كتاب المراثي كان يعقوب حبيب المزاج
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كتاب المراثي كان يعقوب حبيب المزاج

كتاب المراثي كان يعقوب حبيب المزاج

 الجزائر اليوم -

كتاب المراثي كان يعقوب حبيب المزاج

حسن البطل

بغياب يعقوب إسماعيل، قد تسمحون لي بقلب سلّم العلاقة الإنسانية، ذي الدرجات الأربع. هل تعذروني.. يا أنسباء يعقوب، رفاق دربه، زملاءه، إن قلبت سلّم العلاقة الإنسانية، وجعلت الحالة الرابعة من الفقدان حالة أولى.
تخطيتُ سن الستين.. صرتُ مسنّاً في العمر (لا طاعناً به بل مطعوناً!)، وبذا صرت مخضرماً في أشكال فقدان العلاقة. قريب النسب مات وسيموت (هل أنسى موت أبي وأنا أطل على أوّل عمر الحلم)؛ وزميل العمل مات وسيموت؛ ورفيق الدرب مات وسيموت.. لكن، في موت يعقوب إسماعيل سأشرب من كأس الفقدان نكهة الدرجة الرابعة من العلاقة، كان يعقوب حبيب المزاج.
علاقة المزاج المترعة تبدأ، عادة، بعد غياب الشمس. ساعات الليل هي لصعود الحالة الرابعة من العلاقة (أو نزولها) إلى الحالة الأولى (أو صعودها). يتوزع أفرقاء الأشكال الثلاثة للعلاقة. لزميل العمل توقيت عمله. لقريب النسب واجبه إزاء الأنسباء. لرفيق الدرب أن يستكمل درب الذين غابوا..
.. وأمّا حبيب المزاج؟ فيمكنكم أن تقرؤوا «لاعب النرد» مثلاً قراءة أخرى بعد غياب اللاعب في عباءة البياض.. أو يمكنني أن أخبركم ماذا أفعل بعد أن أنفك عن علاقة الزمالة مع محرّري «الأيام» وعلاقة الواجب مع هذا العمود!
سيكون يعقوب في انتظاري عادة، وسأكون في انتظاره نادراً. له ركنه الأبدي في مقهى رام الله، وعلبة سجائره المفضّلة، و»بليفونه» على الطاولة الوحيدة المستديرة من طاولات المقهى.. وفنجان قهوة كبير وطافح من النسكافيه يمجّ منها رشفات على مهل المهل.
لا أخجل قط من انكساراتي أمامه في لعبة النّرد. انكسارات غير معدودة. أفتخر بانتصاراتي المعدودة (بالكاد في عدد أصابع اليد الواحدة خلال ثلاث سنوات من ليالي المزاج).
ليس لعلاقة المزاج ركود الماء، بل شغب في حب المزاج. هكذا أشاكسه.. أناديه إسماعيل يعقوب يقول: بل يعقوب إسماعيل. أزيدها حبّة: يعقوب الجزويتي. ساعتها يضحك. لستُ متأكداً من اسم تلك الطائفة التي أتباعها يحلقون شعور قمّة رؤوسهم، راسمين دائرة بيضاوية حليقة، مع أرخبيل ضيّق من الشعر يعلو جباههم، وشعر غزير يغطّي سائر رؤوسهم.. هل هم الجزويت؟
لكن يعقوب إسماعيل ينتمي إلى طائفة المسرح. الحياة مسرح لن تجد فيه جواباً شافياً على السؤال الأبدي: هل الموت لغز واضح للحياة.. أم الحياة وضوح عابر في لغز الموت. السرطان لاعب نرد شرّير!
لم أكن ندّاً له في لعبة النرد. كان ندّه الأول مربّي الجيل المخضرم جميل شحادة (أبو ناصر)، وندّه الثاني أبو يعقوب (ما من علاقة نسب ولا زمالة ولا رفاقية درب.. بل علاقة مزاج).
منذ شهرين لم تعد تلك الطاولة المستديرة في مقهى رام الله تشهد صولات في لعبة النرد، بين المصنفين ويتحلّق من حولهم غير المصنفين من أمثالي. أبو ناصر يأبى اللعب مع غير المصنفين - حسب تعبيره. عدنا إلى الطاولات المربعة. توقف أبو ناصر عن لعبة النرد، لأنه مع غياب يعقوب في مرضه ومستشفاه في رام الله ثم القدس غاب (اللّعيبة).. أو فقد أبو ناصر ندّاً مصنفاً.
لي عمودي، ويحاسبني يعقوب قليلاً، ولأبي ناصر مشاغل اتحاد المعلمين.. ونحاسبه كثيراً، وليعقوب رابطة المسرحيين والمحاسبة سجال بين الصحافيين والمثقفين ورئيس رابطة المسرحيين الفلسطينيين.
هو، كمخرج مسرحي، أدخل إلى المسرح الفلسطيني، منذ عشرين عاماً، نظرية هندسة الفراغ، أو ما أسماه «نظرية الممر». كيف يملأ ممثل فرد هندسة فراغ الخشبة؟ كيف يجتاز بجدارة (نظرية الممر)؟ كان يعقوب مجدداً في المسرح الفلسطيني، مثيراً لزوبعة سجالات، رابطاً عربات العبث بقاطرة الفن. سكّة جديدة لفن مسرحي جديد.
تفهمون، إذاً، لماذا كان يعقوب حبيب المزاج، ولماذا قلبت سلّم درجات العلاقة الأربع ليتقدم المزاج على قرابة النسب، وزمالة العمل، ورفاقية الدرب.
.. وفي آخر الليل نعود رفاق درب، غالباً هو وأنا، وأحياناً مع نسيبه محمد عدوي. يربّت على كتفي مرتين ويغادر إلى سهرة سمر ونقاش مع زملائه المسرحيين.
الموت ينتخبنا فرادى، ونحن نصوّت وننتحب. واحد آخر من حلقات النسب والزمالة والرفاقية والمزاج يمضي. الموت ينتخب بقرعة عشوائية؟
باسم سمية قال لي في المقبرة: كلا.. بل يقطف الموت التفاحات اليانعة! مرة أخرى.. حلقة حول حفرة!
وداعاً يعقوب، حبيب المزاج.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب المراثي كان يعقوب حبيب المزاج كتاب المراثي كان يعقوب حبيب المزاج



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 22:57 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

هاتف "Huawei P20 Pro" متوفر للحجز المسبق في السعودية

GMT 01:28 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

أحمد مرتضى يثير أزمة بين لاعبي الزمالك والأمن

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة 6 آخرين جراء 3 تفجيرات انتحارية في دمشق

GMT 18:07 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نور الدين مرابط يُؤكّد على أنّ الهلال "محظوظ" بركلات الجزاء

GMT 23:17 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار الريال السعودي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

سعر ومواصفات Samsung Galaxy A6 2018

GMT 09:54 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

تصاميم لحمامات سباحة صغيرة تزين حديقتك الخاصة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria