سكك، أسلاك
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

سكك، أسلاك؟

سكك، أسلاك؟

 الجزائر اليوم -

سكك، أسلاك

بقلم - حسن البطل

عشرون يوماً من "البروفات" سبقت صدور العدد الأول من "الأيام" خلالها كتبتُ عشرين عموداً ذهبت إلى النسيان.. باستثناء واحد أعدتُ نشره، وكان عنوانه "الخط الحديدي الحجازي" في أحد أعداد الشهر الأول.

ها أنا أعود إلى طرق الموضوع، بعد 21 سنة و7955 عدداً. لماذا؟ قرأتُ أن إسرائيل تخطط لربط سككها الحديدية مع سكك جوارها العربي مستقبلاً، أي إحياء المشروع العربي القديم لإعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي".

كان هذا الخط الذي أنشأه العثمانيون، أساساً، لنقل حجاج بيت الله الحرام قد نسفه "لورانس الجزيرة العربية" مطلع ثورة الشريف حسين، المسماة الثورة العربية الكبرى؟
منذ تقسيم بلاد الشام أربع دول مستقلة، وبالذات منذ استقلالها، وحتى بعد نكبة فلسطين، التي شكلت الإسفين الإسرائيلي، طرحت الدولة السورية مشاريع لإعادة تسيير الخط، لم تسفر، عملياً، سوى عن بناء بعض الجسور والعبّارات على أجزاء متفرقة منه.

أذكر أنه بعد "أوسلو" أقام الفلسطينيون خطاً هوائياً معلقاً (تلفريك) بين أريحا وجبل قرنطل، فقال الإسرائيليون: كيف لم نفكّر بهذا قبل أوسلو؟

كان "الخط الحديدي الحجازي" مربوطاً بـ"قطار الشرق السريع" الذي يربط الإمبراطورية العثمانية بأوروبا وبلاد الشام، وبقيت عنه في الذاكرة رواية البريطانية أغاثا كريستي الخيالية البوليسية الشهيرة "جريمة في قطار الشرق السريع".

في الأغنية "بلاد العربِ أوطاني من الشامِ لبغدانِ/ ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصرَ فتطوانِ"، وفي النشيد القومي "وطني حبيبي الوطن الأكبر".. لكن لا يوجد من بغداد لتطوان خط سكة حديد، ناهيك عن "إعادة تسيير الخط الحجازي".

الصين الحالية تتحدث عن إعادة تسيير "طريق الحرير"، وعنه قال الرئيس الفرنسي ماكرون، خلال زيارته لبكين، إن الخط سيعمل في اتجاهين!
قبل هذا، صار يمكنك أن تسافر بالقطار من تركيا إلى فرنسا، ومنها عبر نفق بحر المانش إلى لندن.

هذا العالم العربي المستطيل كأنه تابوت لحلم الوحدة العربية، والتعاون الإقليمي العربي، كان قد شهد في عمّان مؤتمراً للقمة، طرح خلاله العراقي سعدون حمادي مشروعاً لـ"عقد التنمية العربية" بقي حبراً على ورق.

لم يتم مشروع/ حلم إعادة تسيير الخط الحجازي، ولا بالطبع ربط بغداد بتطوان بشريان من السكك الحديدية، ولا مشروع ربط التجارة البينية العربية.
تحدثوا لاحقاً، عن مشروع الربط الكهربائي العربي، للاستفادة من فروقات الحزم الساعية في هذا "التابوت العربي" من بغداد لتطوان.

لا أدري ما الذي تحقق من مشروع الربط الكهربائي بين دول عربية تضع قيوداً وسدوداً أمام انتقال الأشخاص فيما بينها، وترفض قبول جوازات سفرها، وتتعامل بعدّة عملات.. وجوازات، وجعلت العالم العربي "دار حرب وخراب".

يتشكل العالم العربي هذا من أربع وحدات جغرافية هي بلاد الشام، مصر والسودان، دول مجلس التعاون الخليجي السداسي، والمغرب العربي.
لا توجد سكة حديد تربط بغداد بدمشق، لكن كم مرّة أغلقت الحدود بينهما وقُطعت العلاقات إبّان حكم الحزب ذاته للبلدين؟
طرح مشروع الاتحاد المغاربي وفشل، لكن بقيت الحدود مغلقة بين الجزائر والمغرب، وبين تونس وليبيا صارت حدود أمن وإرهاب، وكذا بين مصر وليبيا.
السودان التي فقدت ثلث أراضيها، وأجّرت جزيرة سواكن لتركيا، تنازع مصر حول مثلث حلايب، ودول مجلس التعاون الخليجي، ذات العملات وجوازات السفر المختلفة، تتنازعها الأزمة مع قطر، والحرب على اليمن، ومن قبل حرب إرهاب دول الخليج على العراق وسورية.

كوارث "الربيع العربي" بدّلت الحكام، ولم تبدل الوضع. استبدلت الدكتاتورية بالفوضى، لكن أخيراً التفت العراق إلى تفاهم مع الكويت على الشراكة في استغلال نفط المنطقة الحدودية، فلماذا كانت حرب صدام على الكويت؛ والتفتت العراق إلى مقايضة التمور العراقية مع الحمضيات السورية، فلماذا كان إغلاق الحدود بين دولتين يحكمها الحزب ذاته؟

العالم العربي هو حدود اللغة العربية، لكن التعاون البيني بين دوله، وانتقال الأفراد لا يمكن مقارنته بتعاون دول الاتحاد الأوروبي ذات اللغات المختلفة، والتاريخ والعملات المختلفة.
الحواجز الجمركية بين دول العالم العربي هي من الأعلى عالمياً، وشبكات الطرق بينها من الأسوأ عالمياً، رغم التقارب الثقافي بين شعوبه، وكذا التقارب الديني، وكل محاولات تقليد النموذج الأوروبي في التكامل والتعاون البيني لم تنجح، وفشلت العروبة في استيعاب الأقليات بين دولها.

تطلّب إقناع دول وشعوب أوروبا بنوع من الوحدة وقوع حربين عالميتين، لكن الحروب الأهلية العربية زادت عوامل الفرقة. الوحدة العربية صارت حلماً، وكذا السوق العربية المشتركة، وأيضاً، ربط دوله بشرايين طرق وسكك حديدية، وربما الربط الكهربائي، أيضاً.

المصدر : جريدة الايام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكك، أسلاك سكك، أسلاك



GMT 14:50 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

عن شاعر «جفرا» و«عنب الخليل»

GMT 08:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

الأميرة خبيزة

GMT 14:54 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

«سيدي الخَرْفان»؛ سكر فضّي!

GMT 15:24 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

عليكم أن تتقوّلوا وعلينا أن نقول؟

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 10:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الاتحاد تتفاعل مع تغريدة كارلوس فيلانويفا

GMT 10:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

الحكم السعودي محمد السماعيل الأول آسيويًا

GMT 20:20 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الباطن يتجاوز عقبة الفيصلي بثنائية نظيفة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة أحد تصرف النظر عن التعاقد مع البرازيلي أليكس ليما

GMT 01:30 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن معلومات جديدة في قضية "جثة أبها"

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

بليك ليفلي أنيقة خلال عرض أزيار "ديور" في باريس

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020

GMT 08:43 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يرد على شائعات زواجه من شيرين عبدالوهاب

GMT 09:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 3 سنوات عقوبة الغش التجاري للوقود في السعودية

GMT 12:48 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

"الخرافي" يُتوج بالنسخة الأولى لبطولة الشهاب للقفز

GMT 00:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

عادل كاروشي يكشف عدم تهاونه في حمل قميص الرجاء

GMT 15:11 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

إيكاردي يضع شرطًا وحيدًا للانتقال إلى ريال مدريد

GMT 16:43 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

عبدالعزيز العرياني يقود هجوم المنتخب الأولمبي أمام الأردن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria