تذكرة وحقيبة سفر2
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تذكرة وحقيبة سفر-2-

تذكرة وحقيبة سفر-2-

 الجزائر اليوم -

تذكرة وحقيبة سفر2

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

من الأمور التي يتندر عليها المسافر فيما بعد، وبعد أن تنقضي سنوات من التجوال، تلك التفاصيل الصغيرة في السفر، والتي جلبت البسمة وقتها للأصدقاء، رفاق السفر، وبقيت تضحكنا لأيام قبل أن يطويها النسيان، وتستقر في قاع الذاكرة، ليأتي أي شيء بسيط، ويوقظها من سباتها، ويضعها على خط التذكر، واستدعاء تلك البسمة الغائبة:

- مرة كنّا في جمع جميل، قاصدين بودابست الخالدة، وقد حظيت بزيارة هذه المدينة مرتين، مرة أثناء العزلة القسرية، وسيطرة نموذج المعسكر الشرقي، ومرة بعد التخلص من ربق هيمنة الحزب الواحد والانفتاح على أوروبا والعالم، ولن تشعر بالفرق الكبير إلا إذا كنت واعياً في الزيارتين، ففي المرة الأولى ما أن يخيم الظلام حتى تهجم الكآبة بكل وحشيتها على كل الأشياء بما فيها الإنسان الذي سرعان ما يتحول من حيوان داجن يعيش ليعتاش لقمة يومه إلى إنسان تجرحه دموعه، ويريد التطهر من أوجاعه التي انتهكت حريته، وصيّرته إلى مواطن أشبه بـ «البرغي» الحديدي في آلة عملاقة لهديرها رائحة الموت، أما في المرة الثانية فثمة فرح يطغى على المدينة، وثمة طيور الليل تبحث عن ملاذ لغنائها، هناك مطاعم بدأت تعرف السهر الراقي، والعشاق لا خوف عليهم من أولئك المخبرين الذين يرتدون معاطف خبّازية أو ضاربة للون الترابي الساحلي، واكتشف الناس أن لمدينتهم زهواً كان غائباً عنها وعنهم. خرجنا شبعى من أكل «الكولاش واللانقوس» وأنواع من اللحوم المشوية على طبق خشبي، وما يتميز به البيت الهنغاري من حلويات، ونشوى من تلك الموسيقى الصادحة من أرض المجر، وما مر عليها من شعوب وقبائل وغجر، وبعد تلك البراحة والسعة في تلك القلعة التاريخية، حشرنا في حافلة خاصة، والحافلة مهما أردت تزيينها وملاطفتها تظل أقرب للنقل العام، بحيث يمكن أن تشبر عليباء الجالس أمامك، والذي يحجب عنك المنظر الليلي، لأن هناك حقيقة وهي لا أخفيها يعجبني منظر الحجر القديم الذي ترصف به الطرق، خاصة إذا ما جسه مطر أو تساقطت عليه قطرات كانت محبوسة في غيمة شرود، فأعطته تلك اللمعة المحببة، وذلك الإيقاع الطروب إذا ما مرت به عربة خيل لوقع سنابكها بحر الخبب، ظللت أتغزل بنفّات المطر، وما يفعل من ضجيج جميل على صفحة خد الحجر، وكيف يبوح «الساكسفون» لعشاق تلك الزرقة الليلية من آهات صدره، وتذكرت أغاني لـ «إديث بياف، وفرانك سيناترا» وما يستمطر الليل من حواريات مع النفس، مستدعياً كل تلك الروائح الأنثوية التي زاغت القلب يوماً.. كانت لحظات من الوجد والتجلي، وأصدقاء الرحلة أحدهم يومئ، وآخر يهز رأسه إعجاباً، وآخر يقول: «خلّوه يهل اللي في رأسه.. أحسن ما يبات يهاذي به»، وآخرون ظلوا يسايرونني في الوصف واشتقاق الكلمات وانتقائها، خاصة أن الطريق الحجري ظل يشع بالتماعته، وقبل أن نصل للفندق، قالوا لذلك «الضيخ» الجالس أمامي، ويسد مدى نظري بعليبائه: «ضك.. شوي خلّ ناصر يشوف ساد عليه النظر، وتجاوز فوزة الرش التي جلبت له العشو»، ساعتها فقط أدركت أن سائق حافلتنا كان يتبع سيارة البلدية أو سيارة الرش والنظافة التابعة لبلدية العاصمة، وأن لا مطر في تلك الليلة، ولا التماعة حجر في تلك المدينة، ولا «إديث بياف، ولا سيناترا» ملائكتهما حاضرين، إلا ذلك الغناء القديم الساكن في الرأس «strangers in the night»، غرباء في الليل.. حينها شعرت أني واحد منهم، وفجأة انكسرت تلك الصورة الرومانسية، وسط ضحكات الأصدقاء الذين لا ينسون عادة بسهولة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر2 تذكرة وحقيبة سفر2



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria