المياه في قطاع غزة ما بين الماضي والمستقبل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المياه في قطاع غزة ما بين الماضي والمستقبل

المياه في قطاع غزة ما بين الماضي والمستقبل

 الجزائر اليوم -

المياه في قطاع غزة ما بين الماضي والمستقبل

حسن البطل

بينت دراسة أعدها خبراء جمعية التنمية الزراعية (الاغاثة الزراعية)، واشتملت على الحوار مع العديد من الخبراء، في مجال المياه والزراعة والاضطلاع، على العديد من المصادر البحثية والتاريخية، ان مشكلة المياه في قطاع غزة تعود جذورها الى عام ١٩٤٨، مع بداية فصول النكبة الفلسطينية المعاصرة، وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من اراضيهم الى مناطق كثيرة، ومنها قطاع غزة.
كان عدد الفلسطينيين، سكان قطاع غزة، قبل ذلك العام، اقل من ٨٠ الف نسمة، يعتمدون بشكل رئيسي على الزراعة البعلية، الى جانب بعض الزراعات المروية المحصورة بكبار الملاك (بداية زراعة الحمضيات). أما للاستهلاك المنزلي، فقد استخدت مياه الآبار المدارة من قبل البلديات او التجمعات السكانية نفسها.
تضاعف عدد الفلسطينيين في غزة، كنتيجة مباشرة للهجرة، ليصبح العدد ٢٥٠ الف نسمة، لتبدأ بعد ذلك رحلة التزايد المستمر والمتسارع لعدد السكان الى ٣٥٠ الف عشية حرب ٦٧ و٦٠٠ الف عام ١٩٩٤ الى ١.٨ مليون عام ٢٠١٥.
في البداية اضطر اهل القطاع الى زيادة مساحة الارض المزروعة لاطعام الزيادة المفاجئة الكبيرة لعدد السكان، حتى وصلت مساحة الارض المزروعة الى ٢٦٠ الف دونم من اصل ٣٦٥ الف دونم هي مساحة القطاع عام ٦٧. وكذلك اضطروا، تدريجيا، لزيادة الاعتماد على الزراعة المرورية.
بعد ذلك بدأوا بتقليص المساحة الزراعية تحت ضغط الازدياد السكاني المضطرد، مع تكثيف هذه الزراعة وزيادة انتاجيتها، حتى وصلت مساحة الارض المزروعة الى ١٥٠ الف دونم فقط الآن، مع تكثيف هذه الزراعة وزيادة انتاجيتها، حتى وصلت مساحة الارض المزروعة الى ١٥٠ الف دونم فقط الآن.
نتج عن هذه التغييرات مجتمعة الانتقال من معدل ضخ سنوي من الخزان الجوفي لا يزيد عن ٢٠ مليون كوب قبل العام ٤٨ الى حوالي ٨٠ مليون متر مكعب عام ٦٧ الى ١٦٠ - ١٩٠ مليون متر مكعب الآن.
ترافق مع هذه التغيرات، ولكن بتأجيل زماني، تغّير في جودة المياه الجوفية في القطاع. فقبل عام ٤٨ امتازت المياه الجوفية بمعدلات ملوحة منخفضة، ما عدا مناطق جنوب شرق القطاع وشرق المنطقة الوسطى، والتي امتازت بملوحة المياه لأسباب تتعلق بطبيعة طبقات الارض والمياه في هذه المناطق.
استمر حال ملوحة المياه الجوفية على حاله حتى ما بعد العام ١٩٩٤ حينما انخفض مستوى سطح الخزان الجوفي الى ما دون مستوى سطح البحر، لتبدأ رحلة التدهور المضطرد لجودة المياه من حيث الملوحة نتيجة تسرب مياه البحر للخزان، حتى اصبحت معظم مياه القطاع غير صالحة للشرب، وبعضها يتجاوز عشرات اضعاف الحد المسموح به صحياً.
يتضح مما سبق، ان مشكلة المياه في قطاع غزة هي، في الأصل، سياسية، حيث انها نتاج مباشر للاحتلال والتهجير، ومن ثم يصبح العمل على تغيير هذا الواقع من خلال الدفاع عن حقوق الفلسطينيين المائية وحقوق اللاجئين هو الحل النهائي لازمة المياه.
لكن حتى تستطيع غزة ان تصمد ويصمد سكانها امام التسارع الكبير في تدهور الواقع المائي، على سكان قطاع غزة ان يبذلوا جهدا اكبر في جمع استخدام مياه الامطار، واعادة استخدام المياه المعالجة والمراقبة جيدا في الزراعة، فهذا سيوفر عشرات الملايين من الاكواب المائية على الخزان الجوفي، ويحسّن قدرتنا على ادارة مواردنا المحدودة، الى حين احقاق الحقوق وانجاز الحل السياسي طويل المدى. كذلك على الفلسطينيين في غزة تقنين استخدامهم للمياه على مستوى المنزل والمزرعة، فكل قطرة ماء مهمة، وكل اهدار يرقى لحد الجريمة.
على الحكومة والمؤسسات الفلسطينية تحسين الرقابة على الآبار غير القانونية، وبحث سبل الحد من هذه الظاهرة، مع مراعاة ان الماء حاجة اساسية للانسان لا يجب المساس بالقدرة على الوصول اليها.
لقد استطاع سكان قطاع غزة الصمود والتكيف مع تغيرات سياسية وسكانية واجتماعية واقتصادية كبيرة خلال الـ ٦٥ عاماً الاخيرة، مما يؤكد كونهم قادرين على العبور من عنق زجاجة الازمة المائية الحالية .. إن تمكنوا من ادراك حجم الازمة وتعاملوا معها، سكاناً وحكومة، ومؤسسات بالشكل الواعي المناسب.

* خبير مياه وهيدروليك من جامعات أميركا، ومقالته الثانية هذه استطراد لمقالته الأولى، السبت الماضي، وهي خاصة للنشر في هذا العمود.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المياه في قطاع غزة ما بين الماضي والمستقبل المياه في قطاع غزة ما بين الماضي والمستقبل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 23:48 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

الفنان وليد فواز يتعاقد على فيلم " تصفية حساب"

GMT 17:13 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصد برونزية بطولة العالم في كمال الأجسام والفيزيك

GMT 07:27 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

مدير خدمات المياه في القصيم يناقش مشاريع المياه المنفذة

GMT 13:20 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

وزير البيئة المصري يعلن استمرار تحليل عينات حوت الاسكندرية

GMT 15:38 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عصام نوار يوضح سبب هروب المصارعين المصريين إلى الخارج

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الطريقة المُثلى لتصفيف الشعر بسهولة ومرونة

GMT 20:36 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوتيوب يطلق خدمة مدفوعة لبث الموسيقى العام المقبل
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday