عندما يختفي الداخل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عندما يختفي الداخل

عندما يختفي الداخل

 الجزائر اليوم -

عندما يختفي الداخل

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

ربما كانَ اختفاءُ الخارج هو الفكرةَ المعهودة في زمن العولمة، انكماش في الزمان أعطى إحساساً بقرب المكان فخلق حالة القرية الكونية، كانَ العالم كإطار السَّيارة في نسخته القديمة الذي يحوي أنبوبة داخلية تملأ بالهواء وإطاراً خارجياً خشناً يتحمل أعباء الطريق، ثم ظهرت فكرة الإطار المفرغ الذي لا يحتاج إلى أنبوبة داخلية، فأصبح الكل داخلياً وخارجياً في آن. اختفى الداخل، وكذلك تغيَّرت فكرة الخارج، فبدلاً من السفر إلى الخارج جاء الخارج إلينا. إلى هنا والأمر يكاد يكون واضحاً ومفهوماً، ولكنني هنا أطرح فكرة اختفاء الداخل بشكل مختلف.
اليوم نرى العالم من خلال نوافذ يطل بها الناس على بعضهم بعضاً من خلال الشاشات المختلفة التي تحمل إلينا عالماً افتراضياً، كله خارج فقط ومفرغ من الداخل، لا نعرف شيئاً عمن يحدثنا إلا ما هو معروض على الخلفية الخضراء التي تظهر عليها خلفيات افتراضية، ليس بداخلها شيء.
هذا الواقع الافتراضي الجديد والشبابيك المطلة على كل شيء وليس خلفها أي شيء، ومن دون دواخل لها تبعات على المجتمعات والدول والأفراد، إذن لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع إلا عندما ينزل هؤلاء من الشبابيك والتواصل على أرض الواقع، وبناء مجتمعاتهم على أساس قيم تعمل على الأرض وليس على الشاشات الزرقاء.
إذا كانت السياسة والاجتماع في الأصل تنطلق من المحلية، فلا يمكن بناء مجتمعات تعتمد على شبابيك تطل على خارج متخيل ومن دون داخل حقيقي يتفاعل فيه الناس على الأرض، معبرين عن آمالهم وآلامهم والبحث عن حلول لمشكلات حقيقية لا مشكلات العالم الافتراضى المتخيل.
ظاهرة الشبابيك المطلة على شوارع الوهم الخارجي تكاد تجتاح منطقتنا العربية وتفترس ما تبقى من قيم.
ظاهرة موت الداخل في الغرب، جاءت في مجتمعات تدرَّجت في الانتقال من عالم الشفاهة لتمكث أكثر من ثلاثة أو أربعة قرون في عالم الكتابة، ثم قرن ونصف القرن في عالم الطباعة، ونصف قرن أو أقل قليلاً في عالم السوفت وير والشاشات، وتراكمت خبرات كثيرة نتيجة لهذا التدرج في رؤية الخارج وعلاقته بالداخل.
أما عندنا، فقبل أن نتمكن من الطباعة على ما كان يسمى الآلة الكاتبة، عاد بنا الترانزستور والتلفزيون إلى العالم الشفوي مرة أخرى، أي تضاعف عالم الشفاهة الذي هربنا منه قليلاً من خلال الطباعة والكتابة، ولم نبقَ كثيراً في هذا العالم حتى هجمت علينا الشبابيك الافتراضية بحدود الإطلال منها في 140 حرفاً في «تويتر» أو صورة في «إنستغرام» أو بوست في «فيسبوك»، شبابيك أخذتنا إلى خليط من الشفاهة والكتابة التي لم نتمكن من إتقان أي منهما.
تركنا الداخل وفرغناه تماماً من مضمونه من أجل خارج افتراضي ظنناه يمثل مجتمعاتنا.
مجتمعاتنا ليست هي فراغ الشبابيك وما تطل عليه من وهم، مجتمعاتنا في معظمها وباستثناءات قليلة يعيش الناس فيها تحت خط الفقر العالمي، ونسبة التعليم الجيد فيها تكاد تكون في ذيل قائمة دول العالم وكذلك جامعاتنا، ومع ذلك يصرُّ كثير منا على أننا لسنا أقل تقدماً من أميركا، ومن حقنا أن ننتقد ما حدث من تزوير في انتخاباتها الرئاسية، وذلك لأننا فقط نطل من الشبابيك الافتراضية على الخارج غير معترفين بالداخل الذي اختفى أو أخفيناه، لأنه ليس به من علامات تسمح بنا بنقد الديمقراطيات العريقة.
إن أزمة اختفاء الداخل التي نعاني منها تحتاج إلى نقاش طويل لأنَّنا لسنا طرفاً في معادلة الخارج الوهمي الذي نعيشه.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يختفي الداخل عندما يختفي الداخل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria