سوريا... أذكر حواراً دار ذات يوم، في بواكير الأزمة السورية، مع أحد رموز المعارضة، الذي أبدى ضيقاً بالعملية السياسية واستخفافاً بدورها في التغيير، يومها احتج بأن التغيير لا يحتمل الانتظار لسنتين أو ثلاث سنوات انتقاليه، ها هي الأزمة السورية، تقطع خمسة أعوام دامية عجاف، والعملية السياسية – الانتقالية لم تبدأ بعد .... يا لهم من ضيقي أفق، أو مؤتمَرين يتحركون بالريموت كونترول .
والأسد إن رَحَلَ أو رُحّل، كيف يمكن الاطمئنان إلى أن الديكتاتورية قد رحلت معه، وأن سوريا قد غادرت مربع الفساد والاستبداد ... بل وما هي ضمانة، ألا تحل “الخلافة” محل “الرئاسة الوراثية”، سيما وأن قوات “الخليفة” باتت تقاتل اليوم في القدم والتضامن ويلدا، على بوابة دمشق الجنوبية ... كيف يمكن في مناخات كهذه، الاستمرار بالغرق في دهاليز “دور الأسد” ... إنه أمرٌ مثير للغثيان، خصوصاً حين يصدر عن دول لا تختلف طبيعة نظمها عن طبيعة نظام الأسد، وستكون في طليعة مناهضي الانتقال الديمقراطي لسوريا، أوعندما يأتي على ألسنة معارضين، بالكاد يمتلكون نفوذاً على أسرهم الصغيرة، دع عنك حكاية “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب السوري.
يبدو أننا سنمضي في هذا النقاش حتى إشعار آخر، وفي هذا الوقت، سيواصل السوريون ممارسة “الموت الجماعي”، إن لم يكن في ساحات القتال والمواجهة، ففي عرض البحر وبرادات نقل الطعام، التي تحولت إلى برادات نقل الموتى... وسنظل نجد في تصريحات الكرملين وإيماءات البيت الأبيض، ما يرضي حاجتنا للبحث عن انتصارات صغيرة ... عشتم وعاشت سوريا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الأسد ومستقبل سوريا عن الأسد ومستقبل سوريا



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 13:16 2020 السبت ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:29 2017 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

مخاوف ألمانية من ارتفاع أسعار الطيران

GMT 17:47 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة لبس حجاب مدونات الموضة الخليجيات

GMT 12:47 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات مخملية أنيقة لمنزل عصري في موسم شتاء 2017

GMT 02:51 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حكومة بريطانيا تناقش آخر موازنات «ما قبل البريكست»

GMT 01:53 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

شركة بنتلي تكشف عن سيارتها "بنتايجا" الهجينة في معرض جنيف

GMT 02:24 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

بوتين وأردوغان يناقشان قرار الأمم المتحدة بشأن القدس

GMT 00:19 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة قمر ترقص على الجمل وسط أهرامات مصر

GMT 03:34 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

عارضات أزياء يلجأن إلى مجال التصميم الداخلي للمنازل

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 05:19 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

هل تقلع قطر عن التدخين؟
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday