حارقو المراحل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حارقو المراحل

حارقو المراحل

 الجزائر اليوم -

حارقو المراحل

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

تسعى بعض الدول المتقدمة جداً إلى توفير نوع من التعليم المميز والمركز والمحصور في مواد معينة بغية خلق أجواء خاصة ومريحة ومناسبة لعباقرتها الذين تتوسم فيهم النبوغ والشهرة والابتكار والاختراع وخدمتها، وخدمة البشرية بما قد ينجزون أو يصنعون فرقاً بما قد يبتكرون، لا فرق بين عبقري في الموسيقى أو في الآداب أو العلوم أو الفنون أو اللغات، وغيرها من شتى العلوم، والمعارف الإنسانية، مثل هؤلاء تجد نبوغهم يبزّ أقرانهم وأترابهم، ومعارفهم ومداركهم تفوق حتى مدرسيهم، هؤلاء من يمكن أن نطلق عليهم «حارقي المراحل»، لأنهم يتمتعون بمواهب وهدايا ربانية، وربما غذاها الأهل، وبعض من يمتهنون، ورعايتهم المبكرة لمواهبهم وإرشادها وتوجيهها، تجد عقولهم منصبة على شيء معين هو الأقرب لنفوسهم، وتجد مداركهم متشعبة، وتبحر في ذاك التخصص بسهولة، فيما تعيقهم بعض المواد في صفوف المراحل الدراسية، ومرات تعطل وقتهم، ومرات تجعلهم يعيدون السنة وراء الأخرى بسبب مادة معينة ثقيلة على نفوسهم، فيكتبون من الراسبين، في حين ينجح واحد يبصم مواد الدراسة النظامية بصماً، ويحلّ في المراكز الأولى، غير أنه في الحياة لن يغير شيئاً، وسيعيش موظفاً أو رجل أعمال، ويتقاعد موظفاً أو يورث لأولاده أمواله وتجارته، حتى يصير الحال ببعض من حارقي المراحل أن يتركوا الدراسة، إخلاصاً للموهبة التي يمكن أن تضيع حتى يصلوا نهاية المرحلة الثانوية، لذا الدول المتقدمة جداً، والتي لا تهمها الشهادات بقدر ما تهتم في انجاب وتبني العباقرة من أبنائها، فتبحث عنهم من داخل صفوف مدارسها منذ المراحل الإعدادية، وتأخذ بيد كل واحد، وتعمق تخصصه، وتوفر له الجو لكي يمتن علاقته بموهبته، ويدرسها بعمق أكبر، ليضيف شيئاً جديداً ومختلفاً يسجل باسمه واسم دولته إسهاماً منهما في خدمة العلوم والمعارف والحضارة الإنسانية، فالرسام قد توجه إلى إيطاليا مبكراً ولو كان في عمر الصف الثانوي، والفلكي يمكن أن توفر له مقعداً في الجامعات الأميركية، والموسيقيّ يمكن أن ينتظم في صفوف في فيينا، حتى الطباخ يمكن أن ترسله إلى سويسرا ومدارسها الراقية، لأنه سيظل يرسب في كل المواد، ولن يصل الثانوية، وإذا لم تنقذه الدولة سيصبح طباخ أعراس، لا فائدة منه، ولا من مراجله، تلك معادلة على الدول المتقدمة جداً أن تدركها، لأن الحاذق في علوم الحواسيب لا شك أن مادة الجغرافيا أو التاريخ تضجرانه حدّ كرهه المدرسة، ولا أعتقد أن «سلفادور دالي» كان يحب الفيزياء والكيمياء، ولا عباقرة الموسيقى كانوا على ود مع مادة الاجتماعيات أو قواعد اللغة ونحوها.
العباقرة أو حارقو المراحل يجب علينا أن نلتفت لهم بصدق، ونستثمر فيهم، ونحملهم على كفوف الراحة، ونولي لهم الاهتمام والرعاية المفرطة، وإلا سنفرط فيهم وفي مواهبهم التي ربما لا تتكرر دوماً، ولا نجعلهم عرضة لممارسات من التعليم الدراسي المرحلي الذي لن يضيف لهم شيئاً كثيراً، وقد يطمس مواهبهم، ويأكل من وقتهم، ويشتت توجهاتهم، وربما حذف بهم نحو أقدار لم يكن يتمنونها، نحو حياة كانوا يمكن أن يجعلوها أجمل وأرقى لو لقيوا ذلك البساط الأخضر لمواهبهم، وتفتح عبقرياتهم، والأخذ بيدهم نحو تحقيق أحلامهم الكبار، الساكنة في نفوسهم الصغار.. هي دعوة للتنبه لعباقرة موجودين في مدارسنا، وعلينا أن نبحث عنهم، لننقذهم من بعض التكلس الدراسي الذي قد يضر مواهبهم المبكرة!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حارقو المراحل حارقو المراحل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria