معايير مزدوجة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

معايير مزدوجة

معايير مزدوجة

 الجزائر اليوم -

معايير مزدوجة

بقلم : عريب الرنتاوي

أن تقدم رئيس وزراء بريطانيا العظمى على التصريح باستعدادها لإعطاء الأوامر باستعمال السلاح النووي حتى وإن أدى ذلك إلى مقتل مائة ألف من المدنيين الأبرياء، من أطفال ونساء ورجال شيوخ ... فذلك أمر طبيعي، يندرج في سياق سعي المرأة لاستحقاق لقبها “الحديدي”، البعض أسماها “المرأة النووية”، وهو أمر يندرج كذلك في إطار إعادة بناء الصورة الردعية للإمبراطورية التي لم تكن الشمس لتغرب عن ولاياتها ومقاطعاتها ... لا يستحق التصريح الذي قيل تحت قبة البرلمان، أي تعليق أو شجب أو استنكار أو حتى توضيح.

علماً بان صدام حسين، لم يقل أكثر من ذلك ذات يوم غداة الغزو العراقي للكويت، ملوّحا بيده بجهاز صغير، أسماه “قداحة نووية”، وتعهد بأن “يهلط بها نصف إسرائيل” ... التصريح أقام العالم على قدم واحدة، ولم يقعده إلى بعد سلسلة من الحروب على العراق: 1991، 1997، 2003، وصولاً لإعدام صدام واجتثاث البعث وإدخال العراق بمجمله، في دائرة الفوضى والاحتراب الأهلي والتقسيم والفلتان الأمني الشامل.

**************
وأن يقدم الطيران الحربي الفرنسي على اقتراف مجزرة في محيط بلدة منبج السورية، راح ضحيتها أزيد من مائة وعشرين مدنياً، أطفال ونساء وشيوخ، فذاك أمر يندرج في سياق الحرب على الإرهاب، لا يستحق الاعتراف والاعتراض، بل وليس جديراً بالتغطية الإعلامية ... الدم المُسال هنا ليس من صنف الأحمر القاني كذاك الذي جرى في شوارع باريس ونيس وبروكسيل، أنه دم أزرق داكن، لسوريين، لا أسماء لهم ولا صور، هم مجرد أرقام يؤتى على ذكرهم على استحياء، وربما على لسان بعض منظمات حقوق الإنسان الثانوية.

لو أن المجزرة قارفها الطيران الروسي أو السوري، كما يحدث أحياناً، لانتفضت باريس قبل غيرها، ولخرج علينا ساكن الإليزيه، بفيض من التصريحات المترعة بحقوق الانسان، المنددة والشاجبة، وربما لطالب بإحالة القضية برمتها إلى التحقيق الدولي، من دون أن يغفل عن التذكير بضرورة “رحيل الأسد”، والإعراب عن قلقه للدعم الروسي للنظام في دمشق ... إلى آخر ما في “الموشح” من عبارات وجمل، سئمنا ذكرها، لفرط تكرارها.

**************
طفل في ربيع العمر، يّذبح من الوريد إلى الوريد، بدم بارد ووسط صيحات الله وأكبر ... لا أحد يجعل من الأمر قصة ذات شأن ... فالمعارضة المعتدلة المسؤولة عن ذبحه “كتائب نور الدين زنكي”، أصدرت بياناً قالت فيه أنه “خطأ فردي” ... هكذا بكل ببساطة، أخطاء الأفراد عندهم لا تنحصر في زلة لسان أو رصاصة طائشة ... أنها تبدأ بالذبح من الوريد للوريد، ولطفل بالكاد أكمل العقد الأول من عمره، ووسط حشد كبير من المكبرين والمهللين ... كل هذا ويقال “خطأ فردي”، وتمضي الحكاية وكأن شيئاً لم يكن.

ماذا لو أن أبطال المشهد الدموي كانوا من الطرف ... ماذا لو أن القاتل كان من طرف الجيش السوري أو حلفائه، والقتيل من طرف “المعارضة المعتدلة” ... ما الذي كنا سنراه ونسمعه من ردود الأفعال، وأي نوع من التصريحات والبيانات كنا سنرى ونقرأ؟ ... انطوت صحفة الطفل المذبوح، وبقيت “الكتائب” محتفظة بتصنيفها كمعارضة معتدلة.

**************
يبدو أن العامل المقرر، والسبب الرئيس الذي يستثير “نوبات حقوق الانسان” في عقل وضمير المجتمع الدولي، لا يتصل بطبيعة الفعل ذاته، بل بهوية فاعله ... أياً تكن الجريمة من حديث فظاعتها وحجم ضحاياها، وأياً كانت “النوايا الشريرة” خلف المواقف والتصريحات التي تطلق هنا أو هناك، فجميعها وقائع ظرفية قابلة لقراءات مختلفة، وتثير مستويات وأنماطا متفاوتة من ردود الأفعال، تبعاً لهوية الجاني أو القائل ... فإن كان من الغرب وحلفائه، يصبح ذنبه مغفوراً، وفي أسوأ السيناريوهات، سيجري غض الطرف عن أفعاله أو أقواله في لمح البصر ... إما إن كان من المعسكر الآخر، معسكر الشر والأشرار، فإن كل المياه الجارية في أنهار المنطقة، لن تكفي لتطهيره من رجس ما قال وما فعل.
هل ثمة ازدواجية بعد هذه الازدواجية؟ ... وهل ثمة نفاق أوقح من هذا النفاق؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معايير مزدوجة معايير مزدوجة



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 07:52 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 03:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة علمية تؤكد أن إناث الصراصير قادرة على التكاثر لا جنسيًا

GMT 17:50 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "سحل" أم ورضيعها في المنصورة

GMT 09:05 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

"التخييم" في سلطنة عمان من أغرب فنادق العالم

GMT 06:02 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة النجوم "المصريين والعرب " في حفل ختام "القاهرة السينمائي"

GMT 05:07 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد الأردني ينشر صورة تجمعه بوالده عبر "إنستغرام"

GMT 19:54 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الفواز يعتذر للجماهير بعد خسارة المنتخب في كأس أسيا

GMT 06:46 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

كولمان تجمع بين الأناقة والبساطة في إطلالتها

GMT 00:11 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تليجرام يطلق تحديثا جديدا "للجروبات" تعرف على مميزاته

GMT 05:57 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

جيم كلارك يخفض السعر المطلوب لبيع منزله في بالم بيتش

GMT 01:01 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

35 مصابًا بمرض الإيدز في سورية في عام 2017
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria