السنّية السياسية والشيعية السياسية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

السنّية السياسية والشيعية السياسية

السنّية السياسية والشيعية السياسية

 الجزائر اليوم -

السنّية السياسية والشيعية السياسية

حازم صاغية

لناقد سني، أو سني الهوى، من منطقة المشرق العربي، أن يلاحظ كيف أن الشيعة يحكمون العراق منذ 2003، وخصوصاً منذ انتخابات 2005، وكيف أن العلويين يحكمون سورية منذ 1963، وخصوصاً منذ 1970، وكيف أن «حزب الله» الشيعي يمسك بمقابض السلطة الفعلية في لبنان منذ 2005، بعدما كُيفت السياسة والاجتماع اللبنانيان منذ أواخر الثمانينات على النحو الذي يلائمه ويلبي مصالحه.
وواقع كهذا، ما دامت الجماعات الوطنية طوائفَ، ظلمٌ محض نازل بالسنّة الذين هم أكثرية عددية في سورية وأقلية كبيرة في العراق وثلث اللبنانيين.
ولناقد شيعي، أو شيعي الهوى، من منطقة المشرق العربي، أن يلاحظ كيف أن السنة حكموا العراق وسورية منذ نشأة الكيانين في شكلهما الراهن في النصف الأول من القرن الماضي، وكيف أنهم مثلوا جميع المسلمين في لبنان ونابوا عنهم، وبصفتهم هذه كانوا شركاء الموارنة والمسيحيين في حكم البلد وتسييره.
وأيضاً ما دامت الجماعات الوطنية طوائف، فواقع كهذا ظلمٌ محض نزل بالشيعة الذين ظلوا في البلدان الثلاثة على هوامش القرار السياسي، والأقل إفادة من التحولات الاقتصادية، علماً بأنهم أكثرية العراقيين وثلث اللبنانيين فيما يُعد علويو سورية أقلية معتبرة فيها.
سرديّتا المظلومية هاتان فيهما كثير من التعميم الذي يكتّل الطوائف وحداتٍ صلدة، كما تحتملان بعض الطعن والتشكيك الجزئيين هنا وهناك، إلا أنهما في المجمل صحيحتان، وهذا ما يوفر نموذجاً آخر عن احتمال أن يتجاور تناحُر حقين وكونهما في الوقت عينه حقين. لكن النقد الشيعي إذ يركز على الماضي الظالم لا يعد الحاضر بغير الرد الانتقامي، فيما النقد السنّي إذ يركز على الحاضر الظالم فإنه نادراً ما يفتح كوة غير انتقامية للمستقبل. ويواكب هذا التمركز الذاتي لكل من الطرفين حول حقه تغافل النقد السني عن نقد الأنظمة والأوضاع التي أقامها، والتي جاء انهيارها لصالح أنظمة وأوضاع شيعية برهاناً على فشلها. وبدوره، يتغافل النقد الشيعي عن الأنظمة والأوضاع التي يقيمها راهناً، والتي تجيء الردود السنية عليها في سورية والعراق، ولكنْ أيضاً في لبنان، برهاناً على فشلها.
وهذا ليس للدعوة إلى توفيق «أخوي» بين السرديتين، على ما هو معهود في جاري الثقافة السياسية العربية، خصوصاً أن توفيقاً كهذا بين عصبيات متناحرة مستحيل في الواقع، كما في الأفكار والتصورات. إنه في المقابل بمثابة دعوة إلى الصعود فوق السرديتين وفوق اندفاعهما الغريزي إلى قياس الحق بمقياس الطوائف، ومن ثم رفض الإشكال الأساس الذي بنيت عليه السرديتان، سيما وقد تكشفت عملياً النتائج الكارثية لحكم السنة الشيعةَ أولحكم الشيعة السنةَ.
فهل نصل إلى يوم يدور فيه إشكالنا الأساس على إقامة مجتمعات سياسية لا يحكم فيها السنةُ الشيعةَ ولا الشيعةُ السنةَ، بل يتقدم الجميع من الشأن العام بوصفهم مواطنين أفراداً؟ وهل يتسنى الإقلاع لمثل هذا الافتراض في ظل الأشكال الراهنة للاجتماع السياسي والوطني، أي الدول في حدودها القائمة بوصفها الحاضن والمحفز على النزاع الأهلي؟
ما من شك في أنه افتراض يبدو اليوم خيالياً أو وعظياً، لكنه -مع هذا- الفرصة الأخيرة لإبقاء العراق وسورية، وربما لبنان، على قيد الحياة، وهي حياة باتت صعبة جداً، بحيث بات التعويل على الخيال مدخل الرهان، الذي ربما بات الرهان الأوحد على استمرارها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنّية السياسية والشيعية السياسية السنّية السياسية والشيعية السياسية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 05:53 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات وأسعار سيارة ALPINE A110 الرياضية

GMT 02:30 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

غزو لجميلات العرب في الدراما المصرية لسباق رمضان 2018

GMT 18:58 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

أبرز مواجهات دور الـ 16 من بطولة كأس آسيا

GMT 21:35 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جوجل تعلن إيقاف خدمات Google Allo

GMT 05:27 2016 الجمعة ,10 حزيران / يونيو

اختفاء برامج رمضان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria