«حكاية مدينتين» أيضاً
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«حكاية مدينتين» أيضاً

«حكاية مدينتين» أيضاً

 الجزائر اليوم -

«حكاية مدينتين» أيضاً

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

ذهبت إلى نيويورك، أول مرة، عام 1973، ليس من أجلها، بل من أجل الأمم المتحدة. ولو كان مقر المنظمة في نيوزيلندا لسافرت إلى هناك. لكن إضافة إلى المقر الدولي الأول، هناك المدينة الأولى بين المدن. أعجوبة الأعاجيب في المدن الحديثة، مجمَّع ناطحات السحاب، والجادات الواسعة التي بلا نهايات، والمسارح والمكتبات.
وباستثناء الأمم المتحدة، لم أرَ من ذلك شيئاً إلا اللمم. كانت نيويورك مدينة مخيفة في الليل وفي النهار. شوارع غير آمنة، ومعدل جريمة مرعب وينعكس ذلك على السكان الذين تحولوا من الخوف إلى أفظاظ وخُلق ضيِّق. ثم عَرِفت المدينة عُمدة يدعى رودولف جولياني، قلب حياتها قلباً. أزال تقريباً الجريمة، ونظف الشوارع والجادات، واختفى حَمَلة السكاكين، وانفرجت أسارير الوجوه، وعاد الغرباء يحيّون بعضهم بعضاً، وصارت متعة الرحلة إلى نيويورك هي المدينة. وكدت أنسى أنها مقر الأمم المتحدة. وصرت أقطع شوارع المدينة مشياً في الليل والنهار. وفي الماضي كنت أخشى المرور بالسيارة من جانب «السنترال بارك»، فأصبحت المتعة أن أعبره مشياً كل يوم، من جهة إلى أخرى.
جاءت جائحة «كورونا» وقلبت نيويورك من جديد. أفرغت المدينة، وشلّت اقتصادها، وعاد الإجرام يتمشى، فيما الناس ممنوعة من الخروج. وعادت السرقات وعاد الاحتكاك العنصري. وعادت القمامة إلى الشوارع كأنك في بيروت. ومع القمامة يظهر ما يظهر من الكائنات المقززة والمضرة.
عادت المدينة إلى ما كانت عليه قبل 47 عاماً. و«النيويورك تايمز» لم تعد تكلف نفسها نشر الأخبار «المتفرقة»، أي الجرائم الفردية والسرقات والاعتداءات في الشوارع. ها هي أجمل المدن من غير أمن. ألم نتعود أن نتمنى السلامة لكل مسافر ونحمد الله على السلامة لكل عائد؟
كلما نقلني سائق التاكسي في بيروت من مكان إلى مكان، يردد عبارة «الحمد لله على السلامة». وأقول في نفسي، هل يعتقد الرجل أنه أقلَّني من بلد إلى بلد. ما هي إلا كيلومترات قليلة في قلب البلد. لكنني طبعاً لم أعترض مرة على هذه العادة القديمة. فالسلامة خير لا يقاس بالمسافات.
حسناً أنني لم أفعل. لم يخطر لي مرة أن السائق الذي ينقلني من «النهار» إلى البيت سوف يقول لي «الحمدلله ع السلامة» بكل معانيها وأعماقها وأبعادها. لقد تركنا المدينة خلفنا وهي تنفض ثيابها من غبار الركام والدماء. وعندما تأملت سروالي اكتشفت كم علق به من دماء الآخرين الذين لا أعرف حتى شخصاً منهم. الحمد لله على المدن الآمنة، والديار الآمنة، والبلدان الآمنة. لم يخيل إليّ مرة أنني سأرى بيروت يوماً على هذه الصورة، مثل أم ممزقة الثياب تحمل أطفالها وتحاول الهرب بهم، وليس لهم ما يتمسكون به سوى أطراف الثوب الممزق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكاية مدينتين» أيضاً «حكاية مدينتين» أيضاً



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 10:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الاتحاد تتفاعل مع تغريدة كارلوس فيلانويفا

GMT 10:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

الحكم السعودي محمد السماعيل الأول آسيويًا

GMT 20:20 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الباطن يتجاوز عقبة الفيصلي بثنائية نظيفة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة أحد تصرف النظر عن التعاقد مع البرازيلي أليكس ليما

GMT 01:30 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن معلومات جديدة في قضية "جثة أبها"

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

بليك ليفلي أنيقة خلال عرض أزيار "ديور" في باريس

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020

GMT 08:43 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يرد على شائعات زواجه من شيرين عبدالوهاب

GMT 09:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 3 سنوات عقوبة الغش التجاري للوقود في السعودية

GMT 12:48 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

"الخرافي" يُتوج بالنسخة الأولى لبطولة الشهاب للقفز

GMT 00:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

عادل كاروشي يكشف عدم تهاونه في حمل قميص الرجاء

GMT 15:11 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

إيكاردي يضع شرطًا وحيدًا للانتقال إلى ريال مدريد

GMT 16:43 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

عبدالعزيز العرياني يقود هجوم المنتخب الأولمبي أمام الأردن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria