انتفاضة البازار
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

انتفاضة البازار!

انتفاضة البازار!

 الجزائر اليوم -

انتفاضة البازار

بقلم : مكرم محمد أحمد

بعد أربعة عقود من دعم تجار البازار فى إيران للثورة الإسلامية ونظام حكم آيات الله، ها هو البازار يشق عصا الطاعة على نظام الملالى، ويغلق أبواب المتاجر فى معظم المدن الإيرانية فى إضراب شامل احتجاجاً على سوء الموقف الاقتصادي، وانهيار سعر الريال الإيرانى مقابل الدولار، حيث بلغ 90 ألف ريال مقابل دولار واحد، معيداً للأذهان انضمام البازار إلى حركة المحتجين على نظام الشاه الذى شكل العامل الحاسم فى نجاح الثورة الإسلامية ورحيل الشاه عن البلاد.

وتكشف انتفاضة «البازار» مدى غضب الشارع الإيرانى من أساليب معالجة حكومة الرئيس حسن روحانى لمشكلات إيران الاقتصادية وعجزها عن مواجهة زيادة نسب التضخم الذى جاوز 20%، كما يكشف احتجاج الإيرانيين عن سيطرة القبضة الأمنية وكبْتها المستمر للحريات العامة والخاصة، لكن تفاقم المواجهات يعكس أيضاً رفض الإيرانيين المتزايد لخطاب المرشد الأعلى على خامنئى الذى يصر على تحميل قوى الخارج مسئولية سوء الأوضاع المتفاقمة فى الداخل، بينما يتزايد هتاف الغاضبين يطالبون بإسقاط النظام وتنحى المرشد الأعلى وخروج القوات الإيرانية من سوريا، ويرفعون شعارات «اخرجوا من سوريا» و«فكروا فى أحوال الناس» كما نشر ناشطون مقاطع وصوراً تُظهر هجوم قوات الأمن على المتظاهرين بالقرب من سوق الذهب فى طهران الذى أغلق محاله وانضم إلى المحتجين حيث أطلق الأمن عياراته المطاطية ضدهم.

وفى أصفهان وسط إيران انضم البازار وهو أكبر أسواق إيران إلى الإضراب العام، كما أغلق سوق الذهب محاله فى تبريز، ويشكل إغلاق البازار فى طهران حدثاً مهماً وكبيراً لم يتكرر منذ انتفاضة 1979 على الشاه، ويتألف البازار الكبير من 40 ممراً مترابطاً، تغطى مساحة تبلغ 10 كيلو مترات مربعة، تنقسم إلى 20 قسماً، كل قسم يختص بتجارة معينة، من متاجر الأغذية إلى معارض السجاد وورش الذهب والمجوهرات وكل ما تحتاجه العاصمة طهران التى يربو عدد سكانها على 15 مليون نسمة، فضلاً عن 6 مساجد و30 فندقاً و20 مصرفاً و13 مدرسة، ويمد البازار رجال الدين الشيعة وبينهم الإمام بخمس أرباحهم كل عام، ومن دون ضريبة الخمس لم يكن لرجال المذهب الشيعى أن يتمكنوا من المحافظة على مكانتهم عبر التاريخ الإيرانى.

وتعتمد أكثر من 500 جمعية خيرية إيرانية على الدعم المقدم من البازار، والأهم من ذلك أن البازار الكبير هو مصدر العمالة لأكثر من 600 ألف إيرانى، ولأن عمر البازار يربو على 400 عام منذ الحقبة الصفوية، ثمة تقاليد راسخة تنظم العلاقة بين البازار والحكم وبين البازار ورجال المذهب الشيعى، والأمر المؤكد أنه لولا الدعم المالى القوى من جانب البازار لآيات الله والمرشد الأعلى لما تمكنوا من بسط سيطرتهم على إيران طوال 4 عقود، وقد تكون الصراعات الحالية جزءاً من صراع السلطة، حيث يُحمل المحافظون الرئيس حسن روحانى مسئولية الوضع الاقتصادى إلى حد الحديث العلنى عن ضرورة استجواب روحانى، لكن أغلبية الإيرانيين يحملون المرشد مسئولية تردى الأوضاع، ويرون أن الاحتجاجات الأخيرة تمثل البداية لعديد من الاحتجاجات المقبلة على تردى الأوضاع بسبب موقف المصارف الدولية التى بدأت الانسحاب من إيران مما أدى إلى قطع الشرايين التى تربط إيران بالعالم الخارجى، وعزوف القوى الأجنبية عن التعامل مع طهران خوفاً من أن يتم استبعادها من النظام المالى العالمى، ويبدو أن الجميع بما فى ذلك الهند والصين يخططون لتقليص عملياتهم التجارية مع إيران وقد أعلنت شركة النفط الهندية خفض وارداتها من البترول الإيرانى، وتسير المصافى الأوروبية التى تشترى ثلث صادرات النفط الإيرانى فى اتجاه الهند بسبب امتناع المصارف الدولية عن التعامل مع إيران، وقد انعكس هذا الوضع الاقتصادى المتدهور على المصدر الأساسى للعملات الأجنبية فى إيران حيث تراجع إنتاج إيران من 2٫7 مليون برميل إلى 2٫2 مليون برميل، ويبدى الخبراء مخاوفهم من أن يؤدى انهيار الوضع الاقتصادى إلى انهيار نظام الملالى لأن أزمة إيران الراهنة ليست مجرد أزمة اقتصادية، كما أن الاحتجاجات تشير إلى غضب ضخم يتجاوز الأزمة الاقتصادية، فضلاً عن أن البيانات الحكومية ذاتها تشير إلى وجود 12 مليون إيرانى فى حالة فقر مدقع يصل الى حدود المجاعة بما يؤكد وجود أسباب حقيقية للثورة على نظام الملالى.

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة البازار انتفاضة البازار



GMT 03:59 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

حروب أهلية تجتاح العالم

GMT 03:57 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

خيار واحد وحيد للنظام الإيراني

GMT 03:51 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

لقاء «ترامب» و«بوتين»: تقسيم مناطق النفوذ!

GMT 03:46 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

فزورة صفقة القرن!

GMT 03:43 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

كان الخلاف قطرة فأصبح قطر

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 10:16 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الاتحاد تتفاعل مع تغريدة كارلوس فيلانويفا

GMT 10:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

الحكم السعودي محمد السماعيل الأول آسيويًا

GMT 20:20 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الباطن يتجاوز عقبة الفيصلي بثنائية نظيفة

GMT 13:56 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة أحد تصرف النظر عن التعاقد مع البرازيلي أليكس ليما

GMT 01:30 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن معلومات جديدة في قضية "جثة أبها"

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

بليك ليفلي أنيقة خلال عرض أزيار "ديور" في باريس

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020

GMT 08:43 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يرد على شائعات زواجه من شيرين عبدالوهاب

GMT 09:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 3 سنوات عقوبة الغش التجاري للوقود في السعودية

GMT 12:48 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

"الخرافي" يُتوج بالنسخة الأولى لبطولة الشهاب للقفز

GMT 00:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

عادل كاروشي يكشف عدم تهاونه في حمل قميص الرجاء

GMT 15:11 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

إيكاردي يضع شرطًا وحيدًا للانتقال إلى ريال مدريد

GMT 16:43 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

عبدالعزيز العرياني يقود هجوم المنتخب الأولمبي أمام الأردن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria