رسائل إلى روائي شاب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

رسائل إلى روائي شاب

رسائل إلى روائي شاب

 الجزائر اليوم -

رسائل إلى روائي شاب

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

الرواية ليست طبخة يعلّمها لك شيف محترف بمجرد كتابة المقادير، وجذوة الإبداع لا تشتعل بنار الفرن، وليس هناك مايكروويف لتسوية وإنضاج الرواية، لكن من الممكن أن تنقل تجربتك كروائى، محطاتك الفنية، طقوسك الكتابية، قراءاتك النقدية، كل هذه الأشياء من الممكن أن تكون إضاءات مفيدة لأى روائى، وإذا كانت تلك التجربة بقلم روائى مثل ماريو بارجاس يوسا فهنا ستكون الفائدة مضاعفة والإضاءة هى بمثابة كهرباء السد العالى أو المفاعل النووى!، فـ«بارجاس يوسا»، أو كما يكتبها الإسبان فارجاس يوسا، هو روائى صار أشهر من وطنه بيرو، حاصل على نوبل ٢٠١٠، رواياته بمذاق سحر أمريكا اللاتينية وواقعيتها الدموية وسياساتها العبثية، من أهم ما كتبه «يوسا» كتاب صغير سماه «رسائل إلى روائى شاب»، كتاب فى غاية الأهمية سواء لمن يكتب الرواية أو يقرأها، وسأعرض لكم بعض الاقتباسات من هذا الكتاب الرائع:

«ارتابت محاكم التفتيش الإسبانية بالروايات التخيلية، وأخضعتها لرقابة صارمة، بلغت حد حظرها فى كل المستعمرات اﻷمريكية طوال ثلاثمائة سنة، وكانت الذريعة هى أنه يمكن لهذه القصص، غير المعقولة، أن تشغل الهنود عن الرب، وهو الشاغل المهم الوحيد لمجتمع ثيوقراطى. ومثل محاكم التفتيش، أبدت جميع الحكومات أو اﻷنظمة التى تتطلع إلى التحكم بحياة المواطنين، ارتياباً مماثلاً تجاه القصص المتخيلة، وأخضعتها لتلك المراقبة، وذلك التدجين الذى يسمى الرقابة، ولم يكن هؤلاء وأولئك مخطئين؛ فاختلاق القصص المتخيلة هو، تحت مظهره المسالم، طريقة لممارسة الحرية، والاحتجاج ضد من يريدون إلغاءها، سواء أكانوا متدينين أو علمانيين. وهذا هو السبب الذى دفع جميع الديكتاتوريات إلى محاولة التحكم باﻷدب، فارضين عليه قميص (الرقابة) الجبرى».

«أظن أن من يدخل اﻷدب بحماسة من يعتنق ديناً، ويكون مستعداً ﻷن يكرس لهذا الميل وقته وطاقته وجهده، هو وحده من سيكون فى وضع يُمَكِّنه من أن يصير كاتباً حقاً، وأن يكتب عملاً يعيش بعده. أما ذلك الشىء اﻵخر الغامض الذى نسميه الموهبة، النبوغ، فلا يولد -على اﻷقل لدى الروائيين- بصورة مربكة وصاعقة (وإن كان ذلك ممكناً أحياناً لدى الشعراء والموسيقيين. والمثالان الكلاسيكيان على ذلك، هما رامبو وموزارت بالطبع). وإنما يظهر عبر سياق طويل، وسنوات من الانضباط والمثابرة. لا وجود لروائيين مبكرين، فجميع الروائيين الكبار والرائعين كانوا فى أول أمرهم (مخربشين) متمرنين، وراحت موهبتهم تتشكل استناداً إلى المثابرة والاقتناع»

«قوة اﻹقناع فى رواية تسعى إلى عكس ذلك بالضبط: تضييق المسافة الفاصلة بين الوهم والواقع، وحمل القارئ، بمحو الحدود بينهما، لأن يعيش تلك الكذبة، كما لو أنها الحقيقة اﻷكثر ثباتاً ورسوخاً، وكما لو أن ذلك الوهم هو الوصف اﻷشد تماسكاً ومتانة للواقع، هذه هى الخدعة الكبرى التى تقترفها الروايات العظيمة؛ إقناعنا بأن العالم هو كما ترويه هى، وكما لو أن التخيلات ليست ما هى عليه».

«ليس مهماً فى شىء أن يكون اﻷسلوب سليماً أو غير سليم؛ وإنما المهم هو أن يكون فعالاً ومناسباً لمهمته، وهى نفخ وهم حياة -بحقيقة- فى القصص التى يرويها، هناك كتّاب كتبوا بأسلوب فائق السلامة، وفق القواعد النحوية واﻷسلوبية السائدة فى عصرهم، مثلما هو ثربانتس، وستاندال، وديكنز، وجارسيا ماركيز.. وهناك آخرون، لا يقلون عنهم أهمية، خرقوا تلك القواعد، مقترفين كل أنواع العثرات النحوية، وكان أسلوبهم يغص باﻷخطاء، من وجهة النظر اﻷكاديمية. ولم يمنعهم ذلك من أن يكونوا روائيين جيدين».

«لا يمكن لأحد أن يعلِّم أحداً الإبداع. وأقصى ما يمكن تعليمه هو القراءة والكتابة. وما تبقى يُعلِّمه المرء لنفسه بنفسه، وهو يتعثر، ويسقط وينهض دون توقف».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل إلى روائي شاب رسائل إلى روائي شاب



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 10:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الاتحاد تتفاعل مع تغريدة كارلوس فيلانويفا

GMT 10:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

الحكم السعودي محمد السماعيل الأول آسيويًا

GMT 20:20 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الباطن يتجاوز عقبة الفيصلي بثنائية نظيفة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة أحد تصرف النظر عن التعاقد مع البرازيلي أليكس ليما

GMT 01:30 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن معلومات جديدة في قضية "جثة أبها"

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

بليك ليفلي أنيقة خلال عرض أزيار "ديور" في باريس

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020

GMT 08:43 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يرد على شائعات زواجه من شيرين عبدالوهاب

GMT 09:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 3 سنوات عقوبة الغش التجاري للوقود في السعودية

GMT 12:48 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

"الخرافي" يُتوج بالنسخة الأولى لبطولة الشهاب للقفز

GMT 00:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

عادل كاروشي يكشف عدم تهاونه في حمل قميص الرجاء

GMT 15:11 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

إيكاردي يضع شرطًا وحيدًا للانتقال إلى ريال مدريد

GMT 16:43 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

عبدالعزيز العرياني يقود هجوم المنتخب الأولمبي أمام الأردن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria