ستموت فى العشرين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ستموت فى العشرين

ستموت فى العشرين

 الجزائر اليوم -

ستموت فى العشرين

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

ماذا لو عرف الإنسان موعد موته وتوقيت رحيله؟ فكرة الفيلم السودانى الممتع ببساطته، العميق بفلسفته، اللامس لشغاف القلب بصدقه وحساسيته، ظل رحم الإبداع السينمائى السودانى عقيماً لمدة عشرين عاماً حتى خرج إلى النور هذا الوليد السينمائى الجميل، «ستموت فى العشرين» معزوفة سينمائية تخلط الفلسفة بالشجن والدمع، والموت بالرقص والغناء، وبرود انتظار النهاية، بسخونة وحميمية الجنس، قدم لنا المخرج أمجد أبوالعلا أجمل قصيدة اعتذار عن سنوات التصحر الفنى التى حارب فيها البشير وأتباعه من خفافيش الفاشية الدينية فن السينما، وبالمصادفة تزامن تصوير الفيلم مع قيام ثورة السودان، لكن أحشاء المجتمع السودانى كان ما زال فيها نفايات الكيزان الإخوانية، التى هددت بقتل صناع الفيلم وتفجير دور العرض، لكن الفن انتصر وحصد هذا الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب السودانى المتميز حمور زيادة جوائز من مهرجانى البندقية والجونة وغيرهما من المهرجانات التى احتفت بالفيلم ووضعته على الخريطة العالمية وجعلته يدخل ترشيحات الأوسكار، وعما قريب من الممكن أن نسمع أخباراً مبهجة عن حصاده لجائزة أفضل فيلم أجنبى، الفيلم رحلة انتظار، يكتنفها الغموض، وبرغم عبثية النبوءة فإنك تحس فى كل لحظة بأنها الحقيقة الوحيدة، تذهب الأم فى بداية الفيلم بطفلها مزمل للتبرك بقافلة الدراويش وعلى رأسها الخليفة، يبدأ أحد الدراويش وهو فى حمى الذكر، تتصاعد اهتزازات جسمه حتى يسقط عند رقم العشرين، الخليفة يعلن أن هذا هو السقف الذى حدده الله لحياة مزمل، يغيب الأب فى رحلة طويلة، لتظل الأم سكينة فى حالة الحداد المزمن حتى يعود الأب مكسوراً صامتاً وضيفاً غريباً غير مرغوب فيه، ترتدى السواد، وتعد عدة الرحيل، من كتابة الأيام المتبقية على جدار البيت، حتى تحضير الكفن واختيار القبر وتجهيزه، مزمل صار خائفاً ومرعوباً من أبسط مفردات الحياة، يخاف من الارتباط بنعيمة التى تعلن عن حبها بل ولا تخجل من منحه قبلاتها، لكنه يخاف من مجرد إعلان المشاعر، مرعوب من السباحة فى نهر النيل حتى لا تلتهمه التماسيح، مرعوب حتى من ممارسة اللعب مع أقرانه، إنهم يسمونه ابن الموت، واللعبة الوحيدة التى لعبوها معه هى وضعه فى تابوت، يلجأ مزمل إلى تعلم القرآن، ويعلن أن الشيخ هو الذى يفهم ويفسر ويقرر، يختم القرآن ويصبح أول أطفال قريته الحافظين له، يرسله صاحب الدكان ذات مرة إلى سليمان بزجاجة خمر، يثور مزمل فى البداية، لكن سليمان تلك الشخصية المحبة للحياة مسه بكهرباء سحرية فتحت له نافذة على عالم عجيب ومدهش، سليمان شخصية سينمائية فريدة منسوجة بمنتهى المهارة والإنسانية، مصور جوال فى العالم، عاشق للسينما، يعرض لمزمل على جدار بيته مشاهد من الخرطوم القديمة التى شم منها رائحة البهجة والفرح، حيث صالات الرقص ومسارح الفن، يستمع عنده إلى عبدالوهاب وأسمهان ويشاهد هند رستم، يعزف سليمان على الجيتار «زورونى كل سنة مرة»، يعيش مع صديقته الحميمية حتى الثمالة، يقول لمزمل إنه لو كان مكانه وقالوا له إنه سيموت فى العشرين، لعاش ملكاً ثم بصق عليهم حين يصل لهذا العمر، قال له فى مشهد بليغ فى المسجد أنت مثل تلك الورقة البيضاء لا يخدش بياضها بعض الحبر، بل على العكس نقاط حبر الخطيئة ستبرز ذلك البياض، يموت سليمان، ويرى مزمل قافلة الدراويش فى ميعاد موته، بشارة الموت، فيذهب لينام فى حضن صديقة ورفيقة سليمان، وباختفائه تعلن القرية الحداد، يستيقظ مزمل على سرير سليمان وفى حجرة نومه، ليكتشف أنه ما زال حياً، يخرج ويركض بعيداً عن قريته التى تمجد الحزن والموت، يركض بكل عنفوان وقوة إلى حيث براح الحياة.

«ستموت فى العشرين» يحمل فى عنوانه رائحة الموت، وفى تفاصيله هو صلاة حياة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستموت فى العشرين ستموت فى العشرين



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 03:07 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

نائب بريطاني يطالب بإعارة فرنسا حجر رشيد ردًا لجميلها

GMT 01:02 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تتألّق في أحدث صورها بعد شفائها بشكل تام

GMT 23:25 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في محافظة الضالع

GMT 04:29 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

زمام يعلن أن المنحة السعودية تدار بشكل مشترك

GMT 09:14 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

إيلون ماسك يستقيل من رئاسة مجلس شركة "تسلا"

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 11:01 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

خطوات بسيطة لمكياج عيون فرنسي مميز

GMT 14:27 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

بترجي يكشف بعض الأمور الشائكة داخل أهلي جدة

GMT 22:35 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

تناغم فلكي داعم خلال الشهر
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria