حوار هادئ مع السيد وزير العدل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حوار هادئ مع السيد وزير العدل

حوار هادئ مع السيد وزير العدل

 الجزائر اليوم -

حوار هادئ مع السيد وزير العدل

معتز بالله عبد الفتاح

كشف السيد وزير العدل عن سياسة تتبناها الوزارة لعقود طويلة. و«كشف» هنا معناها أنه قال لنا ما يحدث فعلياً ولم ينشئ وضعاً جديداً لم يكن موجوداً من قبل.

وسأعود زمنياً إلى قرابة عام مضى حين كنت فى نقاش مشابه مع أحد السادة القضاة، الذى يأتى من خلفية اجتماعية عالية نسبياً، وقال كلاماً مشابهاً. وقدم القاضى كل ما يستطيع من أدلة على أن مهنة «جامع القمامة» تخلق فى صاحبها وأبنائه شعوراً بالدونية الاجتماعية والثقافية تجعله غير مؤهل نفسياً وفكرياً واجتماعياً لمنصب القاضى.

هذا الموضوع يفتح أربعة ملفات:

أولاً، قضية النظر لجامع القمامة كمجتمع وكدولة. واحدة من آفات مجتمعنا أننا ننظر لبعض المهن بدونية لا تليق إلا بمجتمعات متخلفة. ونحن متخلفون بالفعل فى هذا المقام. وهذه المهن من الناحية العملية هى من أهم المهن التى تستحق أن تدعم مادياً ومعنوياً. وأن يكرم رئيس الجمهورية شخصياً بعضهم فى عيد العمال.

ثانياً، قضية التعليم كأداة للحراك الاجتماعى. مصر لا ينبغى أن يوجد فيها نظام الطبقات الاجتماعة المغلقة أو الـ(cast system) حيث يكون ابن الفلاح فلاحاً أو ابن العامل عاملاً بالضرورة، حتى لو حصل على أعلى الشهادات. واحدة من أهم وظائف التعليم هو أنه يتيح لأصحاب المواهب المختلفة أن يبرزوا مواهبهم وأن ينتقلوا مما كانوا عليه إلى وضع أفضل. ورغماً عن كل مثالب التعليم فى مصر، فإن المصريين ينفقون أموالاً طائلة على الدروس الخصوصية بهذا الأمل. فلا ينبغى للدولة أن تقتله.

ثالثاً، قضية المعايير الموضوعية فى الحكم على الأشخاص. المعيار الوحيد يا سيادة الوزير هو الكفاءة وجزء من الكفاءة هو توازن الشخصية؛ فكم من أشخاص جاءوا من خلفيات اجتماعية متواضعة ولكنهم بالقراءة والثقافة والعلم وحسن الاجتهاد نجحوا فى عبور القيود النفسية والاجتماعية لطبقاتهم، ليصبحوا أشخاصاً لهم وزنهم خارج مصر وداخلها. ولماذا نحرم مرفق القضاء من مثل هؤلاء؟ والعكس صحيح أيضاً، كم من أبناء «علية القوم» كانوا أشخاصاً فاقدى الأهلية الفكرية والثقافية والنفسية. التعميم هنا خطر مثلما هو خطأ.

رابعاً، دور الوزارات فى إعداد العاملين فيها للمهن التى يشغلونها. من المتوقع يقيناً أن تكون هناك مهن بحاجة لتدريب المقبلين الجدد للعمل فيها، هذا الكلام ينطبق على وزارة الخارجية والقضاء والشركات والمصانع والبنوك. الإعداد النفسى والذهنى والتربوى والفنى للموظفين الجدد ليس رفاهية. ولو دخل إلى سلك القضاء شخص شاطر حصل على تقدير عالٍ وأثبت كفاءته الفنية ويحتاج لهذا التدريب ولم يجده، فالعيب فى الوزارة.

كتب أخى وزميل تختتى فى الإعدادى والثانوى، د. محمد صبرى يوسف، أحد أبرز علماء مصر الشباب فى الكيمياء الحيوية، من جامعته فى الولايات المتحدة ما يلى:

«أية رسالة يبعث بها وزير العدل إلى مجتمع أكثر من ثلثيه إما فقراء معدمون أو فقراء تحسبهم أغنياء من التعفف.. أى إهدار لقيم العمل والاجتهاد والكدح الشريف هذا الذى يروج له هذا الوزير.. هل هذا التصريح يساعد على استنهاض همم المصريين التى يتحدث عنها الرئيس فى كل خطاباته؟.. ما معنى تقسيم المناصب على أساس طبقى فى القرن الواحد والعشرين.. ألا يعلم هؤلاء ما يدور فى العالم المتقدم وكيف تشغل المناصب المهمة على أساس الكفاءة فقط.. وأن التمييز فى الوظائف على أساس عرقى أو دينى أو طبقى جريمة يعاقب عليها القانون.. أليس المواطنون كافة كأسنان المشط أمام القانون متساوون فى الحقوق والواجبات؟ هل ما قصده الوزير أن القضاء هو عزبة القضاة، ولا مكان فيه للصعاليك من عامة الشعب وأولادهم مهما بلغ تميزهم واجتهادهم؟.. هل القضاة وأولادهم هم السادة وباقى الشعب عبيد كما قال أحدهم يوماً ما؟.. أما آن لهذه الوجوه الشائهة أن تغيب؟».

لا أعرف إن كان السيد الوزير يتبنى نظرة طبقية أم هى رؤية مهنية من تراكم خبرات مرت عليه أو مر بها، وسواء هذه أو تلك فما قاله يحتاج إلى مراجعة، لأن الملايين من بسطاء المصريين يستحقون أن يحتلوا المواقع التى تتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم واجتهادهم وعلى الدولة أن تساعدهم فى ما لا ذنب لهم فيه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار هادئ مع السيد وزير العدل حوار هادئ مع السيد وزير العدل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 13:16 2020 السبت ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:29 2017 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

مخاوف ألمانية من ارتفاع أسعار الطيران

GMT 17:47 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة لبس حجاب مدونات الموضة الخليجيات

GMT 12:47 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات مخملية أنيقة لمنزل عصري في موسم شتاء 2017

GMT 02:51 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حكومة بريطانيا تناقش آخر موازنات «ما قبل البريكست»

GMT 01:53 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

شركة بنتلي تكشف عن سيارتها "بنتايجا" الهجينة في معرض جنيف

GMT 02:24 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

بوتين وأردوغان يناقشان قرار الأمم المتحدة بشأن القدس

GMT 00:19 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة قمر ترقص على الجمل وسط أهرامات مصر

GMT 03:34 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

عارضات أزياء يلجأن إلى مجال التصميم الداخلي للمنازل

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 05:19 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

هل تقلع قطر عن التدخين؟
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday