تقويض الدولة من لبنان  إلى اليمن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تقويض الدولة من لبنان ... إلى اليمن

تقويض الدولة من لبنان ... إلى اليمن

 الجزائر اليوم -

تقويض الدولة من لبنان  إلى اليمن

وليد شقير

يكشف القرار القضائي الصادر في حق الوزير السابق ميشال سماحة في لبنان أول من أمس، إزاء الجريمة الموصوفة التي لم يكن أمامه إلا الاعتراف بها نتيجة الأدلة القاطعة التي تدينه، عمّا هو أعمق مما وصفه سياسيون لبنانيون بالفضيحة حيال جريمة نقله متفجرات من سورية لتفجيرها أثناء إفطارات رمضانية عام 2012.

ما جرى يرمز إلى عملية تطويع القانون لأهداف سياسية في قرارات عديدة أخرى صدرت، تتساهل مع استخدام العنف لأغراض سياسية، ليس في لبنان فحسب، بل في معظم الدول العربية التي تتميز بهشاشة الدولة والقانون والمؤسسات.

حين يصدف أن يتمكن المعنيون من قيادة متهمين بالجرائم إلى القضاء، يصبح بديل «عدم الإفلات من العقاب» تبرئة هؤلاء أو إخلاء سبيلهم بغطاء من القانون نفسه، عبر التدخل في قراراته. وإذا كانت الحجة التي تسوغ التلاعب بالقانون هي «مصلحة الدولة»، في بعض الدول التي تَحُول أنظمتها دون تجاوزه، فإن دوسه في بلادنا هو من وقائع الحياة اليومية، إلى درجة التأقلم معه، لاسيما عند أنظمة حكم الاستخبارات والاستبداد التي تمسك برقاب العباد منذ عقود.

انتقل الأمر في لبنان من التلاعب بالقانون بفعل النظام الزبائني والطائفي الذي يفسد المؤسسات ويبرر خرق القوانين، منذ عهد الاستقلال، إلى تسخير القانون لمصلحة الاستخبارات والخيارات والجرائم السياسية منذ أن وقع البلد تحت النفوذ السوري الذي أتقن استنساخ السيطرة على المؤسسات، والقضاء من بينها، فاحتاط كبار ضباطه للأمر بالتدخل في تعيين القضاة، في المراكز الحساسة التي تضمن قرارات غب الطلب بمجرد مكالمة هاتفية. هكذا جرى تركيب ملفات لأناس، لمجرد أنهم خصوم في السياسة، وتمت تبرئة آخرين من جرائم موصوفة لأنهم حلفاء وأصدقاء، وجرت استمالة حياديين بعد أن حظوا بنعمة التدخل لتبرئتهم أو تخفيف الأحكام عليهم.

لكن الأخطر من كل ذلك، أن هذا النهج سوّغ لمن مارسه أن يقوض أسس الدولة برمتها، وأخذ يفرغها من محتواها ويجوف النصوص القانونية ويخضعها لمشيئته تحت مظلة شعارات كبرى وطنية وقومية ونضالية توحي، لترهيب من يخالفها، بأنه متهم بالخيانة إذا عارضها. هكذا خففت أحكام على «عملاء لإسرائيل» ضبطوا متلبسين بالجرم، ونفذت بغيرهم أحكام لأن لا جهة سياسية تبنتهم.

إذا كان ما تقدم يفسر للمعترضين على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لماذا جرى اللجوء إليها كي تحاول الكشف عن قتلة الرئيس رفيق الحريري، وإذا كان الملف المتعلق باغتيال كمال جنبلاط الذي كرر الكشف عن تفاصيل ما يحويه عن الجريمة، النائب وليد جنبلاط الأسبوع الماضي أمام القضاة في لاهاي، لا يقنع هؤلاء، فلأن معيارهم هو الانتماء لمحور سياسي يلصق تهمة أي جريمة بـ «أعداء الأمة والثورة والممانعة». إنه نهج يذهب في تبرير القتل وجرائم الإبادة كما هي الحال في حرب الإبادة التي يخوضها النظام السوري ضد شعبه، ولو بالكيماوي، إلى إباحة الجريمة لمواجهة خيار الخصوم السياسيين. إنها «الحرب»، يقولون، «وطبيعي أن يسقط فيها ضحايا».

إنه النهج نفسه الذي يبرر استخدام سلاح الاستنفار المذهبي في العراق وغيره ويؤدي إلى اضمحلال مؤسسات الدولة لمصلحة مؤسسات رديفة ويقيم دويلات على حساب الدولة المركزية وقوانينها. وهو النهج الذي يقود إلى نشوء النسخة الأخرى من منتهكي القانون والساعين إلى تفتيت المجتمع، في المقلب الآخر.هكذا يبيح قيام «داعش» و «النصرة» والعنف المذهبي الآخر، لمرتكبي الجريمة الأصلية، فيمعنون في سن قوانينهم «بغياب الدولة»، بعد أن حلوا مكانها وساهموا في تغييبها، بحجج يوهمون الجمهور بأنها سامية، وبذريعة مواجهة وحوش الإرهاب.

وهو النهج إياه الذي يستظل شعار محاربة هؤلاء،لانتهاك الحدود، لهدف سياسي آخر، هو حماية النظام السوري في القلمون، مع ما يعنيه من توريط للمجتمع في حرب لا طائل منها.

وهو النهج نفسه الذي يسمح للحوثيين في اليمن «باسم الثورة» بالانقلاب على الشرعية وسن «إعلان دستوري» منفرد ينقض اتفاقات سابقة على الدستور الجديد، ويعطي «الشرعية الثورية» أحقية طرد رئيس واعتقال رئيس للحكومة ووزراء، لأغراض تتعلق بمتطلبات نفوذ طهران في الخليج.

قد يجد البعض في ربط الضجة حيال قضية سماحة بما يجري في الإقليم تضخيماً، لكن ما يجري في المنطقة هو تجويف القوانين المرعية وترويض العالم على شريعة الغاب واضمحلال الدولة في ما يسمى الشرق الأوسط، من أجل إعادة تركيبها وفق معادلات جديدة. أليس هذا هدف الشغور الرئاسي في لبنان أيضاً؟

كسر شوكة القوانين ليس مجرد تمرد بل هو سياسة، بما فيه خرق القرار (القانون) الدولي 2216 في اليمن، تارة عبر إرسال سفينة تعاكس ما نص عليه من تفتيش، بحجة حملها المساعدات، وأخرى عبر رفض ما نص عليه من اعتماد المبادرة الخليجية في الحل السياسي اليمني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقويض الدولة من لبنان  إلى اليمن تقويض الدولة من لبنان  إلى اليمن



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:11 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 14:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 15:04 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 15:22 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان يرأس جلسة مجلس الوزراء في اليمامة

GMT 11:05 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

وفاة والد لاعب الكرة المصري أكرم توفيق

GMT 10:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قمة مرتقبة بين أهلي سداب والسيب في الدوري العماني لليد

GMT 04:47 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غنوة تُؤكّد أنّها على قيد الحياة وليست أختًا لـ"أنغام"

GMT 00:33 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار عملات الدول العربية مقابل الدولار الأميركي الجمعة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

كيف تساعدين طفلك على تكوين الأصدقاء؟

GMT 03:50 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

GMT 05:42 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

وفاة نجل الملكة ناريمان عن عمر يناهز 57 عامًا

GMT 19:44 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولا

GMT 23:19 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

لهذه الأسباب أدعم الدكتور طارق شوقي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria