بغل يفهم «قانون الاستطاعة»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بغل يفهم «قانون الاستطاعة»

بغل يفهم «قانون الاستطاعة»

 الجزائر اليوم -

بغل يفهم «قانون الاستطاعة»

بقلم - حسن البطل

بغل ذكي، يفهم، بالسليقة، ما تيسر له الفهم من قوانين الجاذبية، التي تستبعد بعض قوانين الحركة.
لذلك البغل، وللبغال كلها «ايطلا ظبي» كما قال امرؤ القيس، ولكن ليس لأي بغل «ساقا نعامة». 
امرؤ القيس فارس شاعر، أو شاعر فارس، وأما ذلك «الطنبرجي» الذي يسوط «أيطل البغل» فهو فلاح على الأغلب، أو ربما حراث صار، في زمن حواجز الحصار، يتكسّب بنقل الناس المتعبين بين الحاجزين.
على الحواجز ينحط الجنود إلى قطّاع طرق، وينحط الحنطور الملوكي إلى طنبر العوام، والحوذي إلى طنبرجي.. لكن البغل يبقى بغلاً.. قد يفاخر الحصان، والده غير الشرعي، بأن فخذيه (ايطليه) تليقان بعضلات بطل العالم في كمال الأجسام .. وقد يغار لأن ساقيه ليستا في دقة «ساقي النعامة» التي كانت لفرس امرئ القيس.. ولا حتى في دقة ساقي الحمارة، والدته غير الشرعية.
بغل ذكي، أكثر ذكاء من «الحصان الحديدي»، أو السيارة. قبل المنعطف، يضطر سائق السيارة إلى كبح السرعة عن طريق ناقل السرعة (الغيار بالعربية أو «الغير» بالفرنجية، كما الكحول بالعربية.. وغير العربية).
قبل نزول منعطف الحاجز، يغير البغل، دون حاجة إلى سوط الحوذي، سرعته من المشي، أو الخبب، إلى العدو، وبعد صعود المنعطف يغير سرعته من العدو إلى الخبب.
يتسابق «الطنبرجية» بين الحاجزين، كما يتزاحم السائقون، خارج الحاجزين، على الدور، عن حق وعن زور. 
البغل يفهم الطريق و«قانون الاستطاعة» أكثر من صاحبه العاقل، أو يفهم صاحبه أكثر مما يفهمه صاحبه. أول دروب البشر شقتها حوافر الدواب، أو أظلاف القطعان.
يتظاهر البغل الكهل بالأدب الجم، ويفسح في الطريق للبغل الشاب. لكنه، في الواقع، لا يحيد عن أدب.. إلا لأنه مدفوع بذكائه الغريزي، الذي صقله العمر والتجربة، فالطريق المستقيم أقصر الطرق، حقاً، لكن بعض «التعرجات» الخفيفة تشكل تحالفاً مع قانون الاستطاعة: أقل جهد لصعود درب معبد، مع أقل تبديد للطاقة.. لأن سنابك البغل (والحصان والحمار) تنزلق على إسفلت الطريق.
لو أن هذا السيد الفراهيدي عاصر زمن الإسفلت تحت سنابك الخيل والبغال، لربما أضاف لذكاء الدواب الفطري بحراً آخر غير بحر يتيم هو بحر «الخبب». 
لو أن السيد الفراهيدي عاصر زمن «الكاسيت» لأضاف إلى بحور الشعر من تناغم الإيقاع بين صوت سنابك البغل، على طريق - حاجز سردا، وصوت «الدبكة» وموسيقى «الشبابة». 
الناس تدبك عدواً وتدبك خبباً! 
معظم الطنابر التي تجرها البغال على دروب الحواجز زمن الحصار، مزودة براديو كاسيت، تصدح بإيقاع الدبكة، ربما لأن هذا الإيقاع يطرب آذان الركاب والدواب أيضاً، ويستحث البغل على مراودة قانون الاستطاعة... ما استطاع.
لا يجفل البغل لو «طرقع» الحوذي بسوط يستحثه على نقل سرعته من الخبب إلى الجري. 
كان الفارس المقنّع «زورو» فارس طفولتنا، فهو يرسم بكرباجه الطويل والرشيق حرف Z، وكان طرزان بطل طفولتنا، فهو يتنقل من شجرة إلى شجرة، موظفاً قانون الجذب المركزي وقانون الطرد المركزي.
.. وفي شبابنا جعلنا كوستا غافراس يساريين زيادة عندما صنع لنا فيلم Z عن الاغتيال السياسي، عن الطغاة والأحرار. وعن الإمبريالية والشعوب الثائرة.
كرباج الطنبرجي مجرد سقط متاع من أنبوب بلاستيكي أسود يستخدم في البناء الحديث، بديلاً لأنابيب معدنية، وأما «القيود» التي يكبل بها جنود الاحتلال أيدي الناس، فهي استخدام، مبتذل وجهنمي، لأدوات ربط الأسلاك في البناء الحديث بعضها إلى بعض.
على تلك الحواجز مارس الجنود قانون الاستطاعة الخاص بهم الذي هو القوة، وعليها مارس الناس قانون الاستطاعة الخاص بهم.. الذي هو سعة الحيلة.
... وأما البغال، وحيوانات الجر، فهي التي جعلت «قوة الحصان» مقياساً من مقاييس قانون الاستطاعة، بغل بقوة حصانين في غياب سيارة بقوة 18 حصاناً.
راكباً على الطنبر الذي يجره بغل قوي، أو بغل هرم، مجرب وذكي، اكتشفت أن ظهر البغل «يتلوى قليلاً، كما يتلوى ظهر الفقمة في ماء البحر. هذه طريقته التكتيكية في تطبيق جانبي لقوانين الاستطاعة.. وأما مصممو السيارات التي لا تتلوى، فقد احتالوا بالشكل الانسيابي، ووضعوا له معادلة ميكانيكية، أو «ايرودناميك».
ما الذي تغير؟ كان الحوذي الماهر يرتقي إلى درجة «كونستابل» أيام حروب الممالك على ظهور الخيل.
وأما الجندي المحتل فقد انحط، بعد تعادل «قانون الاستطاعة» الاحتلالي مع «قانون الاستطاعة» المضاد للاحتلال.. إلى مجرد قاطع طريق.

حسن البطل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بغل يفهم «قانون الاستطاعة» بغل يفهم «قانون الاستطاعة»



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria