محسن رضائي وعقدة الماضي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

محسن رضائي وعقدة الماضي

محسن رضائي وعقدة الماضي

 الجزائر اليوم -

محسن رضائي وعقدة الماضي

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

لست على علم بما إذا سنحت الفرصة للقائد الأسبق لـ«الحرس الثوري» الإيراني أمين سر «مجلس تشخيص مصلحة النظام» الجنرال محسن رضائي، بزيارة العاصمة الإيطالية روما والتجول في أحيائها التاريخية، لكان قد توقف ملياً أمام جدارية ضخمة عُلقت في أحد الشوارع المتفرعة من جانب «حلبة الموت الرومانية (كولوسيوم)»، تروي باختصار المراحل التي مرت بها الإمبراطورية الرومانية، وإن لم تخني الذاكرة؛ فقد عُلقت 3 خرائط لها دلالاتها في الجغرافيا السياسية لروما؛ الأولى خريطة للنفوذ الإمبراطوري في أوج توسع تاريخي عرفته روما، أما الثانية فتظهر تراجع نفوذها بعد انقسامها إلى جزأين (غربي وشرقي)، أما الثالثة فقد تقلصت إلى حدود مدينة روما الحالية.
الفارق ما بين من يحكم العاصمة الإيطالية حالياً والعاصمة الإيرانية؛ أن الأول تحرر من عقده التاريخية وقرر الاندماج الكامل في المجتمعين الأوروبي والدولي والالتزام بشروطهما السياسية والاقتصادية والجغرافية، أما الثاني فهو حتى الآن يكابر ولم يتخلص من عقدة الماضي، لذلك يستدعيه كلما واجه أزمة في تعريف هويته أو من أجل الدفاع عن طبيعته أو في علاقته مع جواره. وما قاله الجنرال محسن رضائي في محاضرة طلابية تحت عنوان: «السلطة العلمية واستمرار الثورة الإسلامية» أوضح تعبير عن الهاجس التوسعي المسيطر على عقول صناع القرار في طهران، ففي لقائه دعا رضائي إلى «إعادة المجد والجلالة والكبرياء لإيران العظمى، وإن تشكلت إيران العظمي في شمال الخليج وبحر عُمان فستضم 15 بلداً ستتدخل في السياسة العالمية».
في متخيل رضائي نزعة سوفياتية لكيفية تشخيص علاقة إيران مع الدول الكبرى، فبالنسبة له إيران العظمى تخيف الغرب أكثر من القنبلة النووية، في استنساخ لتجربة الاتحاد السوفياتي الذي تشكل من 15 دولة أيضاً شكلت حيزاً جيواستراتيجياً أشبه بإمبراطورية قارّية مترامية الأطراف، فالدول العظمى كانت مجبرة على الذهاب إلى موسكو السوفياتية لمخاطبة؛ ليس فقط جمهوريات الاتحاد السوفياتي، بل لمخاطبة المعسكر الاشتراكي ومن ضمنه «حلف وارسو» الذي كان جنوده يسيطرون على نحو نصف القارة الأوروبية. وما يريده رضائي أو يرغب فيه من جانب الأوروبيين الذين تعاملوا بحذر مع ترسانة الصواريخ الاستراتيجية الروسية والجغرافيا السياسية للمعسكر الشرقي، أن يتصرفوا مع ما وصفها بـ«إيران العظمى» بالحذر نفسه؛ إذ قال: «إن قرر أحد زيارة المنطقة، فعليه أن يزور إيران أولاً، ويخاطب طهران، وهذا ما يخافه الغرب».
كلام رضائي يختصر سلوك إيران مع جوارها وفي الإقليم، فمنطق الأوهام تحول منذ سنوات عدة إلى مشاريع نفوذ أدت إلى صراعات دموية للسيطرة على المنطقة، ولم يعد نفوذها مرتبطاً بمشروعها النووي؛ بل يتصل مباشرة بمشروعها الاستراتيجي القائم على معادلة: «ينتهي نفوذنا حيث يصل مدى صواريخنا»، وهذا ما بات يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط المرتبطة جغرافياً بأمن واستقرار أوروبا. وهنا يمكن تفسير ما قاله وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «ما نريده من إيران واضح... على إيران ألا تمتلك السلاح النووي، وعليها ألا تكون لها برامج صواريخ باليستية تهدد بها المنطقة برمتها. إيران يجب أن تلعب دوراً آخر في المنطقة». أزمة النظام الإيراني أن نُخبه ترفض التعلم من تجارب الآخرين، البعيدة والقريبة، ويتصرفون كأن إيران حالة استثنائية عابرة للتاريخ والجغرافيا، وحتى الآن لم يغادرهم ذلك الوهم الإمبراطوري، ويحاولون استعادته ولو افتراضياً، كما فعلت إحدى الصفحات الإلكترونية التابعة لـ«الحرس الثوري» منذ نحو أسبوع عندما تباهت بنشر صورة لخريطة الإمبراطورية الفارسية القديمة وأشارت إلى مدى توسعها. والملاحظ أن النظام عند كل مفصل سياسي يعود إلى ماضي بلاده التوسعي، لكنها عودة مرتبطة بأزمة داخلية لم يعد النظام يملك أجوبة مقنعة عنها؛ الأمر الذي يدفع إلى التساؤل: هل يواجه النظام مشكلة إقناع مواطنيه بتغطية طموحاته الإمبراطورية وفي تبني هويته العقائدية؟
يذكر أنه في الحملة الترويجية للانتخابات البرلمانية الأخيرة استعان نظام ولاية الفقيه بالتاريخ... عاد أكثر من 2500 سنة إلى الوراء؛ رُفعت على أحد جسور المُشاة في طهران لافتة رُسم عليها الوجه الافتراضي لأشهر الملوك الفرس، قوروش الكبير، مؤسس السلالة الأخمينية، وإلى جانبه خريطة للحدود التي وصلت إليها الإمبراطورية الفارسية في عهده، وكُتب عليها بالفارسية: «إيران الغد هي امتداد لطموحات قوروش»، وأن إمبراطوريته «تمتد من السِند وسيحون في الشرق إلى غزة ولبنان في الغرب».
ما لم تدركه قيادة «الحرس» أن ما تريد أن تستعيده، ولو افتراضياً، يتناقض مع واقع إيران الحالي في الداخل، ولا يمكن فرضه من خلال نفوذها الخارجي، فالداخل والخارج يواجهان تعقيدات ستترك أثرها على طبيعة النظام وعلى مشاريعه الجيوسياسية؛ حيث بدأ نفوذه في التقلص ويعاني من حرائق وصلت إلى حدائقه الخلفية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محسن رضائي وعقدة الماضي محسن رضائي وعقدة الماضي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:11 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 14:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 15:04 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 15:22 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان يرأس جلسة مجلس الوزراء في اليمامة

GMT 11:05 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

وفاة والد لاعب الكرة المصري أكرم توفيق

GMT 10:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قمة مرتقبة بين أهلي سداب والسيب في الدوري العماني لليد

GMT 04:47 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غنوة تُؤكّد أنّها على قيد الحياة وليست أختًا لـ"أنغام"

GMT 00:33 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار عملات الدول العربية مقابل الدولار الأميركي الجمعة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

كيف تساعدين طفلك على تكوين الأصدقاء؟

GMT 03:50 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

GMT 05:42 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

وفاة نجل الملكة ناريمان عن عمر يناهز 57 عامًا

GMT 19:44 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولا

GMT 23:19 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

لهذه الأسباب أدعم الدكتور طارق شوقي

GMT 00:33 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

نظرات ساحرة مع خطوات آيلاينر للعيون المبطنة

GMT 18:13 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير تميم بن حمد آل ثاني يلتقي عمدة الحي المالي في لندن

GMT 20:24 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل الدينار الليبي الاربعاء

GMT 18:23 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

عصير البطاطا الحل الأمثل لقرحة المعدة

GMT 14:33 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

قيمة تيسلا السوقية أصبحت أغلى من مرسيدس وبي إم دبليو

GMT 00:08 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تنهار من البكاء في أول ظهور لها بعد عودتها للفن

GMT 20:30 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"Rose Kabuki" من "Christian Dior" عطرٌ رقيق يعزّز ذكرياتك

GMT 07:43 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أزمة في الأهلي المصري بسبب حراس مرمى القائمة الأفريقية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria