فاروق الشرع «الرواية المفقودة»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

فاروق الشرع: «الرواية المفقودة»

فاروق الشرع: «الرواية المفقودة»

 الجزائر اليوم -

فاروق الشرع «الرواية المفقودة»

بقلم : حسن البطل

لدي أسبابي المركبة، شخصية وعامة، لقراءة مذكرات فاروق الشرع، وزير الخارجية السورية، منذ العام ١٩٨٤ في حقبة الرئيس حافظ الاسد، ونائب نجله بشار الأسد.

الأسد الكبير جعل بلاده لاعباً اقليمياً بعد أن كانت لعبة، والأسد الصغير انتهى ببلاده، منذ العام ٢٠١١، الى ملعب اقليمي ودولي.

يكبرني الشرع بست سنوات (هو مواليد درعا ١٩٣٨) ويوصف بأنه «خريج مدرسة حافظ الاسد" ولعلني قد أوصف بخريج مدرسة ياسر عرفات.

العام ٢٠٠٠ كان حاسماً في حياتَي الأسد وعرفات. الاول مات في حزيران ٢٠٠٠ بعد خيبته من مصير «وديعة رابين» إبان رئاسة ايهود باراك للحكومة الاسرائيلية، والثاني مات في تشرين الثاني ٢٠٠٤ بعد خيبته من مفاوضات كامب ديفيد ٢٠٠٠ مع ايهود باراك، التي أدت الى انتفاضة ثانية انتهت بموته.

الرئيس بيل كلينتون كان من عمل لتطوير اوسلو الى سلام فلسطيني - اسرائيلي، وتطوير «وديعة رابين» الى سلام سوري - اسرائيلي، وفشل في هذا وذاك.

الفارق بين مفاوضات اوسلو ومفاوضات وديعة رابين، أن الاولى ذات مراجع وروايات اسرائيلية وفلسطينية ودولية، لكن شهادة فاروق الشرع هي اول رواية سورية لما جرى منذ لقاء الأسد - كلينتون في جنيف ١٩٩٤ للبحث في «وديعة» في جيب الأول، الى لقائهما الأخير في حزيران ٢٠٠٠.

في اللقاء الأخير، فوجئ الأسد أن باراك يريد رسم «خط» الرابع من حزيران ١٩٦٧ في الجولان، بعيدا ٤٠٠ - ٥٠٠م عن شواطئ بحيرة طبريا، بينما كان النقاش قبلها حول مطلب اسرائيل بطريق دائري حول البحيرة لا يزيد عرضه على ١٠ أمتار.

في العام ١٩٦٧ كان السوريون على شواطئ البحيرة الشرقية لكن في العام ٢٠٠٠، تراجعت مساحة البحيرة، فأين هو «الخط» أي «الحدود» الجديدة؟
سنعود الى شعار حافظ الأسد، بعد خروج مصر ومعاهدة كامب ديفيد ١٩٧٩، من «التوازن الاستراتيجي» ولا تستطيع سورية تحقيق التوازن العسكري، فحاولت التوازن السياسي الذي اختل بدوره.

فشلت مشاريع الوحدة السورية - العراقية بين جناحي حزب البعث ١٩٧٩، والموقف السوري من حرب العراق وايران، ثم من احتلال العراق للكويت ولم تذهب الوفود العربية الى مؤتمر مدريد بموقف مشترك، ثم جاءت اوسلو «ضربة فاس في الراس» كما يصفها الشرع، لأن «القرار المستقل» الفلسطيني لم يعد «بدعة» حسب تعبير حافظ الأسد.

بوادر الانهيار السوفياتي، بعد فشل بيريسترويكا غورباتشوف، ثم معاهدة «وادي عربة» الاردنية - الاسرائيلية.. وهكذا فقدت سورية «ذخائرها» العربية والاقليمية (بعد ترحيل عبد الله اوجلان من سورية) والدولية (الانهيار السوفياتي).

لماذا طالب ايهود باراك بتعديل «خط» الحدود في الجولان ٤٠٠م شرقاً؟ يقال أن المخابرات الاميركية فحصت بول الاسد، وقدرت أن أجله اقترب، لكن السبب هو أن إسرائيل تتصرف دائماً من منطلق أن أمن اسرائيل يتقدم على السيادة العربية (والفلسطينية خصوصاً).

الى تعديل ايهود باراك لخط الحدود، ومطالبة الأسد بانسحاب من الجولان لآخر متر (كما في سيناء) فقد مالت اميركا الى قبول  مطالب اسرائيلية بخطوات سورية لتطبيع العلاقات، او بمحطات رادار اسرائيلية في الجولان.

المفاوض الرئيس الشرع، طالب بالانسحاب أولاً، قبل قمة سورية - اسرائيلية وسفارة اسرائيلية في دمشق.

الاميركيون تفهموا المطالب الاسرائيلية، وعلى الاغلب لأن سورية انتصرت على اميركا واسرائيل في لبنان، بالغاء اتفاق ايار ١٩٨٣، ورفضها فك علاقتها بحزب الله.

الشرع قال: الاميركيون يتصافحون بعد نجاح صفقة لا قبلها، أي ان السلام الكامل يأتي بعد الانسحاب التام، ورفض مبادلات ارضية في الجولان، لأن المتر في منهاتن غيره في اوهايو، وقال بمراقبة جوية بدل محطة انذار ارضية.

لا بد من قراءة الفصل ١٦ من مذكرات الشرع بعناية تامة، لأنه عن آخر محاولة لتزنير إسرائيل بسلام عربي، لكن في الكتاب أن الشرع كان يعارض القطيعة مع عرفات، وطرده من سورية، وتجاهله بعد اوسلو، بينما كان عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي يعارضان سياسة عرفات وشخصه ايضا.

كتاب الشرع «الرواية المفقودة» قد تكون رواية ناقصة، لأنها تنتهي بوفاة الأسد الكبير عام ٢٠٠٠، علماً أنه كان معارضا للتوريث، لكن ليس للوريث بشار، الذي رقّاه الى منصب نائب الرئيس ايضاً، لأنها تخلو من خسارة سورية آخر «ذخائرها» العربية بعد انسحاب جيشها من لبنان ٢٠٠٥ اثر اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري. على ما يبدو، فالشرع كتب مذكراته قبل الفوضى السورية الراهنة بسنوات.

يقول الناشر في مقدمة الكتاب انه كان جاهزاً قبل سنوات من الفوضى السورية، لكن تم تأجيله حتى العام ٢٠١٥ «لأننا لا ندري ما تخبئ لنا الأيام».

المهم أن الرواية الإسرائيلية مكتوبة بأقلام دبلوماسيين وعسكريين، والرواية الأميركية مكتوبة بأقلام المفاوضين ووزراء الخارجية والرئيس كلينتون، وبعد ترّيث وافق الشرع.

هناك، أول الفوضى السورية، من اقترح الشرع رئيساً بدل بشار، باعتباره بعثياً ومن مدرسة الرئيس حافظ، وأيضاً لكونه مسلماً سنياً، لكن ذلك لم يحصل، وبقي نائب الرئيس بلا أي صلاحيات، ولا حتى برتوكولية وتشريفية مثل نائب الرئيس الأميركي.

فقدت سورية ذخائرها العربية، وصارت ملعباً إقليميا ودوليا، لأن حافظ الأسد «الواقعي» لم يكن واقعياً بما يكفي ليعرف ان بلاده لا تستطيع فك العلاقة بين أميركا واسرائيل.. وفك الأمن الاسرائيلي عن التوسع الإقليمي.

الكتاب صدر عن «المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، المقرب من عزمي بشارة من ٤٩٤ صفحة قطع كبير.

* * *
الخلاصة: لو حاربت سورية لاستعادة الجولان وخسرت الحرب لتدخل العالم لتسوية ستكون أقل فداحة لما يجري في سورية الآن.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاروق الشرع «الرواية المفقودة» فاروق الشرع «الرواية المفقودة»



GMT 14:50 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

عن شاعر «جفرا» و«عنب الخليل»

GMT 08:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

الأميرة خبيزة

GMT 14:54 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

«سيدي الخَرْفان»؛ سكر فضّي!

GMT 15:24 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

عليكم أن تتقوّلوا وعلينا أن نقول؟

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 22

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:33 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 13:04 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

تعرف على أسرار حياة النعام وكيف يعبر عن نفسه

GMT 18:47 2019 الإثنين ,04 آذار/ مارس

هاشتاغ "ادعم فخر العرب" يكتسح تويتر

GMT 03:29 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ماجد الكدواني يرفض فِكرة تصنيف الفنان كأكشن أو كوميدي

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير المنسف الأردني

GMT 21:14 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الحرارة سالب 40 فى مناطق بالساحل الشرقى لأميركا

GMT 02:36 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لمسات بسيطة في ديكور المنزل لاستقبال فصل الخريف

GMT 02:09 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تصفية القناصة "سنووايت" الموالية للرئيس بوتين في أوكرانيا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria