محمّد بن سلمان وأميركا واليمن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

محمّد بن سلمان وأميركا.. واليمن

محمّد بن سلمان وأميركا.. واليمن

 الجزائر اليوم -

محمّد بن سلمان وأميركا واليمن

بقلم : خير الله خير الله

أخيرا اعترفت الولايات المتحدة بوجود مشكلة اسمها "الحوثيون". هناك بداية وعي أميركي للأسباب التي حملت المملكة العربية السعودية مع شركائها في التحالف العربي على شنّ "عاصفة الحزم".

اليد في اليد لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة
تبدو زيارة وليّ العهد السعودي لواشنطن، والتي ستشمل مدنا أخرى، بمثابة نقطة تحول على غير مستوى بدءا بطبيعة العلاقة الأميركية- السعودية، وصولا إلى اعتراف البيت الأبيض بـ”الخطر الحوثي” في اليمن.

هناك تحوّل أميركي كبير في مجال فهم ما يدور في الشرق الأوسط وما هو على المحك. هناك فهم أكبر لأهمية المملكة العربية السعودية ودورها في المنطقة من جهة، والإصلاحات التي يقوم بها محمّد بن سلمان من جهة أخرى. وهذه إصلاحات تجري في العمق. لعل من أهم منطلقاتها الاستيعاب العميق لدور الإخوان المسلمين في نشر التطرف عبر البرامج التربوية التي استطاعوا فرضها في المدارس على مر السنوات. هذه البرامج جزء مما تعاني منه مصر والكويت والأردن واليمن ودول عربية أخرى تسلّل فيها الإخوان إلى البرامج التعليمية والمدارس وفرضوا رؤيتهم للإسلام وأخرجوه من دائرة الاعتدال والتسامح والاعتراف بالآخر، فضلا عن الانفتاح على كلّ ما هو حضاري في هذا العالم. هناك أجيال عدّة، في غير دولة عربية، نشأت في ظلّ السيطرة الإخوانية على البرامج التعليمية، وهي سيطرة استخدمت في نشر الجهل والتطرّف والإرهاب، وصولا إلى ما وصلت إليه الحال حاليا.

هناك شجاعة كبيرة أبداها وليّ العهد السعودي في مجال التصدي لخطر الإخوان بشكل علني، تماما مثل تصديه للمشروع التوسعي الإيراني الذي يلتقي مع التطرف السني في مكان ما، بل في أكثر من مكان. هذه الشجاعة، التي أبداها محمّد بن سلمان، لم تنقص دولا أخرى في المنطقة. من بين هذه الدول يأتي الأردن حيث يتحدّث كبار المسؤولين، على رأسهم الملك عبدالله الثاني، منذ سنوات عدّة عن أهمّية تطوير البرامج التعليمية كي يتمكن الشباب من اللحاق بالثورة الصناعية، بدل البقاء في أسر الفكر الانغلاقي وفكر “القاعدة” و”داعش” وما شابههما.

يبقى أن بين النقاط المضيئة في الزيارة ما صدر عن البيت الأبيض في شأن اليمن وضرورة التوصل إلى “حل سياسي لتلبية حاجات الشعب اليمني”. ترافق ذلك مع “بحث الرئيس الأميركي ووليّ العهد السعودي في الخطر الذي يشكّله الحوثيون على المنطقة بمساعدة الحرس الثوري (الإيراني)”.

أخيرا، اعترفت الولايات المتحدة بوجود مشكلة اسمها “الحوثيون”. هناك بداية وعي أميركي للأسباب التي حملت المملكة العربية السعودية مع شركائها في التحالف العربي على شنّ “عاصفة الحزم”. هذه حرب دفاعية قبل أيّ شيء آخر فُرضت فرضا على المملكة وحلفائها.

هناك شجاعة كبيرة أبداها وليّ العهد السعودي في مجال التصدي لخطر الإخوان بشكل علني، تماما مثل تصديه للمشروع التوسعي الإيراني

كان الموقف الأميركي المتذبذب في اليمن من بين الأسباب التي أدّت إلى الوضع الراهن. رفض الأميركيون في السنوات الأخيرة، خصوصا منذ الحرب الأولى التي خاضها الرئيس علي عبدالله صالح مع الحوثيين في العام 2004، استيعاب “الخطر الحوثي”. لم يرد الأميركيون في أيّ وقت رؤية هذا الخطر ومدى التورط الإيراني، المباشر وغير المباشر، في ما يدور في اليمن. أرادوا رؤية شيء واحد في اليمن. هذا الشيء هو “القاعدة” التي نفّذت الهجوم على المدمّرة “كول” في ميناء عدن في العام 2000. في الواقع، لم يرد الأميركيون حتّى فهم العلاقة بين “القاعدة” والإخوان المسلمين في اليمن. كانت المسألة في غاية التعقيد بالنسبة إليهم، خصوصا أن الحوثيين استفادوا في الحروب الست التي خاضوها مع علي عبدالله صالح، وكانت آخرها في العام 2010، من علاقة من تحت الطاولة مع الإخوان المسلمين. لعب وجود الإخوان المسلمين، عبر حزب الإصلاح (التجمع اليمني للإصلاح)، دورا مهما في تأجيج الحزازات المذهبية في الشمال اليمني، ولا سيما في صعدة وعمران. أراد الإصلاح إيجاد موطئ قدم في مناطق زيدية مستفيدا في مرحلة معيّنة من النفوذ القبلي للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذي لعب دورا إيجابيا إلى حدّ كبير على الصعيد الوطني، إلى أن وافته المنيّة في أواخر العام 2007. لكنّ ما تبيّن بعد رحيل الشيخ عبدالله أن الإخوان المسلمين، كتنظيم وحزب منظّم ومنضبط، استطاعوا وراثته ووراثة حزبه ووضع يدهم عليه.

لم يخض الإخوان المسلمون الحروب مع الحوثيين الذين صاروا يعرفون الآن بـ”أنصار الله” بنيّة صافية. كانت الألوية والفرقة التابعة لهم في الجيش اليمني تتعمّد تفادي الحسم في أي موقع من المواقع. كان بحثهم الدائم عن كيفية الاستفادة من هذه الحروب لإضعاف علي عبدالله صالح.

كانوا يخزّنون السلاح في مناطق مختلفة من اليمن استعدادا لليوم الذي سينقضون فيه على الرجل الذي حكم اليمن من صيف العام 1978 إلى الثاني عشر من شباط/ فبراير 2012، عندما سلّم السلطة إلى نائب الرئيس عبدربّه منصور هادي. صار عبدربّه يومذاك رئيسا انتقاليا. مضت ست سنوات على يوم توليه السلطة. حصر الرئيس الانتقالي كلّ همّه طوال تلك السنوات، بدعم إخواني، في كيفية تصفية حسابات قديمة مع من كان رئيسه، بدل التصدي للحوثيين ولمن يقفون خلفهم ومعالجة الأسباب التي تحول دون حصول حسم عسكري على الأرض.

للمرّة الأولى، يبدر كلام أميركي واضح عن “الخطر الحوثي”. يربط هذا الكلام الحوثيين بـ”الحرس الثوري” الإيراني. بات هناك إدراك أميركي لأبعاد ما يدور في اليمن وتأثيره على الأمن الإقليمي. السؤال الآن، في ضوء الزيارة التي يقوم بها وليّ العهد السعودي، كيف ستكون ترجمة هذا الكلام؟

ربط محمّد بن سلمان عناصر التطرّف ببعضها البعض. ربط بين الإخوان المسلمين وما فعلوه في المجتمعات العربية، خصوصا في الداخل السعودي، بما قامت وما تزال تقوم به إيران منذ قيام “الجمهورية الإسلامية” التي أسّسها آية الله الخميني في العام 1979.

بات هناك إدراك أميركي لأبعاد ما يدور في اليمن وتأثيره على الأمن الإقليمي

عاجلا أم آجلا، لا بدّ من ظهور نتائج ما على الأرض. لا يمكن حصول مثل هذا التغيير الجذري في النظرة الأميركية للمنطقة من دون ترجمة لها. ليس منطقيا أن يظلّ التغيير الأميركي مجرّد كلام ونظريات. صحيح أن الوضع اليمني في غاية التعقيد، لكن الصحيح أيضا أنّ هناك قناعة بأنّ شيئا ما سيحدث. هذه الإدارة أكثر من جدّية في بلورة سياسة مختلفة تجاه إيران. يدل على ذلك القرار الذي اتخذه دونالد ترامب والقاضي باستبدال وزير الخارجية ركس تيلرسون.

لم يكن تيلرسون سوى من بقايا إدارة باراك أوباما في إدارة دونالد ترامب. اختزل أوباما كلّ مشاكل المنطقة وأزماتها بالملف النووي الإيراني. لا شكّ أن الشعب السوري كان من ضحايا تلك النظرة الأوبامية إلى الشرق الأوسط. كانت لدى الرئيس الأميركي السابق نظرة تنمّ عن قصور وجهل كبيرين في أمور المنطقة. شملت هذه النظرة ما كان يجري في اليمن الذي تحوّل، من وجهة نظره، إلى بلد من البلدان التي يجب تفادي إزعاج إيران فيها.

المهمّ الآن أنّ دونالد ترامب ذهب إلى أبعد ما يمكن تصورّه في بلورة سياسة جديدة تجاه إيران. كان أفضل تعبير عن ذلك رسالة الرئيس الأميركي إلى الإيرانيين في مناسبة “النوروز” وهو حلول السنة الجديدة في إيران. قال بالحرف الواحد إن “الحرس الثوري ليس سوى جيش معاد يقمع الشعب الإيراني ويسرق منه لتمويل الإرهاب في الخارج”.

مرّة أخرى، هل يبقى هذا الكلام كلاما، أم يتحوّل إلى أفعال، خصوصا بعد الجولة الأميركية لمحمّد بن سلمان؟ هل جعل وليّ العهد السعودي أميركا تكتشف ما يدور في اليمن فعلا؟

المصدر : جريدة العرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمّد بن سلمان وأميركا واليمن محمّد بن سلمان وأميركا واليمن



GMT 01:38 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

محمد بن راشد صانع أمل العرب

GMT 01:12 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

عالم الفيزياء هوكنغ انتصر للفلسطينيين

GMT 01:07 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

صوتى للرئيس السيسى .. لماذا؟

GMT 00:08 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

شارِك وقُل ما شئت

GMT 00:54 2018 الأحد ,25 آذار/ مارس

مشكلة اللبنانيين مع "حزب الله"

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 23:48 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

الفنان وليد فواز يتعاقد على فيلم " تصفية حساب"

GMT 17:13 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصد برونزية بطولة العالم في كمال الأجسام والفيزيك

GMT 07:27 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

مدير خدمات المياه في القصيم يناقش مشاريع المياه المنفذة

GMT 13:20 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

وزير البيئة المصري يعلن استمرار تحليل عينات حوت الاسكندرية

GMT 15:38 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عصام نوار يوضح سبب هروب المصارعين المصريين إلى الخارج

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الطريقة المُثلى لتصفيف الشعر بسهولة ومرونة

GMT 20:36 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوتيوب يطلق خدمة مدفوعة لبث الموسيقى العام المقبل

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كوسوفو مدينة جميلة اكتشفها أنت وعروسك خلال شهر العسل

GMT 13:31 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يواصل برنامجه العلاجي تحت إشراف "منتخب مصر"

GMT 03:09 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

قوة وازدواجية امرأة "كنزو" تتجسد في العطر الجديد

GMT 03:43 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك إلى معاني الألوان في عالم الديكور

GMT 23:26 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

الإصابة تمنع "الدوسري" من التمرين الأخير ضد "الفيحاء"

GMT 22:16 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كارول سماحة تحيي حفل رأس السنة فيالأردن برفقة جوزيف عطية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday