إثيوبيا و«الأرز بالصوانى»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إثيوبيا و«الأرز بالصوانى»!!

إثيوبيا و«الأرز بالصوانى»!!

 الجزائر اليوم -

إثيوبيا و«الأرز بالصوانى»

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

يوم الأربعاء الماضى نشرت الجريدة الرسمية قرار وزير الرى والموارد المائية د. محمد عبدالعاطى، والذى يحدد مساحة الأرض المزروعة بالأرز بـ٧٢٤٢٠٠ فدان، وفى ٩ محافظات فقط بالوجه البحرى، وحظر زراعته بـ ١٨ محافظة.
قرار الوزير أشار إلى زراعة ٢٠٠ ألف فدان بسلالات الأرز الموفرة للمياه، وزراعة ١٥٠ ألف فدان أخرى على المياه ذات الملوحة المرتفعة نسبيا.
هذا القرار ليس جديدا أو مفاجئا، وهو يصدر تقريبا بنفس الصيغة منذ سنوات، لكن البعض اهتم به أكثر هذه الأيام بسبب تعثر مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا.
الحكومة تقول إنه قرار سيادى للمصلحة العامة، والمزارعون يرونه صادما، خصوصا الصغار منهم، فالمحصول يعتبر استراتيجيا بالنسبة لهم، لأنه مصدر جيد للدخل النقدى، ويوفر لهم جزءا أساسيا من غذائهم، ، وترد الحكومة بأنه لا يمكن التهاون فى هذه القضية، ومن يخالفها معرض لتوقيع غرامتين الأولى لمخالفة القانون، وثانية مقابل قيمة الاستغلال للمياه الزائدة عن المقررة لزراعة الأرز، إضافة إلى الحبس الذى صار عقوبة وجوبية.
مصر تحصل على ٥٥.٥ مليار متر مكعب حصتها من مياه النيل، منذ كان عدد سكانها أقل من عشرين مليون، وهى نفس الكمية بعد أن زاد عدد سكانها على مائة مليون نسمة، بل إن هذه الكمية مهددة بالنقصان فى ظل الرفض الإثيوبى لإبرام اتفاق قانونى وملزم لملء وتشغيل سد النهضة.
فى عام ١٩٤٧ كان نصيب المواطن المصرى من المياه هو ٢٥٢٦ مترا مكعبا، لكن ومع زيادة عدد السكان وثبات حصة مصر من المياه، فإن حصة الفرد تقل الآن لحوالى ٦٠٠ متر مكعب، والاحتمال أن تنخفض إلى ٥٠٠ متر مكعب أو أقل عام ٢٠٢٥، وهى المرحلة التى تصفها الأمم المتحدة بمرحلة الأزمة.
وحتى إذا تم التوصل لاتفاق، مع إثيوبيا، فقد صار ضروريا أن تبدأ مصر بالتعامل مع المياه بصورة مختلفة تماما من أول طريقة استخدام «الحنفية»، نهاية بنظم الرى وتحلية المياه.
إحدى الطرق فى هذه الاستراتيجية هو تقليل زراعة المحاصيل التى تستهلك كميات ضخمة من المياه، ويقول الفلاحون إن تقليل المساحة ليس حلا، وعلى الحكومة أن توفر بدائل أخرى للفلاحين مثل تطوير زراعة الأرز بالتكثيف عن طريق الشتلات بدلا من البذور، واتباع نظم حديثة فى الزراعة تقلل استهلاك المياه.
وكيل وزارة الرى بمحافظة الدقهلية سعد موسى قال فى ١٢ مايو ٢٠١٨ إن فدان الأرز الواحد يحتاج لحوالى ٦٥٠٠ متر مكعب من المياه، وبعض الفلاحين يقولون إنه يستهلك خمسة آلاف متر فقط.
وفى ٢٨ إبريل عام ٢٠١٨ قال الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الرى إن المياه التى يستهلكها فدان أرز واحد يمكن أن تزرع ٤ أفدنة ذرة.
يومها كان الوزير يزور محافظة الدقهلية لتفقد مشروعات بالمحافظة، ومنها مشروع حقل إرشادى لزراعة شتلات الأرز بطريقة الصوانى بقرية الدنابيق بمركز المنصورة. هذه الطريقة توفر ٢٥٪ من كمية المياه المستهلكة فى الرى التقليدى، كما أن المحصول يحقق إنتاجا كبيرا ووفرا كبيرا. الأرز بالصوانى فكرة يابانية وكما شرحها وقتها المهندس علاء ميخائيل صاحب التجربة فى مصر، تقلل فترة الرى شهرا كاملا، حيث يتم زراعة الأرز فى صوانى بلاستيكية رخيصة الثمن، وبها فتحات ممتدة للأرض، وعند نقلها ترفع الصينية بالشتلات، ثم يتم نقل الشتلات للأرض الزراعية.
الصينية الواحدة تتكلف ١٦ جنيها، شاملة الزراعة والتربة والبذور وتزرع بماكينات خاصة بعد تسوية الأرض بالليزر، ويحتاج الفدان إلى ١٢٠ صينية بتكلفة ٢٠٠٠ جنيه.
وزير الرى قال قبل ذلك إن تقليل المساحات المزروعة أرزا، ليس له صلة بمشكلة سد النهضة، قد يكون الكلام صحيحا جزئيا، على اعتبار أن الحكومة تقلل هذه المساحات منذ سنوات، لأن التوسع فى زراعة الأرز بهدف تصديره يعنى أن نصدر مياه النيل مجانا، وهو أمر ينبغى أن يتوقف فورا، لكن المؤكد أن التعنت الإثيوبى فى ملف المياه منذ سنوات طويلة يلقى بظلاله على كل قضايانا، باعتبار أنه لا يمكن الحديث الجاد عن أى عملية تنمية وتقدم من دون ضمان وجود المياه.
مصر بدأت منذ شهور العديد من المبادرات المهمة لمواجهة تداعيات نقص المياه المحتمل، خصوصا تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير المياه المستخدمة، وتبطين الترع لوقف الهدر والتبخر، وتقليل المساحات المزروعة بمحاصيل تستهلك مياها كثيرة. لكن حجر الأساس هو الوصول لاتفاق عادل وملزم ليس فقد على السد، ولكن طريقة تشغيله بحيث لا يتحول إلى محبس تستخدمه إثيوبيا للتحكم فى حياتنا.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثيوبيا و«الأرز بالصوانى» إثيوبيا و«الأرز بالصوانى»



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 10:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الاتحاد تتفاعل مع تغريدة كارلوس فيلانويفا

GMT 10:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

الحكم السعودي محمد السماعيل الأول آسيويًا

GMT 20:20 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الباطن يتجاوز عقبة الفيصلي بثنائية نظيفة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة أحد تصرف النظر عن التعاقد مع البرازيلي أليكس ليما

GMT 01:30 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن معلومات جديدة في قضية "جثة أبها"

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

بليك ليفلي أنيقة خلال عرض أزيار "ديور" في باريس

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020

GMT 08:43 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يرد على شائعات زواجه من شيرين عبدالوهاب

GMT 09:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 3 سنوات عقوبة الغش التجاري للوقود في السعودية

GMT 12:48 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

"الخرافي" يُتوج بالنسخة الأولى لبطولة الشهاب للقفز

GMT 00:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

عادل كاروشي يكشف عدم تهاونه في حمل قميص الرجاء

GMT 15:11 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

إيكاردي يضع شرطًا وحيدًا للانتقال إلى ريال مدريد

GMT 16:43 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

عبدالعزيز العرياني يقود هجوم المنتخب الأولمبي أمام الأردن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria