الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع الحليف الأكبر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع "الحليف الأكبر"

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع "الحليف الأكبر"

 الجزائر اليوم -

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع الحليف الأكبر

بقلم :عريب الرنتاوي

لا أحد يمكنه التشكيك بمكانة كل من الأردن وتركيا في الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، الأردن حليف موثوق ويمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه، وهو ظل من بين حلفائها الكثر، الأكثر أمناً واستقراراً، ولديه أدوار لعبها في أزمات المنطقة المفتوحة والتي تحيط به من جهاته الأربع، وفوق هذا وذاك، كان له إسهامه المقدر في الحرب على الإرهاب في المنطقة وخارجها، وهو قدّم الدعم «سخياً» لحلفاء واشنطن في «عراق ما بعد صدام حسين» و»ليبيا ما بعد القذافي»، وهو حليف لحلفاء واشنطن في التحالف العربي في اليمن والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والتحالف الدولي في كل من العراق وسوريا.

وتركيا، الدولة الكبرى، وعضو نادي العشرين للدول الصناعية الأكثر تقدمًا، عضو «الأطلسي» وحامية حدوده الشرقية، وصاحبة ثاني أكبر جيوشه، والتي كانت مرشحة حتى الأمس القريب، لعضوية الاتحاد الأوروبي، قبل الانقلابات في السياسات التركية الداخلية ... حاضنة واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في الخارج (أنجرليك)، وصاحبة التجربة التي سعت الولايات المتحدة لتعميمها نموذجاً للتزاوج المشروع بين الإسلام والعلمانية، مقابل الدعوة السلفية / الوهابية، والجماعة الإخوانية.

لعلاقات الأردن مع الولايات المتحدة، كما لتركيا، طابع خاص وفريد ... فهي عابرة للإدارات المتعاقبة، وعابرة للحزبين اللذين يتناوبان السلطة في واشنطن، ولدى كل منهما، بطريقته الخاصة، مداخل وقواعد ارتكاز لدى مؤسسات «الدولة العميقة» في الدولة الأعظم ... مع أن قدرة تركيا، كبلد كبير، على اللعب في الهوامش، والاحتفاظ بمساحة للمناورة والاختلاف والتباين عن الولايات المتحدة، لا تقارن ببلد كالأردن، لديه هوامش ضيقة نسبياً للمناورة وحرية الحركة.... الأردن يأتي بعد إسرائيل، كثاني دولة متلقية للمساعدات الأمريكية، نسبة لعدد السكان، وتركيا تؤهلها مكانتها، للحصول على آخر ما أنتجته الترسانة العسكرية الأمريكية، ولطالما حظيت بموقع الدولة الأولى بالرعاية من قبل الحليف الأمريكي. 

كل ذلك، لم يمنع الولايات المتحدة، وتحديداً في عهد إدارة الرئيس ترامب، من أن تكون سبباً في صداع مزمن، قد يتحول إلى «تهديد وجودي» لكلا الدولتين الحليفتين ... واشنطن، قبل ترامب، وفي عهد أوباما، حملت على أكتافها، ملف «الكيانية الكردية» المستقلة أو شبه المستقلة، بما يهدد أمن تركيا واستقرارها وسلامة وحدتها الوطنية والترابية .... وواشنطن، بعد «صفعة القرن»، تقامر بتهديد أمن الأردن واستقراره، وهويته الوطنية وسلمه الاجتماعي، وأعمق مصالحه، وشرعية مستمدة في جوانب منها، من «شرعية دينية»، ورعاية ممتدة لمائة عام، للأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

واشنطن في عهد ترامب، تتنكر لأعمق المصالح التركية، وتبرز على السطح كلاعب مثير للقلق والمتاعب، دع عنك كل ما أشيع، عن صمت وتواطؤ مع المحاولة الانقلابية في أواسط العام 2016 ... وهي في سياساتها «الكردية» وانتشارها العسكري على مقربة من الحدود التركية مع كل من سوريا والعراق، لا تسعى فقط في احتواء إيران وضرب الإرهاب فحسب، بل وتعمل على لجم الطموحات التركية، والتلويح المستمر لأنقرة، بأن «الأسوأ» ما زال بانتظارها، إن هي ذهبت بأبعد ما هو مسموح، في علاقاتها مع طهران وموسكو.

وواشنطن في عهد ترامب كذلك، تصرفت مع الأردن، كما لو أنه دولة «لاتينية» بعيدة كل البعد عن فلسطين وصراعها مع إسرائيل في سبيل حرية شعبها واستقلاله، وهي التي تدرك أن للأردن مصالح في كل ملف من ملفات الوضع النهائي للمسألة الفلسطينية (الحدود، المياه، اللاجئون، القدس، السيادة، وغيرها) ... ويذهب صهر الرئيس بملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وصفقة القرن، إلى حد التصريح بأن السيادة والوصاية على القدس، العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل، هي من حق إسرائيل ومن حقها وحدها ... هكذا ومن دون مواربة أو روتوش، حتى لا نقول من دون «حياء أو خجل».

لا خوف على تركيا، فهي دولة كبيرة واقتصاد ناهض وديموغرافيا لا يمكن التقليل من وزنها، وفوق هذا وذاك، فلديها نظام سياسي يستمد قاعدته الاجتماعية وشرعيته من صناديق الاقتراع، وهي أتقنت لعبة «الرقص فوق حبل دقيق»، وتناور بين موسكو وطهران والخليج وواشنطن وبروكسيل ... لكن من حق الأردن، الدولة الصغيرة، أن تقلق وأن تتحسب، وأن تعمل بكل جهدها، لمواجهة استحقاق قد لا يكون بعيداً، وبرغم صعوبة الموقف، إلا أن الفرص لم تستنفذ، وكذلك ما تيسر من أوراق قوة، ما زالت بيده، وبيده وحده.

المصدر : جريدة الدستور

لا أحد يمكنه التشكيك بمكانة كل من الأردن وتركيا في الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، الأردن حليف موثوق ويمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه، وهو ظل من بين حلفائها الكثر، الأكثر أمناً واستقراراً، ولديه أدوار لعبها في أزمات المنطقة المفتوحة والتي تحيط به من جهاته الأربع، وفوق هذا وذاك، كان له إسهامه المقدر في الحرب على الإرهاب في المنطقة وخارجها، وهو قدّم الدعم «سخياً» لحلفاء واشنطن في «عراق ما بعد صدام حسين» و»ليبيا ما بعد القذافي»، وهو حليف لحلفاء واشنطن في التحالف العربي في اليمن والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والتحالف الدولي في كل من العراق وسوريا.

وتركيا، الدولة الكبرى، وعضو نادي العشرين للدول الصناعية الأكثر تقدمًا، عضو «الأطلسي» وحامية حدوده الشرقية، وصاحبة ثاني أكبر جيوشه، والتي كانت مرشحة حتى الأمس القريب، لعضوية الاتحاد الأوروبي، قبل الانقلابات في السياسات التركية الداخلية ... حاضنة واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في الخارج (أنجرليك)، وصاحبة التجربة التي سعت الولايات المتحدة لتعميمها نموذجاً للتزاوج المشروع بين الإسلام والعلمانية، مقابل الدعوة السلفية / الوهابية، والجماعة الإخوانية.

لعلاقات الأردن مع الولايات المتحدة، كما لتركيا، طابع خاص وفريد ... فهي عابرة للإدارات المتعاقبة، وعابرة للحزبين اللذين يتناوبان السلطة في واشنطن، ولدى كل منهما، بطريقته الخاصة، مداخل وقواعد ارتكاز لدى مؤسسات «الدولة العميقة» في الدولة الأعظم ... مع أن قدرة تركيا، كبلد كبير، على اللعب في الهوامش، والاحتفاظ بمساحة للمناورة والاختلاف والتباين عن الولايات المتحدة، لا تقارن ببلد كالأردن، لديه هوامش ضيقة نسبياً للمناورة وحرية الحركة.... الأردن يأتي بعد إسرائيل، كثاني دولة متلقية للمساعدات الأمريكية، نسبة لعدد السكان، وتركيا تؤهلها مكانتها، للحصول على آخر ما أنتجته الترسانة العسكرية الأمريكية، ولطالما حظيت بموقع الدولة الأولى بالرعاية من قبل الحليف الأمريكي. 

كل ذلك، لم يمنع الولايات المتحدة، وتحديداً في عهد إدارة الرئيس ترامب، من أن تكون سبباً في صداع مزمن، قد يتحول إلى «تهديد وجودي» لكلا الدولتين الحليفتين ... واشنطن، قبل ترامب، وفي عهد أوباما، حملت على أكتافها، ملف «الكيانية الكردية» المستقلة أو شبه المستقلة، بما يهدد أمن تركيا واستقرارها وسلامة وحدتها الوطنية والترابية .... وواشنطن، بعد «صفعة القرن»، تقامر بتهديد أمن الأردن واستقراره، وهويته الوطنية وسلمه الاجتماعي، وأعمق مصالحه، وشرعية مستمدة في جوانب منها، من «شرعية دينية»، ورعاية ممتدة لمائة عام، للأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

واشنطن في عهد ترامب، تتنكر لأعمق المصالح التركية، وتبرز على السطح كلاعب مثير للقلق والمتاعب، دع عنك كل ما أشيع، عن صمت وتواطؤ مع المحاولة الانقلابية في أواسط العام 2016 ... وهي في سياساتها «الكردية» وانتشارها العسكري على مقربة من الحدود التركية مع كل من سوريا والعراق، لا تسعى فقط في احتواء إيران وضرب الإرهاب فحسب، بل وتعمل على لجم الطموحات التركية، والتلويح المستمر لأنقرة، بأن «الأسوأ» ما زال بانتظارها، إن هي ذهبت بأبعد ما هو مسموح، في علاقاتها مع طهران وموسكو.

وواشنطن في عهد ترامب كذلك، تصرفت مع الأردن، كما لو أنه دولة «لاتينية» بعيدة كل البعد عن فلسطين وصراعها مع إسرائيل في سبيل حرية شعبها واستقلاله، وهي التي تدرك أن للأردن مصالح في كل ملف من ملفات الوضع النهائي للمسألة الفلسطينية (الحدود، المياه، اللاجئون، القدس، السيادة، وغيرها) ... ويذهب صهر الرئيس بملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وصفقة القرن، إلى حد التصريح بأن السيادة والوصاية على القدس، العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل، هي من حق إسرائيل ومن حقها وحدها ... هكذا ومن دون مواربة أو روتوش، حتى لا نقول من دون «حياء أو خجل».

لا خوف على تركيا، فهي دولة كبيرة واقتصاد ناهض وديموغرافيا لا يمكن التقليل من وزنها، وفوق هذا وذاك، فلديها نظام سياسي يستمد قاعدته الاجتماعية وشرعيته من صناديق الاقتراع، وهي أتقنت لعبة «الرقص فوق حبل دقيق»، وتناور بين موسكو وطهران والخليج وواشنطن وبروكسيل ... لكن من حق الأردن، الدولة الصغيرة، أن تقلق وأن تتحسب، وأن تعمل بكل جهدها، لمواجهة استحقاق قد لا يكون بعيداً، وبرغم صعوبة الموقف، إلا أن الفرص لم تستنفذ، وكذلك ما تيسر من أوراق قوة، ما زالت بيده، وبيده وحده.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع الحليف الأكبر الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع الحليف الأكبر



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 23:48 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

الفنان وليد فواز يتعاقد على فيلم " تصفية حساب"

GMT 17:13 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصد برونزية بطولة العالم في كمال الأجسام والفيزيك

GMT 07:27 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

مدير خدمات المياه في القصيم يناقش مشاريع المياه المنفذة

GMT 13:20 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

وزير البيئة المصري يعلن استمرار تحليل عينات حوت الاسكندرية

GMT 15:38 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عصام نوار يوضح سبب هروب المصارعين المصريين إلى الخارج

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الطريقة المُثلى لتصفيف الشعر بسهولة ومرونة

GMT 20:36 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوتيوب يطلق خدمة مدفوعة لبث الموسيقى العام المقبل

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كوسوفو مدينة جميلة اكتشفها أنت وعروسك خلال شهر العسل

GMT 13:31 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يواصل برنامجه العلاجي تحت إشراف "منتخب مصر"

GMT 03:09 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

قوة وازدواجية امرأة "كنزو" تتجسد في العطر الجديد

GMT 03:43 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك إلى معاني الألوان في عالم الديكور

GMT 23:26 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

الإصابة تمنع "الدوسري" من التمرين الأخير ضد "الفيحاء"

GMT 22:16 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كارول سماحة تحيي حفل رأس السنة فيالأردن برفقة جوزيف عطية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday