غروب الديمقراطية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

غروب الديمقراطية

غروب الديمقراطية

 الجزائر اليوم -

غروب الديمقراطية

مصطفي الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

سوف يظل المشهد المخزى الذى جرى فى واشنطن عندما هاجمت مجموعات من أنصار الرئيس دونالد ترامب مقر الكونجرس وعبثوا ببعض ما فيه فى تصرف غوغائى أرعن، عندما جرى ذلك أيقنت أن شمس الديمقراطية الأمريكية قد بدأت فى الغروب، لأن الديمقراطية ليست مجموعة طقوس أو حتى ممارسات ولكنها مناخ سياسى وبيئة فكرية تحتم احترام القانون وسيادة رأى الأغلبية والقبول بالنتائج التى تأتى بها الانتخابات العامة مهما كانت المفاجآت ومهما بلغت درجة الإحساس بالمرارة لدى المهزوم، فتلك ظاهرة طبيعية تبدأ من الرياضة ولا تنتهى بالسياسة، لأن كل تنافس فيه رابح وخاسر فى كل الأحوال، وإذا كانت الديمقراطية فى أدق تعريفاتها هى أنها تلك التى تقترن بدولة سيادة القانون واحترام الرأى الآخر والقبول بقرار الأغلبية، وهو ما غاب مؤخرًا عن الساحة الأمريكية فى تأكيد لحالة التدهور التى تعانى منها الديمقراطية فى بلاد كنا نتصور أنها أبعد ما تكون عن ما حدث، ولكن الذى جرى فى الشهور الأخيرة قد جعلنا نخشى على مفهوم الديمقراطية الحقيقية من تلك الممارسات الشاذة والتصرفات غير المسؤولة حتى إننا نظن أن العنصرية البغيضة تكاد تطل برأسها على المجتمع الأمريكى بعد أن غابت عقودًا نتيجة الجهود المضنية للآباء العظام وفى مقدمتهم إبراهام لنكولن، لقد كنا نظن أن الممارسات اللاديمقراطية وأن العبث بالقانون هما صفتان تندرجان تحت ظاهرة التخلف الذى تعانى منه مجتمعات الجنوب، وحتى الربيع العربى التمسنا له عذرًا بحداثة التجربة ونقص الوعى وفقر الإمكانات، ولكننا فوجئنا بالخريف الأمريكى يأتى عاصفًا مدويًا لكى يضعنا أمام حقائق جديدة لم تكن فى الحسبان وفى مقدمتها:

أولًا: إن قيام المؤسسات الدستورية والنيابية لا يكفى للحديث عن ديمقراطية سليمة أو مجتمعات سوية، فالتدهور فى منظومة الديمقراطية الغربية بدأ منذ سنوات عندما كذبت الإدارة الأمريكية فى واشنطن حول التسليح النووى للعراق ودعمها فى ذلك رئيس وزراء بريطانيا حينذاك الذى كان تابعًا للرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش بصورة كاملة، ثم كانت الأحداث العنصرية المؤلمة التى جرت فى السنة الأخيرة من حكم الرئيس ترامب، وقد أثبتت جميعها أن ما كنا نتغنى به ويتشدق به الغربيون لم يعد قائمًا على النحو الذى تصورناه وعشنا به، إذ إننى أظن أن ما جرى من اقتحام للكونجرس الأمريكى والفوضى التى صاحبت ذلك إنما هى بمثابة مأتم للديمقراطية بعد عرس مزدهر تصورناه منذ نجحت حركة الحقوق المدنية فى خمسينيات القرن الماضى أن تطرح صيغة جديدة للتعايش المشترك بين القوى المختلفة فى المجتمع الأمريكى، فإذا الذى جرى يقلب الصورة تمامًا ويحطم دستورًا تاريخيًا ملخصه عبارة (لدى حلم) ليضع بديلًا لها صورة الجندى الأمريكى الذى وضع حذاءه على رقبة مواطن أمريكى إفريقى أمام شاشات التليفزيون والضحية تودع الحياة فى مشهد فظيع يدين حضارة العصر ويلفظ ثقافة الديمقراطية التى قتلها أصحابها وهجرها شعبها.

ثانيًا: إن اهتزاز الصورة الأمريكية مرتين فى فترة واحدة، أولاهما أمام وباء الكورونا، والثانية فيما اعترى عملية النقل السلس للسلطة من إدارة أمريكية راحلة إلى إدارة أمريكية قادمة، فكان الإخفاق فى الأمرين معًا هو دليل على محنة المجتمعات الغربية المتقدمة التى كنا نرى فيها نموذجًا للمستقبل فإذا بأصحابها يحطمون الصورة الوردية ويشوهون مسيرة الحريات فى وقت يتشدقون فيه بحقوق الإنسان ويوجهون انتقادًا عنيفًا لدول تفرض عليها ظروفها بعض الخروقات المؤقتة فى حالات فردية ترتبط بجرائم الإرهاب والخروج المستمر على النص الوطنى، فإذا الحال من بعضه – كما يقولون – والنموذج قد تحطم والصورة الوردية لم تعد تبث إشعاعها من واشنطن كما توهمنا عبر السنين.

ثالثًا: إن ما جرى فى واشنطن ليس مجرد انتكاسة للديمقراطية الغربية ولكنه هزيمة لها فى كل مكان وعودة إلى الوراء لعشرات السنين، ومهما كانت المبررات فإننا قد رأينا تصرفات غوغائية وفوضى عارمة توحى بأن الذى حدث إنما هو يوم حزين فى تاريخ الديمقراطية الحديثة وبقعة سوداء على الثوب الأبيض لجورج واشنطن ودستور فلاديلفيا منذ إعلان الاستقلال، ويجب أن أنبه هنا إلى أن مثل هذه الأمراض السياسية هى أمراض معدية بطبيعتها وقابلة للتكرار فى كثير من الأحوال.

دعنا نأمل فى عودة الاستقرار لأغنى وأقوى أمة على الأرض، لأن اهتزاز صورتها على النحو الذى شهدناه سوف يجلب علينا أحداثًا مثيلة وصورًا بديلة تجعلنا نتباكى على شمس الديمقراطية التى كانت واعدة ثم وصلت إلى غروبها الحزين!.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غروب الديمقراطية غروب الديمقراطية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria