إيران التي لا تعرف المغرب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إيران التي لا تعرف المغرب

إيران التي لا تعرف المغرب

 الجزائر اليوم -

إيران التي لا تعرف المغرب

بقلم - خير الله خير الله

كيف يمكن لحزب يعتبر نفسه لبنانيا أن يكون جزءا من حرب على المغرب؟ إنه أمر غريب يقدم عليه "حزب الله". لكن منذ متى أخذ "حزب الله" مصلحة لبنان واللبنانيين في الاعتبار؟.

لا حاجة إلى تأكيد أن المغرب لا يتخذ أي قرار قبل دراسة عميقة له. عندما يقطع العلاقات مع إيران مجددا، يفعل ذلك بعد دراسة عميقة للمسألة وبعد توافر أدلة دامغة تبرّر مثل هذا القرار السيادي الذي يندرج في سياق الدفاع عن السيادة والتراب الوطني للمملكة، بما في ذلك الصحراء المغربية. هذا ما عبّر عنه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في شرحه للأسباب التي دفعت بلده إلى اتخاذ قرار بطرد السفير الإيراني من الرباط.

نعم، يعرف المغرب جيدا ما الذي يفعله. فبعد اتهام “حزب الله” بتدريب مقاتلين من جبهة “بوليساريو” وتسليحهم، لا يرد المغرب على لبنان، يدرك تماما الوضع الحسّاس للبنان، البلد المغلوب على أمره.

يردّ المغرب على إيران من خلال معرفته التامة أنّ “حزب الله” لا يمكن أن يُقدمَ على أي خطوة من دون تعليمات من طهران. لم يعد سرّا أن الحزب شريك في الحرب على الشعب السوري من منطلق مذهبي ليس إلا.

كذلك أن الحزب متورط إلى ما فوق أذنيه إلى جانب الحوثيين في اليمن. لديه نشاط في العراق، كما لديه نشاط في البحرين يستهدف ضرب الاستقرار في تلك المملكة. هذا غيض من فيض فقط. ليس الحزب في النهاية سوى ميليشيا مذهبية ولواء في “الحرس الثوري” الإيراني ولا شيء آخر غير ذلك.

بكلام أوضح، الحزب أداة إيرانية في لبنان وخارج لبنان مثلما أن “بوليساريو” أداة جزائرية تستخدم في حرب استنزاف تستهدف المغرب الذي استعاد سيادته على الصحراء في العام 1975، بعد انسحاب المستعمر الإسباني منها.

ما لا بدّ من الإشارة إليه أيضا أنّ “حزب الله” لا يستطيع تدريب عناصر من “بوليساريو” وإرسال أسلحة إلى هذا التنظيم من دون موافقة الجزائر. ولا يستطيع ذلك من دون ضوء أخضر إيراني.

الأهمّ من ذلك كله أن المغرب يعرف، تماما، طبيعة النشاط الذي تمارسه إيران في المنطقة وحتّى في بلدان المغرب العربي. لكن إيران لا تعرف شيئا عن طبيعة بلدان تلك المنطقة ومجتمعاتها، وتظن أن في استطاعتها استغلال قضية الصحراء المغربية وهي قضية جزائرية – مغربية ولا شيء آخر غير ذلك، من أجل التغلغل في المنطقة.

لم تنتبه الجزائر إلى خطورة ما تفعله إيران، علما أنّها تشكو بدورها من وجود نشاط ذي طابع مذهبي موجه من طهران في أراضيها. يستهدف هذا النشاط المواطنين الجزائريين الذين ينتمون في أكثريتهم الساحقة إلى أهل السنة.

ولكن يبدو أن كـل شيء يهون بالنسبة إلى الجزائر عندما يتعلّق الأمر بإيذاء المغرب. تناست الجزائر فجأة ما تتعرض له وخطورة ما تقوم به إيران على الوحدة الوطنية، في وقت يمرّ البلد فيه بأزمة سياسية عميقة. صار “حزب الله” مرحبّا به في الجزائر ما دام هذا الوجود موجّها إلى المغرب.

سبق للمغرب أن قطع علاقاته مع إيران في آذار – مارس من العام 2009 لأسباب مرتبطة أساسا بنشاط مذهبي في أراضيه تقف خلفه طهران. عادت العلاقات بين البلدين في خريف العام 2016، أي أن القطيعة استمرّت سبع سنوات.

كان المغرب يأمل بأن تكون إيران تعلّمت شيئا من دروس الماضي ومن أن السلطات المغربية لا يمكن أن تتهاون مع أي نشاط يصب في الإساءة إلى الوحدة الوطنية في بلد ينتمي معظم سكانه إلى المذهب السنّي المالكي.

جاء قطع العلاقات مع إيران هذه المرة من بوابة أخرى هي بوابة “بوليساريو”، أي البوابة الجزائرية. جاء في وقت تعمل فيه الجزائر من أجل إقامة بنية تحتية لـ“بوليساريو” في الصحراء المغربية مستغلّة المنطقة المنزوعة السلاح في بير لحلو، وهي منطقة تشرف عليها القوات التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم “مينورسو”.

كان على إيران التنبه إلى أن المغرب غير مستعد لأي تساهل عندما يتعلق الأمر بترابه الوطني وسيادته على أقاليمه الصحراوية. الدليل على ذلك مسارعة وزير الخارجية المغربي إلى زيارة نيويورك، ووضع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مسؤولياته.

لم يعد سرّا أن إيران تسعى في هذه المرحلة إلى امتلاك أكبر عدد من الأوراق تستخدمها في سياق لم يعد خافيا على أحد. يتمثّل هذا السياق في إظهار أنّها قوة إقليمية مهيمنة تمتلك مشروعا توسّعيا في الخليج العربي والشرق الأوسط، وصولا إلى شمال أفريقيا.

كذلك ليس سرّا أن هذا النشاط الإيراني ليس موجودا في المغرب فقط، علما أن المغرب عرف كيف يضع له حدودا في وقت باكر، بل هو موجود في الجزائر وتونس أيضا. ما لا يمكن تجاهله أيضا أن إيران سعت في الماضي القريب إلى أن يكون لديها نشاط ذو طابع مذهبي في مصر والسودان مستغلّة الإخوان المسلمين في هذين البلدين.

مرة أخرى، إن المغرب يعرف تماما ما الذي يفعله ولا يمكن أن يقدم على أي خطوة في حجم قطع العلاقات مع بلد آخر من دون أدلة دامغة. لكن ما لا تعرفه إيران أن لا فائدة من استخدام قضيّة الصحراء وجبهة “بوليساريو” من أجل ممارسة أي نوع من الضغوط على المغرب.

إذا لم تكن إيران ومن يضع نفسه في خدمتها يدركان ذلك، يمكن العودة إلى ثمانينات القرن الماضي. في تلك المرحلة، دخل على خطّ دعم “بوليساريو” العقيد معمر القذافي السعيد الذكر. عمل القذافي كل جهده من أجل أن يكون شريكا في الحرب الجزائرية على المغرب، وما لبث أن انسحب منها بعد اكتشافه أن لا فائدة من ذلك، وأن من الأفضل لـ“جماهيريته” إقامة علاقات طبيعية مع مملكة لا تريد الأذى لأحد، بل كل ما تريده هو بناء المغرب وتوفير مشاريع تنمية تساعد في إيجاد فرص عمل للمغاربة وتحسين أوضاعهم المعيشية، فضلا عن رفع مستوى التعليم ومتابعة الحرب على الفقر الذي يعتبره الملك محمّد السادس في أساس الإرهاب والتطرّف.

لماذا لا تتعلّم إيران من تجربة معمر القذّافي الذي استعاد رشده فجأة واكتشف أن لا طائل من دعم “بوليساريو”، وما شابهها من تنظيمات لا تصلح لأن تكون أكثر من أدوات؟

لم يقدّم المغرب للبنان واللبنانيين سوى الخير. يشهد على ذلك تاريخ العلاقة بين البلدين.

كيف يمكن لحزب يعتبر نفسه لبنانيا أن يكون جزءا من حرب على المغرب؟ إنّه بالفعل أمر غريب يقدم عليه “حزب الله”. لكن منذ متى أخذ “حزب الله” مصلحة لبنان واللبنانيين في الاعتبار؟ هل لديه من هدف غير أن يكون في خدمة إيران التي لديها حسابات لا علاقة لها بالعقل ولا بالمنطق ولا في مصلحة الإيرانيين وإيران نفسها، حيث نظام في حال هروب دائمة إلى خارج حدوده…

المصدر : جريدة العرب

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران التي لا تعرف المغرب إيران التي لا تعرف المغرب



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 06:10 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عطر "داليا ديفين" من "جيفنشي" للمرأة المتميزة في 2018

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح وهدى عمار ضيفا برنامج "صالون أنوشكا" على شاشة dmc

GMT 17:26 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تورونتو مابل ليفز يهزم وايلد في دوري هوكي الجليد

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأنصاري تقيّم أزياء الفنانات في مهرجان "AC Awards"

GMT 08:10 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

المغرب تحافظ على سلالات الحصان العربي البربري

GMT 23:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تألق المعيوف يساند الهلال في المشوار الآسيوي

GMT 00:39 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

محمد بن عبدالعزيز يعزي الشيخ مطاعن شيبة

GMT 00:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رانيا محمود ياسين تستعدّ لتقديم عمل سينمائي ودرامي جديد

GMT 14:45 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

الأبيض في ديكورات قصر "كيم كارداشيان"

GMT 12:40 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

منزل الفنان محمد رمضان ذو لمسة عصرية وذوق راق

GMT 10:18 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

مقهى Rosella easy dining يقدم أشهى المأكولات النباتية وسط الطبيعة

GMT 20:50 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يفقد البولندي ليفاندوفسكي أمام ليفركوزن

GMT 21:43 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "العب يلا" يقترب من الـ60 مليون مشاهدة على "يوتيوب"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria