لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم؟

 الجزائر اليوم -

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

لم يكونوا قلة أولئك الذين قارنوا بين تعامل الغضب الإسلامي مع فرنسا وتعامله مع الصين وميانمار والهند. في فرنسا، تأدى عن عرض رسوم كاريكاتورية مسلسل إجرام مرفق، في بعض العالم الإسلامي، بتظاهرات احتجاج ودعوات إلى مقاطعة السلع. في الصين وميانمار والهند، يتوزع نظام العقوبات بين معسكرات وسجون وقوانين وأعمال قتل تستهدف المسلمين حصراً. لكن الغضب بقي منخفضاً والتعبير عنه يبقى أشد انخفاضا.
بالتأكيد هناك دور الدول والحكومات التي تحرك هنا ولا تحرك هناك تبعاً لمصالحها ومصالح قادتها. حكومة تركيا هي اليوم الأكثر اتباعاً لهذه السياسة. وربما كان في الأمر أيضاً ما يوصف بحساسية العلاقة الإسلامية – الأوروبية، وهي موضوع معقد ومتشعب ومديد لا يوجد ما يماثله كثافة في علاقة العرب والمسلمين مع الصين والهند وميانمار.
لكن ثمة مسألة أخرى أهم في أغلب الظن. فمنذ إحراق رواية سلمان رشدي «آيات شيطانية» في بريطانيا عام 1989. لم تظهر حركات اعتراضية كبرى، ناهيك عن أعمال عنف، حيال معاملة عنصرية يتعرض لها مسلمون أفراد أو جماعات. لم تظهر مواقف جماهيرية واسعة وحادة حيال تشريعات يمكن أن يتضرر منها مسلمون. الأعمال التي من هذا النوع اقتصرت على كتب ورسومات ومقالات قيل إنها تستهدف الإسلام كدين وعقيدة... إرهابيو 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الذي شكل ذروة الالتحام الحربي بـ«الغرب»، تذرعوا بوجود جنود أميركيين فوق أراضٍ مسلمة، وبمعاناة قالوا إن شعوباً مسلمة تعانيها على أيدي أعداء أبديين، «صليبيين» و«يهود». لكنهم لم يطرحوا مرة أحوال المسلمين الأفراد في مجتمعات مستقرة. لم يملكوا أي خطة سياسية وأي مطلب اقتصادي لصالح أولئك المسلمين. هذا غير وارد أصلاً في تنظيم كـ«القاعدة» ليس الفرد ولا الاستقرار ولا السياسة ولا الاقتصاد من قاموسه. لقد تحول 11 سبتمبر إلى محطة كبرى فيما اعتبر حروب ثقافات وحضارات وهويات، وفي عولمة تلك الحروب.
بمعنى آخر، في ردود الفعل الإسلامية على الغربيين، وعلى فرنسا خصوصاً، طغى المفهوم أو المعتقد أو القضية طغياناً كاملاً على الإنسان أو الجماعة. الإسلام، وفق تأويلهم له، هو الموضوع الأوحد. المسلم ليس موضوعاً على الإطلاق. إسلامهم لا مكان فيه للمسلمين.
شيء كهذا نلقاه في التعامل مع القضية الفلسطينية ومع الإنسان الفلسطيني حيث القضية وحدها مقدسة ووحدها تثير الغضب الجماعي. أبلغ رموز هذه النظرة المسجدُ الأقصى والإصرار اللفظي على الصلاة فيه. حتى ملاحدة القضية تعصف بهم، بين حين وآخر، رغبة الصلاة تحديداً في الأقصى. أما الفلسطيني وكيفية معاملته، في هذا البلد أو ذاك، فليسا مهمين. هكذا مثلاً يغدو نظام كالنظام السوري قابلاً للمديح والتبجيل بسبب موقفه المعلن من القضية. موقفه من الإنسان الفلسطيني، الذي أوغل في قتله واضطهاده، لا يُحسب له حساب.
في ذلك كله نواجه، مرة بعد مرة، ثقافة سياسية متمركزة حول القضية والمفهوم، لا حول الإنسان. تنتفخ القضية ويضمر الإنسان. هذا، بين أمور أخرى، يُضعف الأدوات التي من طريق استخدامها يصار إلى تحسين وضع المسلمين في مجتمعات غربية وديمقراطية. هكذا يقل إعدادهم للعيش فيها عبر إجراءات وسلوكيات مختلفة كرفع نسبة إقبالهم على الانتخابات مثلاً، وما يستتبع ذلك من عقد تحالفات سياسية تؤثر في توازنات القوى وفي التشريع وصنع القرار. وطبعاً لا يقال إلا النزر اليسير مما يتعلق باعتبارات نفعية تطال الهجرة والإقامة والعمل... كل ذلك يقع خارج الاهتمام. إنه هم لا أحدٍ تقريباً.
على هذا النحو تتزايد المسافة بين الفرد المسلم ومجتمعه الأوروبي بينما يغيب الاهتمام بتقصير تلك المسافة. وفي نهاية المطاف، وفي موازاة تفشي الجريمة دفاعاً عن القضية، يتقدم إلى الواجهة سياسيون شعبويون وعنصريون كمارين لوبن، وتحل الطامة الكبرى على المسلمين الأوروبيين... في هذه الغضون نكون قد تحدينا وقاومنا «أعداء الإسلام» وانتصرنا للقضية!
تجد هذه الوجهة نسغاً مُغذياً في نتاج ثقافي شائع لدينا، يركز على «التمثيل» و«تمثيل صورتنا» وكيفية «تغطية الإسلام» في الإعلام الغربي، أو يؤكد على القطيعة الضرورية التي ينبغي أن نقيمها مع التقنية الغربية ومع الاستشراق الغربي، وربما غداً مع الدواء الغربي أيضاً. وفي هذه المعارك الزائفة نحقق «انتصارات» تشبه «الانتصارات الإلهية» التي نحققها في مواجهاتنا العسكرية. ولا ينقص، والحال هذه، إلا «الحرب على الإرهاب» ورُهاب الإسلام اللذان يعاملان المسلمين كلهم كأنهم فرد كي يجعلا المسلم الفرد أقرب إلى مهمة مستحيلة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم لكنْ ماذا عن المسلمين أنفسهم



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria