طموحي الشخصي عاطل بالوراثة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

طموحي الشخصي: عاطل بالوراثة

طموحي الشخصي: عاطل بالوراثة

 الجزائر اليوم -

طموحي الشخصي عاطل بالوراثة

جهاد الخازن

عندما كنت صغيراً سمعت أن طريقي إلى الثراء أن أدرس الطب أو الهندسة، وكبرت ودخلت الجامعة وأدركت أن العلوم من نوع الرياضيات والفيزياء والكيمياء على عداء معي. وقررت أن طريقي إلى الثراء أن أصبح «عاطلاً بالوراثة».

كانت هناك ورثة، إلا أنها كانت محدودة بمقياس العصر، ونسيت الموضوع وعملت العمر كله منذ كنت طالباً في الجامعة ولم أتوقف عن العمل يوماً واحداً. الموضوع عاد إليّ أخيراً وأنا أقرأ مجلة «تاتلر»، عدد آب (أغسطس)، فقد وجدت فيها تحقيقاً عنوانه «نادي الورثة الشباب» عن قصور وقلاع محاطة بألوف الفدادين ورثها ابن أو بنت مع لقب لورد أو دوق أو كونتيسة وما إلى ذلك. الموضوع كان عن خارج لندن، ولكن في وسط العاصمة هناك مناطق بكاملها توارثها أبناء الأرستقراطية البريطانية، وفي حين أن هذه الأراضي كانت قبل مئة سنة أو مئتين لا قيمة كبيرة لها، فهي الآن تباع بالقدم المربع لا المتر أو اليارد، وأسعارها بالبلايين.

كم تمنيت أن أكون عاطلاً بالوراثة وأنا أقرأ التحقيق وأجد فيه شباباً وشابات حققوا أمنية عمري. طبعاً العمل مهم ويجب أن نعمل، لكن الراحة أجمل، فأطلب من القارئ أن يقارن بين رجل يعمل مدير فرع لبنك دولي، مكتبه له نافذة صغيرة، وبين رجل آخر في إجازة دائمة، وقد يحضر كرنفال ريو دي جانيرو كما فعلت أنا... مرتين. أفضل من هذا وذاك مدير بنك باركليز أنطوني جنكنز الذي طُرِدَ من عمله فأعطي تعويضاً بلغ 28 مليون جنيه.

وارث الثروة يقضي العمر وهو في خوف من أن يخسر ثروته. في المقابل هناك فوائد، فالثري إذا سكت يُعتبَر حكيماً وإذا تحدث يُثبت حكمته، وإذا روى نكتة فهي مضحكة حتماً، وهو يستحق الثروة فهذا قدره، أما محدَث النعمة فشخص آخر بالتأكيد.

الشاعر العربي القديم عروة بن الورد أدرك أهمية المال وقال:

ذريني للغنى أسعى فإني/ رأيت الناس شرهم الفقير

وأبغضهم وأهونهم عليهم/ وإن أمسى له حسب وخير

ويقصيه النديّ وتزدريه/ حليلته وينهره الصغير

وتلقى ذا الغنى وله جلال/ يكاد فؤاد صاحبه يطير

قليل ذنبه والذنب جم/ ولكن للغنى رب غفور

 

ومثل ذلك زجل لبناني حديث هو:

محبوبتي في السما/ ما لي الوصول إليها

خشخشت لها بالذهب/ نزلت على رجليها

 

وبالمعنى نفسه شعاري في الحياة وهو: صحة ولا تحتاج الناس. ولعل القارئ يلاحظ أن الجزء الثاني من الشعار يعني أن يملك الإنسان من المال ما يكفي حتى لا يضطر إلى الطلب من الآخرين.

وهذا المعنى موجود في كل لغة، والسياسي الأميركي روبرت أنغرسول سأل سنة 1869: هل يملك الغني ممتلكاته أو هي تملكه؟ أما المؤلف والناقد البريطاني سيريل كونلي، ففي مذكراته 1928 - 1937، تحرير د. برايس جونز، يقول: ثمة شيئان يستحقان أن يملكهما الإنسان المال الذي لم تتعذب في جمعه شخصياً واللامسؤولية. أقول أنه إذا كان الإنسان ثرياً فهو يستطيع أن يكون غير مسؤول أيضاً.

وأسمع أن المال لا يأتي بالسعادة. أقول ربما، ثم أسأل: هل الفقر يأتي بالسعادة؟ إذا كان الإنسان اختار أن يعيش العمر بائساً أليس أفضل أن يرافق البؤسَ ثراء بدل الفقر؟ وإذا فاتت السعادة هذا وذاك، فهما يثبتان صدق المَثل: إتلمْ المتعوس على خايب الرجا.

كان هناك الذي قال أنه فقير لأن أمه خدعته. وعندما سُئِل كيف كان ذلك قال أنها بقيت تقول له أن الصدق أفضل سياسة، وأن المال ليس كل شيء حتى صدّقها. وكبِر وأدرك، بعد فوات الأوان، أنها كانت مخطئة في هذا وذاك وآراء كثيرة أخرى.

أخيراً، أشعر مثل الخبير الاقتصادي الذي لا يملك شيئاً ثم يحاول أن يعلم بيل غيتس كيف يستثمر فلوسه. أشعر هذا وأنا أنصح القارئ إذا أعطى أحداً من أولاده قرضاً لشراء شقة أو غير ذلك ألا يتوقع فائدة على القرض، بل ألا يتوقع أن يرى فلوسه مرة أخرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طموحي الشخصي عاطل بالوراثة طموحي الشخصي عاطل بالوراثة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 07:47 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:03 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

النادي الأهلي ينظم بطولتي إفريقيا للطائرة رجال وسيدات
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria