صناعة الأدوية المارد الجديد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

صناعة الأدوية.. المارد الجديد

صناعة الأدوية.. المارد الجديد

 الجزائر اليوم -

صناعة الأدوية المارد الجديد

مصطفي الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

أفرز عام الكورونا تغييرات جوهرية فى الاقتصاد العالمى، وتصدرت صناعة الأدوية المشهد، لأن مبيعات المنظفات والمطهرات واللقاحات أصبحت هى سيدة الموقف، ولقد كنا نتحدث كثيرًا من قبل عما نسميه «مافيا تجارة السلاح» فإذا هناك ما يسمح الآن بأن نتحدث عن «مافيا تجارة الأدوية» حتى أصبحتُ أحيانًا أشك فى أن القرار السياسى فى الدول الكبرى يتلون وفقًا لمصالح تلك الشركات الاحتكارية، وفى مقدمتها شركات الأدوية، وأظن أن موضوع اللقاحات فى تنوعها وتعددها هو منافسة غامضة بين شركات الدواء وفقًا لمصالح اقتصادية بالدرجة الأولى، وليس يعنى ذلك أننا نصم كل شركات الأدوية فى العالم بسوء النية والاعتماد على الممارسات الاحتكارية، ولكن لا يختلف الكثيرون معنا فى أن هناك شعورًا عامًا يُوحى بأن بعض شركات الأدوية قد توحشت وأصبحت مراكز ضغط قوى على أعصاب النظم، خصوصًا فى الدول المتقدمة صناعيًا أو المتطورة تقنيًا، فأصبحنا نشهد أحيانًا بعض المواقف العبثية عند اختفاء دواء معين أو تأجيل إنزال أحد التطعيمات إلى العامة اعتمادًا على النظرية الكريهة فى علم الاقتصاد وهى تلك التى تتحدث عن (تعطيش السوق)، ولكنها فى هذه الحالة هى سوق المرضى والاتجار بمعاناة البشر، ولا تقتصر الممارسات الاحتكارية بالطبع على شركات الأدوية وحدها بل إن هناك شركات موازية بعضها يتمسح فيما يسميه عالم الفيتامينات والإجراءات الوقائية والأدوية الاحترازية، والخائف دائمًا من وباء كاسح يدفع بلا تردد ويعطى بغير حساب! ولنا هنا بعض الملاحظات على المستوى الوطنى إذ إنه على الصعيد العالمى تبدو الأمور واضحة، ولكننا نحتاج فى مصر إلى مراجعة أمينة لصناعة الدواء فى بلادنا، ومنها:

أولًا: إن تاريخ صناعة الأدوية فى مصر الحديثة قد بدأ بشكل بدائى مع مطلع القرن الماضى، ثم تطور فى العصر الناصرى بظهور شركات حكومية تعمل فى هذا القطاع، حيث بدأ الدواء المصرى يزاحم نظيره الأجنبى على استحياء فى البداية، ثم بدأت مقارنة الأسعار التى تصب فى صالح الدواء المصنع فى مصر تمارس دورها، وتعطى للمنتج المصرى قيمته ومكانته، وظهر واحد من رواد هذه الصناعة وهو الدكتور عبده سلام الذى كان رئيسًا لإحدى شركات الأدوية المصرية، ثم أصبح وزيًرا للصحة فى آخر حكومات الزعيم المصرى جمال عبدالناصر قبل رحيله مباشرة، وهو الذى أشرف على الجانب الإجرائى والطبى فى مراسم دفن الزعيم.

ثانيًا: لقد اجتاحت الأوبئة مصر فى القرن العشرين وقبله كغيرها من دول العالم، فعرفت فى القرن الماضى وحده أمراض «الدرن» و«الكوليرا» و«التيفود»، وقد فقدتُ شقيقًا لى بسبب ذلك المرض الأخير فى منتصف أربعينيات القرن الماضى حتى تنبهت الدولة إلى الثورة التى طرأت على عالم الدواء، وأنتجت تلك الثورة البنسلين والمضادات الحيوية وتوابعها التى أنقذت البشرية من السقوط الكامل فى مستنقع الأوبئة الذى كان يبتلع البشر ويحصد الأرواح.

ثالثًا: لقد اكتشف المصريون فى منتصف القرن الماضى أن صناعة الدواء فى بلادهم قد بدأت تتطور بشكل ملحوظ، وأصبح الدواء المصرى منافسًا قويًا للدواء المستورد من الخارج، خصوصًا أن الفارق فى السعر بينهما يصب تمامًا فى صالح الدواء المصرى ويجعله فى متناول المريض الفقير، ثم بدأت هجمة واضحة بتهريب الدواء المصرى للدول الإفريقية والعربية فى ظل المنافسة القوية التى يتمتع بها الدواء المصرى وتعطيه ميزات لا تقل عن الأدوية العالمية المعروفة، وقد أدى ذلك إلى شيوع عمليات تهريب الأدوية المصرية مما يحقق مكاسب كبيرة.

رابعًا: إن صناعة الدواء صناعة استراتيجية تتصل بالوقاية والعلاج معًا، والاهتمام بها «فرض عين» على كل الحكومات فى مختلف الأنظمة، لأن المريض الذى يتلهف على الدواء هو أشد معاناة من الفقير الذى يتطلع للغذاء، ويكفى أن نتصور الحالة التى يعانى منها بعض أصحاب الأمراض المستعصية عندما يفتقدون الدواء الأساس لحالاتهم الصعبة، خصوصًا أن سعر الدواء الأجنبى قد أصبح باهظًا. إن صناعة الدواء أصبحت مظهرًا من مظاهر التقدم، لذلك فإن اهتمام الحكومة المصرية الحالية بتوفير الدواء للمواطن المصرى هو إنجاز سياسى قبل أن يكون طبيًا أو صحيًا، فالوقاية والعلاج يعتمدان معًا على أدوية متطورة وإجراءات حديثة فى مواجهة الأوبئة التى لا تبدو أنها سوف ترحل قريبًا، بل لعلها تعاود الكَرَّة أكثر من مرة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الأدوية المارد الجديد صناعة الأدوية المارد الجديد



GMT 00:33 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

لبنان والزحف نحو جهنم!

GMT 00:31 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

الرئيس و«المعارضة الهادفة».. ملاحظات أولية

GMT 03:53 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

قمة النمر الزهري

GMT 03:46 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

بازار الوساطة الإيرانية

GMT 03:44 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

«رامبول» في رداء المنزل لا المحاماة

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 22:31 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:22 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العذراء

GMT 14:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 02:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شاكر يكشف مخطط إنشاء محطة للكهرباء من المياه

GMT 06:19 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وينفري تؤكّد أنها غير مهتمة بالترشّح إلى الرئاسة

GMT 06:26 2012 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

زواج المصلحة في المغرب حل موقت مشروع ولكنه مرفوض

GMT 17:21 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

خطوات بسيطة لإزالة بقع الزيت من الملابس

GMT 14:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

راحة للاعبي "يد الأهلي" بعد الفوز على فريق "6 أكتوبر"

GMT 08:45 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مميزة لديكورات حفلة زفاف من وحي الطبيعة

GMT 05:32 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

"غرام العطور" له مؤشرات واضحة اكتشفيها

GMT 22:49 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عالم أحياء يلتقط مشهد رائع للعنكبوت الصياد

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نقوشات جلد النمر تزين ملابسك وتمنحك إطلالة جريئة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria