كما تعول النساء، كما يضحك الجنود
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود

 الجزائر اليوم -

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود

بقلم - حسن البطل

صدري هو الباب. وفريال لكمتني على صدري كما تلكم النساء الرجال .. هكذا نقرع أبواب الأصدقاء. 
لكمتني فريال زوجة صديقي طلال على صدري. كانت هذه اللّكمة الودّية أول العويل. 

أنا تصارخت مفتعلاً الألم؛ وصديقي الأثير تضاحك مفتعلاً المرح. سأقبله، بعد شهور قليلة قبلة الوداع. 

لن يفتح طلال عينيه الزرقاوين، ثم يفترّ ثغره عن ابتسامة تهكميّة، مثلما كنت أوقظه من قيلولة الصيف المتأخرة، لنذهب نحن الأربعة إلى سهرة الليل الطويل في الشام.
بعد شهور قليلة، ستدلف فريال باب مكتب «فلسطين الثورة» في بيروت. عيناها المذعورتان مثل سهام في عيني، تصرخ باسمي. أشيح بوجهي. سيبدأ العويل الأخير. طلال مات. فتح طلال رحمة باب الموت الأول لمحرري المجلة. سيأتي دور زوجة عدل وصفي (خالد العراقي) للعويل؛ ودور زوجة رشاد عبد الحافظ. سيصير الموت عادياً .. بالشظايا (طلال) بالرصاص .. (رشاد) .. وبالمسدسات مكتومة الصوت (خالد).

كلا، بدأ عويل الأرامل قبل ١٣ نيسان ١٩٧٥ بنبوءة سوداء قاسية. بين مكاتب مجلة «الحوادث» في «عين الرمانة» وبين «المطاحن» على شارع الشيّاح (الذي سيغدو شهيراً) .. وقبل أن ندخل بيت طلال، استوقفني وقال: حملتُ بندقية في أيار ١٩٧٣. يعرف جيراني الكتائبيون هنا أنني مؤيد للفلسطينيين .. إذا «ولعت من جديد» لن تخبو النيران .. ولا حتى خلال عشر سنوات.
صرنا زملاء في المكتب، وصار طلال رحمة المحرر الأدبي لمجلة «الحوادث» محرراً للشؤون اللبنانية في الصحيفة المركزية لـ (م.ت.ف). أيام الشام ولياليها من حزيران ١٩٦٧ إلى أيلول ١٩٧٠ لن تتكرر في بيروت. 

هناك كنا نحلل الحرب الفاشلة ونحلم بالحرب الناجحة، وهنا بدأت الحرب تأخذنا إلى الموت .. خبط عشواء.
عندما لكمتني فريال على صدري، بقيت صورة طلال في جيب قميصي. صورة «باسبورت» مثلاً. كأنها نبوءة سوداء قلت: «ستصير بوستراً: الشهيد البطل طلال رحمة». وهكذا صار!
قال لي أحمد عبد الرحمن: «جيب طلال». ترك طلال عموده اللاذع «نقطة على الحرف» في «الحوادث» واسعة الانتشار وجاء إلينا. قبّلته في مستشفى الطوارئ - جامعة بيروت العربية لم يفتح عينيه. لم يقم من سرير النوم ليرتدي ملابسه الفاخرة.. ولنبدأ ليلنا الدمشقي الصاخب.
قال لي: «إذا ولعت..» ثم أخذني إلى بيت في «حي المراية». 

هناك سألتقي بعائلة كتائبية معتّقة ومهذبة. الأب مهندس. الأم مريضة بسرطان الدم. «أرزة الكتائب» وصورة أمين الجميل في غرفة الفتى فادي، كتائبي مهذب ومتحمس. ستنتهي الزيارة اللطيفة والنقاش المهذب بقولي للفتى فادي: «إذا ولّعت .. لن يعود لبنان الأخضر أخضر» .. وبعد أن «ولعت» سألتقي، في فترات الهدوء، الأم المريضة وبناتها الشابات. أسأل عن «فادي» فلا أحظى بجواب شافٍ. قال طلال: «لا تسأل! .. إنه في الخندق الآخر».

قذيفة تنفجر على مقربة من طلال رحمة الذاهب إلى «تل الزعتر» لكتابة ريبورتاج عن حصار المخيم الأول. ستُخرج الشظية قلبه من صدره. سيحمله زميلنا هاني الزعبي الصاخب جداً لساعات قصيرة - الهادئ جداً لأيام وأسابيع. هكذا رأيت دم صديقي على ثياب صديقي. هكذا يبدأ عويل النساء.

قبل ١٣ نيسان ١٩٧٥ كنتُ أذهب إلى «الحوادث» في عين الرمانة دون خوف، وفي الهدنات القصيرة صرت أذهب متوجساً بعد «حادث البوسطة». قال لي: هل تصدق زوجتي تشم رائحة غادة في ثيابي وتقرأ اسمها على وجهي.. وعندما فتحت فريال الباب سألت الزوجة: هل رأيت غادة؟ .. استنجد صديقي بي .. فأنجدته. هو تحدث إليّ عنها في الطريق وزوجته قرأت صفحة وجهه. ستضحك غادة السمان، بعد موت طلال، ضحكة الأنثى الفخورة لهذه الواقعة. سأكرهها.

سيقرع فاروق باب بيتي في ليلة ماطرة. صار جندياً في جيش التحرير يرابط في موقع يسمع فيه دائماً: «هنا مات الصحافي».
سأسهر مع الجندي فاروق حتى الصباح. كان أحد أركان «شلّة الشام» بعد حزيران 1967. 

أقول له: ضربتني فريال هنا. يضع كفّ يده على قلبي بحنان.. يضحك كما يضحك الجنود في الحرب، وكما يضحك الأصدقاء القدامى .. في حرب لا تشبه الروايات في الكتب، لكن في حرب تصلح روايات في كتب.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كما تعول النساء، كما يضحك الجنود كما تعول النساء، كما يضحك الجنود



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria