العالم اتجنن والناس تعبت
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

العالم اتجنن والناس تعبت

العالم اتجنن والناس تعبت

 الجزائر اليوم -

العالم اتجنن والناس تعبت

معتز بالله عبد الفتاح

يقول الدكتور مصطفى محمود من ٣٠ سنة:

نحن فى عصر الصراخ.. مدنية اليوم اسمها بحق.. مدنية الصراخ.. علاقة الحب صراخ.. وعلاقة الزواج صراخ.. وعلاقات المجتمع صراخ طبقى.. وعلاقات الدول صراخ سياسى.. والشعارات صراخ فكرى.. والمذاهب تحريض علنى للأغلبيات على الأقليات، والأقليات على الأغلبيات، ولافتاتها المرفوعة هى الصراخ والهتاف والصياح والنباح.. والبيوت التى ترفع لافتة الحب على بابها.. تعيش حياة هى أقرب إلى الصراع على السلطة، منها إلى تعاون المحبة والرحمة بين أزواج وزوجات.. حياة أقرب إلى صراخ يومى وتنازع حكم ورأى فى كل شىء، وكأنما المطلب الذى يصحو به كل واحد هو من يحكم اليوم.. من يسود.. من يمسك باللجام؟.. وإذا أعوزت المرأة مبررات السيادة والقيادة التمستها بالغيرة، واتخذت من الشك ذريعة حصار، وسبباً لإيداع الزوج السجن وإعلان أحكام الطوارئ فى البيت ليل ونهار، ومصادرة الخطابات والتسمّع على التليفونات، وتفتيش الملابس الخارجية والداخلية.. فإذا لم تعثر على جسم الجريمة، ولم تضبط أحرازاً، فإنها تعلن أنه لا بد من تفتيش الدماغ وكسرها -إن أمكن- بالقبقاب، أو بالحجج الفلسفية، حسب درجة ثقافتها، وحسب حظها من التربية فى بيت أبيها.. فإذا لم تجد شيئاً فى دماغه.. فلا بد إذاً أنه كان هنالك شىء فى الماضى قبل أن يتزوجها، لا بد أنه كان على علاقة ما فى يوم ما.. فهذا شأن جميع الرجال الملاعين.. وجميع الرجال ملاعين.. إلى أن يثبت العكس.. ولا يمكن أن يثبت العكس أبداً.. والمهم أن يصل الحوار إلى صراخ وعويل ولطم وندب.. ومرة أخرى تتوقف ردود الفعل على حظ الزوجة من الثقافة ومن تربية البيت.

الغل فى المرأة وفى الرجل وفى الدولة.. حتى الغل فى الضحك هو عنوان تعاسة.. الضحك المغلول والتهريج المجلجل والمرح الوحشى هو الآخر عنوان افتعال.. ومحاولة مصطنعة لتغطية أصوات القلق والحزن الدفين واليأس الأكّال فى داخل القلب بأجراس الضحك وبقرع الكؤوس المخمورة.

والسعادة الحقة لا يمكن أن تكون صراخاً.. وإنما هى حالة عميقة من حالات السكينة تقل فيها الحاجة إلى الكلام وتنعدم الرغبة فى الثرثرة.. هى حالة رؤية داخلية مبهجة وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله واقتناع عميق بالعدالة الكامنة فى الوجود كله، وقبول لجميع الآلام فى رضى وابتسام.

ولهذا لا يصلح التعلق إلا بالله.. لأنه هو وحده الثابت الصامد «الصمد»، الذى لا يتغير ولا يتقلب ولا تلحق به العوارض.

وبين يدى الله السكينة هى الحال والصمت هو المعرفة.

لأن المطلق لا تسعه عبارة ولا تحيط به حروف.. فالجهل به هو عين معرفته، والصمت هو عين إدراكه.

ولهذا يرى الصوفى محمد بن عبدالجبار أن الحب بمعناه المتداول وهو «أن تحتل امرأة عقل رجل وتسد عليه جميع أقطاره وتصبح شاغله ومطلبه الوحيد»، هو باب من أبواب الكفر والشرك.

ويقول الإمام الغزالى الرأى نفسه فى هذا اللون من الحب الدارج.. إنه سقوط بالهمّة.. لأنه تعلق بهواء.. تعلق الزائل بالزائل.

ولهذا وصف القرآن العلاقة السوية بين الرجل والمرأة بأنها المودة والرحمة.. ولم يسمها حباً، وجعل الحب وقفاً على علاقة الإنسان بالله، لأنه وحده جامع الكمالات الجدير بالحب والتحميد، وجاءت لفظة الحب فى القرآن عن حب الله وحب الرسول.. وجاءت مرة واحدة عن حب المرأة على لسان النسوة الخاطئات، حينما تكلمن عن امرأة العزيز وفتاها الذى «شغفها حباً».. وهو حب رفضه «يوسف» واستعصم منه، واستعان بربه، وآثر عليه السجن عدة سنين.

وهى جميعاً مؤشرات تكشف عن سبب الإحباط العام والتعاسة فى مجتمعات العصر وبيوته.. بسبب حب هو كفر، وزواج هو أنانية، وصراع طبقى هو حقد، ومذاهب هى انتقام، وشعارات هى كذب.. وعالم ضاعت منه المودة والرحمة، وافتقد الإيمان بالملجأ الحقيقى، وأصبح شعاره لجوء الخراب إلى الخراب. وفى رواية الحب التقليدية يسدل الستار دائماً عندما يصل الحبيب والحبيبة إلى المأذون، لأن المؤلف يتصور حينئذ أن الكلام انتهى وأنه لم يعد هناك ما يُقال، لأن السعادة بدأت، والسعادة عنوانها الصمت.

فأين هى تلك البيوت السعيدة الآن؟

ما أقلّها!

من كتاب: «الروح والجسد»

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم اتجنن والناس تعبت العالم اتجنن والناس تعبت



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 22

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:33 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 13:04 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

تعرف على أسرار حياة النعام وكيف يعبر عن نفسه

GMT 18:47 2019 الإثنين ,04 آذار/ مارس

هاشتاغ "ادعم فخر العرب" يكتسح تويتر

GMT 03:29 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ماجد الكدواني يرفض فِكرة تصنيف الفنان كأكشن أو كوميدي

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير المنسف الأردني

GMT 21:14 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الحرارة سالب 40 فى مناطق بالساحل الشرقى لأميركا

GMT 02:36 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لمسات بسيطة في ديكور المنزل لاستقبال فصل الخريف

GMT 02:09 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تصفية القناصة "سنووايت" الموالية للرئيس بوتين في أوكرانيا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria