صادق جلال العظم … شــهـادة شـخـصــيـة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

صادق جلال العظم … شــهـادة شـخـصــيـة

صادق جلال العظم … شــهـادة شـخـصــيـة

 الجزائر اليوم -

صادق جلال العظم … شــهـادة شـخـصــيـة

بقلم : عريب الرنتاوي

أياً كانت التحولات التي طرأت على فكر صادق جلال العظم وانحيازاته السياسية والإيديولوجية التي رافقت الأزمة السورية، فإنني – على المستوى الشخصي – احتفظ للراحل الكبير، بمكانة خاصة في عقلي وقلبي، فقد كان من بين أوائل المفكرين الذين تأثرت بهم، وأنا أبدأ – مبكراً –أولى خطوات مشوار حياتي السياسية والفكرية، مع نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية في الأعوام 1969 – 1970.

في مكتبة أمانة العاصمة، وعلى مقربة من المدرج الروماني في عمان، عثرت على كتاب للمرحوم كان صدر حديثاً عن دار الطليعة البيروتية، بعنوان «نقد الفكر الديني»، قرأته مرات عديدة لأحيط به وبما تضمنه من نقد لاذع وتحليل عميق للعقل «الخرافي» العربي.

لاحقاً، عاودت قراءة الكتاب، فلم استقبله بالدهشة ذاتها، وربما كانت لي تحفظاتي على مواقع عديدة منه، لكن الكتاب لم يفقد قيمته وأثره «المفتاحي» في تكوين عقليتي النقدية التي نشأت لها، والتي تسببت في خلق الكثير من المتاعب بالنسبة لي، في كل مكان عملت فيه، مهنياً وسياسياً… ومنذ تلك الفترة المبكرة، لم تعد علاقتي بـ «المؤسسة» و»الوعي السائدة» بالقصة المسلية، أو السلسلة دائماً.

الكتاب الثاني، الذي سيساهم في احتلال مساحة واسعة من «وعيي المبكر»، كان لصادق جلال العظم أيضاً، صدر في نفس الفترة تقريباً، وعن الدار البيروتية ذاتها، الطليعة، وبعنوان «النقد الذاتي بعد الهزيمة»، تناول فيه المؤلف مظاهر مختلفة لهيمنة «الخرافة والأساطير» على الوعي الجمعي العربي، وفكك بطريقة منهجية منظومة الاستبداد التي قادت إلى الهزيمة، وزرع في عقلي – قيد التشكل – في حينها، بذور وعي مبكر للديمقراطية والحرية والتفكير النقدي المستقل.

بعدها بفترة ليست بعيدة، سيكون لي موعد مع مفكر سوري آخر، هو الياس مرقص، الذي سيعيد بأعماله الموسوعية، تشكيل إدراكي الخاص للماركسية، من خلال سلسلة من أعمال النقد والمراجعة، للماركسية العربية، ومن خلال مقاربته المختلفة للتجربة السوفياتية، ولتجارب الحركتين الشيوعيتين العربية والعالمية … رحل الرجلان عن هذه الدنيا، لكن ما خلفاه من أثر معرفي، والأهم من تأثير على أنماط التفكير، سيظل يرافقني إلى آخر مشوار العمر.

يحلو للبعض أن يأخذ صادق جلال العظم، بالتقسيط، فيتوقف عند كتاباته المصاحبة للأزمة السورية، وانحيازاته السياسية والفكرية التي قد ينسجم بعضها وقد يتعارض بعضها الآخر، مع إرثه الفكري والمعرفي المديد … وهذه مقاربة جائرة على أية حال، بيد أنني من الذين يؤثرون أخذ الرجل بـ»الجملة»، وليس بـ»المفرق»، والاعتراف بفضله وريادته، اللذين كان لهما أثر كبير، في تشكيل وعي وثقافة جيل كامل من المناضلين والمثقفين اليساريين والقوميين العرب، الخارجين للتو، من صدمة النكسة وزلزال الهزيمة.

برحيل العظم، يكون الستار قد أسدل على جيل من المفكرين السوريين الكبار، من أمثال الياس مرقص وياسين الحافظ وجورج طرابيشي، لم يبق منهم على قيد الحياة والعطاء سوى الطيب تيزيني، أمد الله في عمره … جيل سعى في نقد الاستبداد وتفكيك منظومته الاجتماعية والفلسفية، ومحاربة «اللاعقلانية» العربية، ومجادلة تيارات الفكر والسياسة السائدة في تلك الأزمنة.

سيرحل الحافظ ومرقص عن هذه الدنيا، قبل أن تكتوي العقول والقلوب بنيران الفتنة و»حروب الطوائف والمذاهب»، أما طرابيشي، فسيشهد على السنوات الخمس الأولى من عمر هذه الأزمة السورية، فيما سيتعين على تيزيني وميشيل كيلو، أحد رموز ذلك الجيل، أن يتورطا، خصوصاً الأخير، في دهاليز هذه الأزمة وزواربيها، فيخطئون أحياناً ويصيبون في أحيان أخرى.

المصدر :صحيفة الدستور

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صادق جلال العظم … شــهـادة شـخـصــيـة صادق جلال العظم … شــهـادة شـخـصــيـة



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 07:47 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:03 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

النادي الأهلي ينظم بطولتي إفريقيا للطائرة رجال وسيدات
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria