في رثاء السفير والنهار
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

في رثاء السفير والنهار

في رثاء السفير والنهار

 الجزائر اليوم -

في رثاء السفير والنهار

عريب الرنتاوي

أجيب، حين يسألني البعض عن علاقتي بمهنة الصحافة، بأنني تعلمتها في بيروت، وأن أول من وضع خطاي المتثاقلة على سكتها هو الصديق الشهيد ميشيل النمري، الذي داهمني ذات صباح، وهو في طريقه إلى مكتبه، متلبساً بشرب فنجان من القهوة وقراءة صحيفتي السفير والنهار في مقهى “أم نبيل” قرب جامعة بيروت العربية، وأصر على اصطحابي معه، رغم ممانعتي النابعة من عدم ثقتي – وربما عدم رغبتي – في ولوج هذا العالم، فكان ما كان.

أقول ذلك، وفي البال أنني حقيقة تعلمت قراءة الصحف في بيروت، بيروت علمتنا أشياء كثيرة، من بينها قراءة الصحف، فثمة طقوس وطرائق للقراءة كان يتعين عليك إجادتها قبل أن تزعم أنك تعرف لبنان من عناوين صحفه ومقالات كتابها وتعليقاتهم ... قبل ذلك، كانت “صحافة اللون” الواحد، هي سمة العمل الصحفي والإعلامي في الأردن، زمن الأحكام العرفية، إذ قلما تجد مقالاً أو تحليلاً خارجاً عن المألوف والسياق. ذهلت حين عرفت، أن الصحف موزعة على المذاهب والطوائف والأيديولوجيات، وأن مصادرها الإخبارية والمالية، تتدفق بغزارة، من خارج مألوف العمل الصحفي وقنواته المعتادة ... وأذهلني شغف السياسيين بالصحافة، حتى أن كل واحد من كبارهم

، قد خصص “ميزانية مستقلة” يغرف منها على “المحاسيب” و”الزبائن”، تارة لكسب التأييد وأخرى لشراء الصمت، ينطبق ذلك على القصر الجمهوري والسراي الحكومي ومجلس النواب، وصولاً إلى زعماء الميليشيات وأمراء الحروب والطوائف والزواريب والحارات ... جميعهم كانوا يعرفون، أنه من دون صحافة وإعلام، يصبح حضورهم كالغياب، وأن ظهورهم في عناوينها وصدارة صفحاتها، هو الشهادة الدامغة على أنهم ما زالوا ينبضون بالحياة.

منذ ذلك التاريخ، في مفتتح ثمانينيات القرن الفائت، وأنا “مدمن” على قراءة السفير والنهار ... ولم تنقطع هذه العادة إلا بعد الخروج من بيروت، حيث تقطعت سبل الحصول على الجرائد اللبنانية بانتظام، قبل أن أعود لمزاولة عاداتي الراسخة، عبر فضاء الشبكة العنكبوتية، لكن مع توسع طفيف في عدد الجرائد المستهدفة، بضم الأخبار إليها، وأحياناً الجمهورية. في لبنان العشرات من الجرائد والمجلات التي تصدر بانتظام وبكلف هائلة ومردود قليل، ومع ذلك فهي تصدر وتصدر بانتظام، ما يوحي بأن مصادر التمويل تمر بقنوات أخرى، بعضها سرية وأغلبها علنية ... حيث باتت مصائر معظم هذه الصحف، إن لم نقل جميعها، رهناً بحاجات المموّل المتغيرة، وقدرته على إدامة الدفع والتمويل من جهة ثانية.

في السنوات القليلة الفائتة، واجهت الصحف اللبنانية، أزمة مالية خانقة ... تراجع توزيعها وتضاءلت المساحات الإعلانية على صفحاتها، بعد أن غزت الفضائيات، ومن بعدها الشبكة العنكبوتية سوق الإعلان ... أحد الأصدقاء قال لي إن الصحف اللبنانية الورقية مجتمعةً، بالكاد توزع 20 ألف نسخة ... هذا وضع كارثي بامتياز، وقد بدأت نتائجه الكارثية تتجلى في إقدام كثير منها، على “تسريح” العشرات من العاملين والكتاب والصحفيين، بمن فيهم أسماء وازنة، ودائماً لأسباب مالية.

قبل أيام، أعلنت صحيفتا النهار والسفير، أنهما بصدد التوقف عن إصدار الطبعة الورقية قريباً، بالنظر للضائقة الاقتصادية التي تعتصرهما ... لا أدري كيف ستكون صورة بيروت، من دون أكشاك الجرائد التي تزينها الصحيفتان المذكورتان ... لا أدري كيف يمكن لنهارات العاصمة اللبنانية أن تبدأ من دون ارتشاف فنجان قهوة على وقع “تقليب” صفحات الجرائد، على مقهى رصيفي على مقربة من أقدام المارة والعابرين؟

الصحافة الورقية تحتضر، وهي في طريقها للفظ أنفاسها الأخيرة ... حقيقة نعرفها ونكررها كما لو كانت قدراً مكتوباً علينا كالموت، ولكننا نحزن حين نفقد عزيزاً علينا، وتصدر عنا إشارات “عناد” للقدر المحتوم ... وها نحن نستكثر أن يطوف ملاك الموت بصحف عزيزة علينا، كالسفير والنهار ... وقبلها ارتدينا ثياب الحداد على بعض صحفنا الوطنية كـ “العرب اليوم”، وكدنا نرتديه على صحف أخرى: الدستور”، وبدانا نتحضر لاستقبال المزيد من الأخبار غير السارة عن صحف أخرى.. من دون أن نقوى على التسليم بأن مسار الورق في الصحافة قد بلغ خط النهاية، وأننا سنشرب قهوتنا الصباحية ذات زمن ليس ببعيد، مع الصحافة الافتراضية، آملين ألا تتحول قهوتنا ومقاهينا ذاتها، ذات يوم، إلى قهوة ومقاهٍ “افتراضية” كذلك... عظّم الله أجركم. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رثاء السفير والنهار في رثاء السفير والنهار



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 07:52 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 03:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة علمية تؤكد أن إناث الصراصير قادرة على التكاثر لا جنسيًا

GMT 17:50 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "سحل" أم ورضيعها في المنصورة

GMT 09:05 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

"التخييم" في سلطنة عمان من أغرب فنادق العالم

GMT 06:02 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة النجوم "المصريين والعرب " في حفل ختام "القاهرة السينمائي"

GMT 05:07 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد الأردني ينشر صورة تجمعه بوالده عبر "إنستغرام"

GMT 19:54 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الفواز يعتذر للجماهير بعد خسارة المنتخب في كأس أسيا

GMT 06:46 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

كولمان تجمع بين الأناقة والبساطة في إطلالتها

GMT 00:11 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تليجرام يطلق تحديثا جديدا "للجروبات" تعرف على مميزاته

GMT 05:57 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

جيم كلارك يخفض السعر المطلوب لبيع منزله في بالم بيتش

GMT 01:01 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

35 مصابًا بمرض الإيدز في سورية في عام 2017
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria