المشرق العربي في غياب المنطق
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المشرق العربي في غياب المنطق

المشرق العربي في غياب المنطق

 الجزائر اليوم -

المشرق العربي في غياب المنطق

خير الله خير الله
بقلم - خير الله خير الله

 

مخيف غياب المنطق في منطقة المشرق العربي. ما حلّ بالعراق وسوريا ولبنان من خراب في السنوات الممتدة منذ خمسينات القرن الماضي وستيناته يعطي فكرة عن استحالة التصالح مع المنطق وصولا الى الإفلاس اللبناني، وهو افلاس بكلّ المقاييس، كان في الإمكان تفاديه. يذهب لبنان الى مفاوضات لترسيم الحدود مع إسرائيل من موقع ضعف في ظلّ انهيار لاقتصاده ونظامه المصرفي يرافقه انهيار آخر لكلّ مؤسسات الدولة باستثناء الجيش، ربّما.

كان قليل من المنطق كافيا في العام 1969 لتفادي توقيع اتفاق القاهرة الذي كان يعني بين ما يعنيه التخلّي عن جزء من السيادة اللبنانية وعلى ارض لبنانية ارادت منظمة التحرير الفلسطينية استخدامها لتحرير فلسطين. صارت منظمة التحرير الفلسطينية تريد تحرير فلسطين انطلاقا من جنوب لبنان بعد سنتين وبضعة اشهر من انتهاء حرب حزيران – يونيو 1967 التي هُزمت فيها مصر وسوريا والأردن امام إسرائيل.

كيف يمكن لمنظمة التحرير الفلسطينية تحرير فلسطين انطلاقا من جنوب لبنان؟ اين المنطق في ذلك؟ لماذا لم يوجد وقتذاك زعيم عربي كجمال عبدالناصر، مثلا، يقول صراحة ان اتفاق القاهرة الذي اُجبر لبنان على توقيعه مع منظمة التحرير الفلسطينية كان عملا عبثيا سيؤدي الى تدمير لبنان عاجلا ام آجلا. بدل ان يمتلك ناصر ما يكفي من الشجاعة ويعترف بانّه تعلّم شيئا من دروس حرب 1967... اذا به يرعى الاتفاق المشؤوم الذي اسّس للكارثة التي وصل اليها لبنان في السنة 2020.

ها هو لبنان بعد 51 عاما على اتفاق القاهرة يذهب الى ترسيم الحدود مع إسرائيل بعدما اكتشف "حزب الله"، الذي ورث سلاحه الإيراني السلاح الفلسطيني، ان الكلام عن الصلاة في القدس يظلّ كلاما لا علاقة له بالواقع. يتمثّل الواقع في ان إسرائيل ضمت القدس الشرقية المحتلّة في العام 1967 بموافقة أميركية، فيما العالم يتفرّج.  

أضاع لبنان، منذ توقيع اتفاق القاهرة، كلّ الفرص كي يتطور بشكل طبيعي ويتحوّل الى سويسرا الشرق بالفعل. هاجرت العقول اللبنانية من لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري في شباط – فبراير 2005. كان رفيق الحريري الرجل الذي أعاد الحياة الى بيروت وحاول من جديد إيجاد مكان للبنان على خريطة الشرق الأوسط. تبيّن ان ذلك ليس ممكنا. الممكن بالنسبة الى مرتكبي الجريمة تدمير لبنان حجرا حجرا ومنزلا منزلا... وصولا الى الذهاب الى مفاوضات مع إسرائيل، هي في نهاية المطاف مفاوضات مباشرة بغض النظر عن كلّ كلام لا معنى له عن رفع علم الأمم المتحدة وعن وساطة أميركية.

غاب المنطق، فانهار لبنان. غاب المنطق فانهارت سوريا حيث كان النظام يعتقد انّ في استطاعته الاستفادة من انهيار المنطق في لبنان. ليس معروفا بعد ما هي الحسابات السورية القائمة، وقتذاك، على ان وضع اليد على لبنان وعلى القرار الفلسطيني سيجعل من سوريا دولة عظمى تتسابق الدول الكبرى على طلب رضاها. تبيّن مع مرور الوقت انّ غياب المنطق القائم على فكرة اهتمام النظام بسوريا نفسها وبالسوريين سيؤدي الى انفجار كبير لن تقوم بعده قيامة للبلد. ذهبت سوريا ضحيّة غياب المنطق والسقوط في فخّ الشعارات الرنانة التي لا طائل منها. خسرت الجولان الى الابد، في حين كان في استطاعتها استعادته في عهدي حافظ الأسد وبشّار الأسد.

فضّل النظام السوري الذي تأسس في العام 1970 لغة اللامنطق كي يتفادى استيعاب معنى قرار أنور السادات الذهاب الى القدس في العام 1977 لالقاء خطاب امام الكنسيت. في آذار – مارس 1979، وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل. ليس معروفا الى اللحظة ما هو المنطق السوري الذي اعتمد من اجل العمل على عزل مصر وقتذاك؟

في النهاية ان النتيجة الوحيدة للسياسة السورية هي ما نشهده على ارض الواقع. هناك انهيار سوري كامل يختزله تحوّل البلد الى بلد يعيش في ظلّ خمسة احتلالات. حسنا، اذا كان النظام السوري لم يستوعب في العام 1977 ابعاد القرار الذي اتخذه أنور السادات ومغزاه، كيف يمكن لهذا النظام في العام 2005 تغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري؟ تبيّن ان لتلك الجريمة، التي بات معروفا من يقف وراءها، انعكاساتها الكارثية على لبنان وسوريا في الوقت ذاته وان كل ما سيحدث هو ان ايران ستكون قادرة على ملء الفراغ الذي نجم عن خروج الجيش السوري من لبنان. غاب المنطق. ما نشهده اليوم في سوريا هو نتيجة لهذا الغياب الذي يرمز اليه شعار "الأسد او نحرق البلد". بقي الأسد واحترق البلد. ما هو المنطق الذي يبرر بقاء الأسد؟ المنطق الوحيد، للأسف الشديد، منطق إسرائيلي يقول انّ المطلوب إطالة عمر النظام القائم أطول فترة ممكنة وذلك كي لا تقوم قيامة لسوريا التي عرفناها في يوم من الايّام....

في غياب المنطق، يسير العراق بدوره الى الهاوية. يبدو رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في وضع لا يحسد عليه على الرغم من كلّ الجهود التي يبذلها منذ تشكيل حكومته كي يعيد العراق الى العراقيين. يقول المنطق، بكلّ بساطة ان لا دولة عراقية في ظلّ ميليشيات مذهبية تسيطر على هذه الدولة وعلى مؤسساتها. نجد مصطفى الكاظمي يستنجد بلغة المنطق التي تبدو غائبة عن أدوات ايران في العراق، بما في ذلك أولئك الذين عادوا الى بغداد على ظهر دبابة أميركية!

كان مفترضا بعد التخلّص من نظام صدّام حسين ان يتحوّل العراق الى بلد واعد وان يكون نموذجا لما يمكن ان تكون عليه دول المنطقة. تحوّل للأسف الشديد الى التجربة التي يتوجب على دول المنطقة وشعوبها تفادي السقوط في فخها. سلمت اميركا ايران العراق على صحن من فضّة الى ايران. ليس لدى ايران ما تقدّمه للعراق غير اثارة الغرائز المذهبية ودعم الميليشيات المذهبية المنضوية تحت "الحشد الشعبي" كي تكون غطاء محلّيا لها.

اين المنطق في كلّ ذلك؟ كيف يمكن بناء عراق جديد في ظلّ دولة داخل الدولة. كلّ ما يمكن قوله ان وضع مصطفى الكاظمي ليس سهلا، على الرغم من كلّ الجهود التي يبذلها، في ظلّ غياب حدّ ادنى من المنطق لدى معظم القوى السياسية العراقية، خصوصا تلك التي تضع المذهب والولاء لإيران فوق كلّ اعتبار آخر.

في غياب المنطق، لا امل لا للبنان ولا لسوريا ولا للعراق. في غياب المنطق لا وجود سوى لمنطق آخر هو منطق الانتحار أي، تدمير الذات. وهذا ما يحصل حاليا في منطقة تمرّ في مرحلة مخاض.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشرق العربي في غياب المنطق المشرق العربي في غياب المنطق



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

دلال عبد العزيز تتمنى أن ينال "سابع جار" إعجاب الجمهور

GMT 05:23 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

تعرفي على فوائد "زبدة الكاكاو" العديدة للشعر

GMT 11:14 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

10 «ذهبيات» في رماية القرية التراثية الكويتي

GMT 01:01 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

"ليلة هنا وسرور" يواصل تقدمه في سباق الإيرادات

GMT 08:31 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

مهرجان صيف الخرج الـ 39 ينطلق بمدينة السيح

GMT 13:03 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

تأجيل سباق أبوظبي للخيول بعد وفاة والدة رئيس الإمارات

GMT 00:37 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

كؤوس "اللكزس" تُشعل الجياد في سباق الخيل

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

جمع 1000 قطعة "كلاشنكوف" ومدافع هاون في دارفور

GMT 00:13 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

اللواء تامر الشهاوى يكشف تفاصيل عن المتطرف هشام العشماوى

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منى زكي ترد على شائعات مرضها وتكشف سر حزنها

GMT 00:08 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مصر تشارك بـ5 لاعبين فى بطولة أفريقيا للمصارعة

GMT 05:33 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طفلة تدق الطبول احتفالاً بعودة سمعها

GMT 14:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير التعليم السعودي يلتقي نائب رئيس جامعة هارفارد

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الحسين عموته يكشف أسباب إقصاء الوداد من كأس العرش
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday