نحن والغرب والثورات
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

نحن والغرب والثورات...

نحن والغرب والثورات...

 الجزائر اليوم -

نحن والغرب والثورات

حازم صاغية

قبل ربع قرن بدأت مناشدة الغرب أن يتدخّل، دعماً لثورة أو منعاً لمأساة إنسانيّة، تصير جزءاً من المشهد السياسيّ العريض في العالم. ولم يتعفّف عن هذه المناشدة بعض الذين بنوا صيتهم ومواضيهم على مكافحة الغرب ونفوذه وتدخّلاته.

والحال أنّ معنى الثورات تغيّر في وجوه عدّة، منها الموقف من الغرب. فهي كانت، على مدى القرن العشرين، لا تستهدف إلاّ الغرب، أي الاستعمار والإمبرياليّة، وأعوان هذا الغرب. لكنْ منذ انتهاء الحرب الباردة راح هذا المعنى يُطرد من سوق التبادل. لا بل صار تدخّل العدوّ السابق عنصراً أساسيّاً في نجاح ثورة ما أو فشلها. فالغرب ذاك إنّما تغيّر معناه أيضاً، إذ اختفى الخوف من السوفيات والتنافس الضاري معهم على النفوذ، ممّا برّر للغربيّين الاحتفاء بعدد من المستبدّين وتعهّدهم. وفي المقابل زادت قدرة الغرب على التأثير، ليس فقط بسبب القوّة العسكريّة التي لم يعد ينافسها أحد، بل أيضاً بسبب التشابك الاقتصاديّ العالميّ الذي تنامى كثيراً، ومعه تعاظم دور «الصورة»، والغرب مصدر إنتاجها الأبرز. وإلى هذا وذاك ارتفعت جرعة التدخّل التي يمارسها الرأي العام الغربيّ في السياسة، بينما بدا أنّ «المصالح» صار ممكناً تأمينها من خلال الديموقراطيّة أكثر ممّا عبر الاستبداد وعشوائيّته في التعامل والتبادل.

قبل نهاية الحرب الباردة كان التمرين المبكر على هذه الحقيقة في 1979، حين تخلّت أميركا، في ظلّ جيمي كارتر وحماسته لـ «حقوق الإنسان»، عن شاه إيران. وتكرّر الأمر على شيء من الاختلاف في الفيليبين، عام 1986، عندما حلّت كورازن أكينو محلّ الديكتاتور فرديناند ماركوس. بعد ذاك كرّت السبحة: في أوروبا الوسطى والشرقيّة مع تداعي الاتّحاد السوفياتيّ، وفي أفريقيا الجنوبيّة حين اشتبك الغرب، اقتصاديّاً وقيميّاً، مع عنصريّتها، وفي أميركا اللاتينيّة، حين فقدت الديكتاتوريّات اليمينيّة كلّ قيمة نافعة كانت تملكها إبّان الحرب الباردة.

لقد جاءت الثورات والتغيّرات الكبرى كلّها إمّا متحالفة مع الغرب، توّاقةً إلى الأخذ بنموذجه، أو ساعية إلى التصالح معه. وبدورها، حافظت الثورة الإيرانيّة على فرادتها لأنّها، بالضبط، كانت ضدّ الغرب، حيث تكمن استثنائيّتها وهبوبها «ضدّ الطبيعة»، كما يكمن السبب الأبرز في أنّها لم تتكرّر. فالحركات الراديكاليّة الإسلاميّة التالية بدت كافية لإسقاط نظام، أو ضعضعة وضع، أو إخلال بخريطة، إلاّ أنّها لم تستطع أن تتحوّل إلى نظام.

وفي المعنى هذا يمكن النظر إلى المأساة الفلسطينيّة حيث حال الاستثناء الإسرائيليّ دون الدعم الغربيّ لـ «الثورة» الفلسطينيّة. وبسبب هذا الافتقار قد يجوز التأريخ لهذه الأخيرة، أقلّه منذ الانتفاضة الثانية، بوصفها مسلسلاً من الاستحالات والانسدادات والتعفّن.

لكنْ بعدما ذهب جورج دبليو بوش بعيداً في وجهته التدخّليّة في العراق، فلم يكتف بأن ينصر ثورة بل حلّ محلّها (وهي لم تكن مؤكّدة الحدوث أصلاً)، جاء باراك أوباما بوصفه التائب عن الثورات والأدوار التدخّليّة الكبرى. فإذا كان فلاديمير بوتين ينوي بعث الامبراطوريّة الروسيّة، فإنّ أوباما لا ينوي سوى تفكيك الإمبراطوريّة الأميركيّة. لقد مات نابوليون في الغرب.

والمأساة السوريّة تبقى الحصيلة الأبرز للتحوّل هذا، والذي انضافت إليه عوامل داخليّة كثيرة لتحوّله من افتقار لدعم الغرب إلى استحالة ثوريّة.

وأمر كهذا يطرح أسئلة كبيرة وخطيرة على النفس وعلى الغرب في آن!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن والغرب والثورات نحن والغرب والثورات



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 10:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الاتحاد تتفاعل مع تغريدة كارلوس فيلانويفا

GMT 10:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

الحكم السعودي محمد السماعيل الأول آسيويًا

GMT 20:20 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الباطن يتجاوز عقبة الفيصلي بثنائية نظيفة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة أحد تصرف النظر عن التعاقد مع البرازيلي أليكس ليما

GMT 01:30 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن معلومات جديدة في قضية "جثة أبها"

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

بليك ليفلي أنيقة خلال عرض أزيار "ديور" في باريس

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria