يتحدثون عن الحرب ولا أحد يريد الحرب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

يتحدثون عن الحرب ولا أحد يريد الحرب

يتحدثون عن الحرب ولا أحد يريد الحرب

 الجزائر اليوم -

يتحدثون عن الحرب ولا أحد يريد الحرب

بقلم _ هدى الحسيني

قبل شهرين نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن البنتاغون أطلع الرئيس دونالد ترمب على خطة، لا تدعو إلى غز=ران بل تتوخى إرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى المنطقة إذا تصاعدت الأزمة بمهاجمة إيران للقوات الأميركية، أو ضاعفت العمل على قدراتها النووية.

يفكر البنتاغون في حملة تعتمد على الطائرات والصواريخ. لكن الطرفين الرئيسيين في هذه الأزمة لا يريدان الحرب، كما بقية الدول في المنطقة، إضافة إلى أوروبا والصين وروسيا.

لحماية مصالحها الإقليمية تركز استراتيجية إيران العسكرية على الردع، وإذا لزم الأمر فمواجهة التدخل الأميركي من خلال منعه من الوصول إلى الخليج. إن أساس التخطيط الاستراتيجي لإيران هو أنها تقبل الدونية اللاحقة بها مقارنة بالقوة العسكرية للولايات المتحدة. ووفقاً لقاعدة «بيانات النفقات العسكرية» أنفقت إيران نحو 13 مليار دولار على الدفاع عام 2018، بينما أنفقت الولايات المتحدة 649 مليار دولار... التباين هائل.

يلفتني محدثي إلى عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار. أولا للولايات المتحدة قواعد عسكرية في الخليج، لا سيما في البحرين وقطر. هناك الأسطول الخامس وقاعدة «العديد» الجوية الضخمة، إضافة إلى وجود 10 آلاف جندي أميركي، ثم إنها المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن الشرق الأوسط، هذا لا ينفي أن إيران تتمتع بمزايا هي الأخرى، فإنها دولة شاسعة ذات تضاريس وعرة مع عدد سكان يصل إلى 80 مليون نسمة. هذا يعني أن أي غزو بري لإيران سيكون معقداً ويستهلك كثيراً من الموارد. يتيح الموقع الجغرافي لإيران سهولة حظر أو تعطيل حركة المرور التجارية والعسكرية عبر مضيق هرمز، ويمكنها القيام بذلك بثمن بخس باستخدام الألغام أو الطائرات من دون طيار أو الصواريخ، والغواصات الصغيرة.
مع التوتر المستجد يشير مسؤولو البنتاغون إلى صراع محدود وقع سابقاً مع إيران: حرب الناقلات في أواخر الثمانينات. يشرح لي محدثي الخبير العسكري أنه كقياس تاريخي مناسب لفهم الوضع الحالي والمخاطر المصاحبة له، هناك أوجه تشابه سطحية بين وضع اليوم وحرب الناقلات الأميركية - الإيرانية من يوليو (تموز) 1987 حتى يوليو 1988. ويضيف: كما الحال اليوم لم تتمكن إيران من تصدير نفطها فسعت لرفع تكاليف خصومها من خلال مهاجمة مصالحهم. يومها لدعم حلفائها من العرب أرسلت واشنطن قوات بحرية إضافية لحماية ناقلات النفط وغيرها من الشحنات في الخليج العربي والمياه القريبة من هجمات السفن العسكرية الإيرانية والقوارب الصغيرة والألغام والصواريخ المضادة للسفن. حاولت الوحدات البحرية الإيرانية تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأميركية المتفوقة عسكرياً، واعتمدت في البداية على القيام بهجمات يمكن إنكارها ضد السفن التي تحرسها أميركا. ولم تستطع الهجمات الأميركية العقابية ردع الإيرانيين حتى أوائل عام 1988. وعلى غرار ما يحدث اليوم، فإن إصرار إيران يثبت أن المخاطر التي تواجهها كانت أعلى بكثير من المخاطر التي تواجهها أميركا في المواجهة.

يقول محدثي، يجب التذكير بنتائج حرب الناقلات تلك، فبعدما كاد لغم إيراني يغرق الفرقاطة الأميركية «صمويل بي. روبرتس» في منتصف أبريل (نيسان) 1988، شنت البحرية الأميركية عملية ضخمة أغرقت كثيراً من زوارق «الحرس الثوري» السريعة وسفن حربية تابعة للبحرية الإيرانية، بعدها أصبح «الحرس الثوري» أكثر حذراً، لكن لم يتوقف عن مهاجمة السفن التجارية. بعد شهرين ونصف الشهر في الثالث من يوليو وخلال اشتباك مع زوارق «الحرس الثوري» السريعة، أخطأت حاملة الطائرات «يو إس إس فنسن» بطائرة مدنية «إيران إير 655» وظنتها مقاتلة إيرانية فأسقطتها، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقمها البالغ عددهم 290. بعد أسبوعين من ذلك وافقت طهران على وقف إطلاق النار في الحرب العراقية - الإيرانية، التي أنهت هجمات السفن.

يقول: انتهت حرب الناقلات ليس بسبب العمليات الجوية والبحرية الأميركية، إذ بينما كانت طهران مستمرة في شن هجماتها على السفن، كانت تعاني من قصف سابق عندما أطلق العراق 140 صاروخاً باليستياً مما تسبب في فرار الملايين من مواطنيها من المدينة. وبين أبريل ويوليو تفككت القوات البرية الإيرانية بسبب هجمات عسكرية عراقية بأسلحة وإمدادات قدمها الاتحاد السوفياتي والغرب، إضافة إلى دعم خليجي. ومع تزايد الخسائر وانهيار الاقتصاد والمعنويات الإيرانية وافق آنذاك الخميني على «تجرع كأس السم» وقبول وقف إطلاق النار.

إن الاختلافات بين الوضع اليوم وأواخر الثمانينات صارخة؛ فبينما تعاني إيران من عقوبات أميركية تكاد تصبح دولية، فإنها ليست في حالة حرب مع خصم إقليمي قوي، ولا تواجه قوات برية معادية كبيرة على حدودها البرية، وجيشها سليم ولم يُجرب بعد، وهي تمتلك صواريخ وأنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، ولديها «وكلاء» متمركزون في جميع أنحاء المنطقة دربتهم على مهاجمة مصالح حلفاء أميركا.

علاوة على ذلك، يخاف النظام الإيراني، من أن تمثل الضغوط الأميركية تهديداً وجودياً، ففرض الرعب على أصوات كانت تدعو للتسوية طوال العام الماضي، في هذه الأثناء فإن الشعب الإيراني الذي يكره حكامه الثيوقراطيين مستاء من قوة خارجية تلحق الأذى به. لكن إذا ظل النظام الإيراني مصراً على الاستفزازات حتى تقع الحرب فهناك الكثير الذي سيخسره. إذ ليس لديه راعٍ كبير لمساعدته على الانتعاش والمثابرة، كما فعلت إيران مع «حزب الله» خلال حربه ضد إسرائيل عام 2006. أيضاً في ذلك الوقت لم يكن أي من الطرفين يريد حرباً، إذ بناء على عمليات احتجاز رهائن إسرائيليين في السابق لمبادلة سجناء بهم في إسرائيل، لم يتوقع «حزب الله» ذلك الرد الإسرائيلي القوي عندما نصب كميناً لدورية إسرائيلية في 12 يوليو، وقال بعدها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله: «لو كنت أعرف»! واليوم فإن أي حملة جوية أميركية ستكون عقاباً صارخاً وتشكل ضغطاً كبيراً على النظام. ومع هذا يقول محدثي: من غير الواضح أن الظروف ملائمة لمثل هذه الحملة.

إذا ظلت إيران تدفع لوقوع حرب، فستكون مضطرة إلى الاعتماد على صناعة الدفاع المحلية، لكن جودة المعدات المنتجة محلياً غالباً ما يكون مشكوكاً فيها، ثم إن إيران تفتقر إلى السفن العسكرية الكبيرة الكافية لتحدي القوات البحرية الأميركية، ودفاعاتها الجوية في حالة سيئة بشكل عام. والأهم من ذلك أن استراتيجية إيران تهدف أساساً إلى الردع بمعنى أنها تحاول رفع تكاليف أي تدخل أميركي، ولثني الولايات المتحدة عن الهجوم، فإذا بالرئيس ترمب يمنع عنها وسيلة ردع الحد الأقصى، أي الحصول على سلاح نووي بعد سنوات.

الأهم من ذلك أن استراتيجية إيران أولاً وأخيراً سيكولوجية، لأنها تستهدف صناع القرار في واشنطن لإقناعهم بأن أي عمل عسكري ضدها سيكون مكلفاً للغاية. لكن إذا أصرت إيران على حرب، فإن الولايات المتحدة ستنتصر على الرغم من كل الصعوبات الكبيرة، فهي لا يهمها سيناريو ما بعد الحرب الذي لا يمكن التنبؤ به وتصعب إدارته، كما أوضح التاريخ الحديث في أفغانستان والعراق. يقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه انتصر، لكن أين هي سوريا اليوم؟ ويردد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني القول الشائع: إذا بدأت الحرب فلا أحد يعرف كيف تنتهي. كلنا يعرف ذلك وعلى إيران أن تعرف، لأنه بعد الحرب هناك «كأس السم» أو «لو كنت أعرف»!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يتحدثون عن الحرب ولا أحد يريد الحرب يتحدثون عن الحرب ولا أحد يريد الحرب



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:11 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 14:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 15:04 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 15:22 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان يرأس جلسة مجلس الوزراء في اليمامة

GMT 11:05 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

وفاة والد لاعب الكرة المصري أكرم توفيق

GMT 10:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قمة مرتقبة بين أهلي سداب والسيب في الدوري العماني لليد

GMT 04:47 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غنوة تُؤكّد أنّها على قيد الحياة وليست أختًا لـ"أنغام"

GMT 00:33 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار عملات الدول العربية مقابل الدولار الأميركي الجمعة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

كيف تساعدين طفلك على تكوين الأصدقاء؟

GMT 03:50 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

GMT 05:42 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

وفاة نجل الملكة ناريمان عن عمر يناهز 57 عامًا

GMT 19:44 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولا

GMT 23:19 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

لهذه الأسباب أدعم الدكتور طارق شوقي

GMT 00:33 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

نظرات ساحرة مع خطوات آيلاينر للعيون المبطنة

GMT 18:13 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير تميم بن حمد آل ثاني يلتقي عمدة الحي المالي في لندن

GMT 20:24 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل الدينار الليبي الاربعاء

GMT 18:23 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

عصير البطاطا الحل الأمثل لقرحة المعدة

GMT 14:33 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

قيمة تيسلا السوقية أصبحت أغلى من مرسيدس وبي إم دبليو

GMT 00:08 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تنهار من البكاء في أول ظهور لها بعد عودتها للفن

GMT 20:30 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"Rose Kabuki" من "Christian Dior" عطرٌ رقيق يعزّز ذكرياتك

GMT 07:43 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أزمة في الأهلي المصري بسبب حراس مرمى القائمة الأفريقية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria