لا تلوموا طفل المرور وحده
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لا تلوموا طفل المرور وحده!

لا تلوموا طفل المرور وحده!

 الجزائر اليوم -

لا تلوموا طفل المرور وحده

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

هل يفترض أن نلوم المستشار أبوالمجد عبدالرحمن أبوالمجد لأن ابنه أحمد «13 سنة»، تنمر على شرطى المرور وحاول دهسه فى المعادى قبل أيام، ونتهمه بأنه لم يقم بتربيته بصورة صحيحة؟!.
إذا فعلنا ذلك، فعلينا أن نكون موضوعيين، ونلوم كل طبقة أو فئة وشخص يتصرف أولاده وأقاربه بنفس الطريقة.
الخطأ الأكبر الذى وقع ويقع فيه كثيرون، هو حصر المشكلة فى أن الطفل أو الفتى هو ابن قاضى، فى حين أن هناك العديد من أولاد أصحاب مهن أخرى يمارسون نفس السلوك.
كنت أتمنى أن تكون المشكلة فى ابن القاضى فقط، لأنها كانت ستكون محصورة فى شخص أو أسرة واحدة، لكنها للأسف منتشرة فى أولاد فئات كثيرة منهم بعض كبار الضباط والسياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال والشخصيات العامة.
حينما أخطأ الطفل فى المرة الأولى، حاول كثيرون احتواء الأمر، مثلما نفعل فى معظم مشاكلنا وأزماتنا وخناقاتنا، لكن من حسن حظ المجتمع، أن الطفل أو الفتى وبعض زملائه عادوا للتنمر والتربص بشرطى مرور آخر، بل وبث فيديو يقولون فيه بوضوح: «نحن لا يتم حبسنا، بل نقوم بحبس الناس»!!. وبالتالى فإن البطل الحقيقى فى هذه القضية هو وسائل التواصل الاجتماعى التى كشفت الأمر، ولولاها ما شعر أحد أساسا بهذه القضية.
نشكر حماقة هؤلاء الأطفال، لأنهم أتاحوا للمجتمع فرصة التعرف على جزء من هذا الواقع الردىء، حتى يمكننا التعامل معه فربما يمكن علاجه، وحتى لا نتفاجأ بما هو أسوأ فى المستقبل.
المستشار أبوالمجد عبدالرحمن تقدم باعتذار لرجال الشرطة والشعب المصرى عما بدر من ابنه من تصرفات وألفاظ، مؤكدا رفضه لما حدث وعدم وجود أشخاص فوق المحاسبة القانونية. وقال فى بيان صدر أمس: أؤكد خضوعى شخصيا للقانون الذى أحترمه وأجله وأتشرف بتنفيذه فى محراب القضاء منذ ثلاثين عاما، وللتأكيد على خضوع الجميع للقانون، فقد تم إلقاء القبض على نجلى فجر اليوم للمرة الثانية للتحقيق معه، فيما نشره من مقطع مصور جديد احتفل فيه بخروجه من سراى النيابة، وأشهد الله تعالى أنى تركته دون مرافق ودون محامٍ ليعلم أنه لا أحد فوق القانون. واقع الحال أنه ينتابنى إحساس عميق بالخجل من سلوك نجلى، الذى أتعهد أمامكم أننى سأتولى تقويمه وأعاهدكم أنه لن يصدر عنه ثمة تصرف مسىء آخر متمنيا من الجميع قبول اعتذارى وخالص تقديرى».
هذا اعتذار شجاع، وأتمنى أن يبادر كل شخص لديه ابن يتصرف بهذه الطريقة إلى الانتباه إلى أن هناك قنابل موقوتة موجودة فى بيته، إن لم ينزع فتيلها، فسوف تنفجر فى وجهه ووجه كل المجتمع. لكن ظنى أن المسألة أكبر كثيرا من الطفل ووالده. هى تنتهى حينما يؤمن الجميع كبارا وصغارا أنه لا أحد فوق القانون.
ولو أردنا علاجا حقيقيا لهذه المشكلة، علينا ألا نحصر الموضوع فى القاضى وابنه، بل فى حال أولادنا جميعا، خصوصا أولاد الكبار.
علينا أن نحلل ما حدث من هذا الطفل وزملائه تحليلا عميقا وهادئا، ونسأل أنفسنا العديد من الأسئلة الجوهرية.
منها مثلا، كم عدد الأطفال الذين يتم تربيتهم على أنهم فوق القانون فى مصر، وهل ممارسات الكبار مع أولادهم وأسرهم ومحيطهم العام تربى أولادهم على الإحساس بأنهم فوق القانون أم لا؟!
ما هى الألفاظ والمعانى والقيم التى يسمعها هؤلاء الأطفال من آبائهم وأمهاتهم وأقاربهم فى كل وقت وحين بشأن علاقتهم بالمجتمع، وهل هذه الأسر تربى أولادها على احترام القانون أم تجاوزه؟
وكم مرة فى اليوم نسمع عبارة «أنت مش عارف أنا ابن مين» أو «أنت مش عارف بتكلم مين»؟!
علينا قبل أن نلوم الطفل ووالده فقط أن نسأل عن مستوى الألفاظ والشتائم، التى صارت تتردد علينا فى وسائل الإعلام وعبر فيديوهات من قنوات يشاهدها الجميع ليل نهار.
أحد الكتاب تساءل قبل أيام قليلة وقال ما معناه: «إن هذا الطفل هو ابن طبيعى للأصوات التى تظهر فى الفضائيات، وتسب وتشتم من دون حساب أو عقاب، ونحن كمجتمع نجنى حصاد هذه الظاهرة الآن، وربما بصورة أسوأ فى المستقبل؟!
أخشى القول بأن طفل المرور ليس مجرد نموذج استثنائى، بل هو ظاهرة تتكاثر خصوصا فى بعض الطبقات القادرة والمتنفذة. علينا أن نبدأ فى علاج هذه الظاهرة الخطيرة، حتى لا نتفاجأ بأن العديد من أطفالنا هم من نفس العينة، ونحن عنهم مشغولون بمشاغل الحياة المختلفة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تلوموا طفل المرور وحده لا تلوموا طفل المرور وحده



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:00 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

الإنسان البدائي كان يمثل وجبة عشاء شهية لحيوان مفترس

GMT 18:23 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 03:57 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

كيلي بروك بمظهر مُثير عبر مواقع التواصل

GMT 11:29 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

وزيرة البيئة المصرية تؤكّد خفض تلوث الهواء بحلول 2030

GMT 12:55 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

سيارات "BMW M" ستكون كهربائية بحلول عام 2030

GMT 06:25 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

بورش ماكان تيربو معدلة بقوة 520 حصاناً من O.CT

GMT 10:12 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

ديكورات عربية تضفي الفخامة في منزلك

GMT 15:24 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة زينة في قدمها أثناء تصوير مَشاهدها في فيلم "كارما"

GMT 08:18 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نظرة من داخل جناح وستمنستر المذهل في فندق ماريوت لندن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria