الغيطاني  والعودة إلى الجذور 22
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الغيطاني والعودة إلى الجذور (2-2)

الغيطاني والعودة إلى الجذور (2-2)

 الجزائر اليوم -

الغيطاني  والعودة إلى الجذور 22

عمار علي حسن

وتمت ترجمة تفاعل جمال الغيطانى مع التراث بدرجات متفاوتة فى نصه الروائى والقصصى ما بين الاستعارة شبه الكاملة، كما حدث فى عمله الأخير «حكايات هائمة»، التى يعد جزء كبير منها مجرد قراءات مختارة لمؤلفها، رتبها بوعى كى تؤدى دورها فى مجمل النص، وما بين التفاعل الخلاق كما حدث مع رائعته «الزينى بركات»، التى لم يكتف «الغيطانى» فيها بالتقاط حكاية تاريخية بالغة الدلالة، يمكن إسقاطها على الواقع المعيش، بل استعاد كثيراً من طرائق الحكى، وأسلوب الكتابة كما جاء عند «ابن إياس» على وجه التحديد.

ولعل عناوين روايات الغيطانى وقصصه الطويلة تقدم عتبات مهمة للبرهنة على ولعه بالموروث، لكن «الغيطانى» لم يكتف فى ولعه هذا بما قرأه فى قديم الكتب والحوليات، بل نزل إلى الشارع بحثاً عن الموروث فى المعمار، سواء الذى لا يزال منه واقفاً على قدميه أو الذى صار أطلالاً، أو فى النقوش المحفورة على أحجار تحط فى وداعة بين جدران قديمة. وكان يقطع الوقت ذهاباً وإياباً بين صفحات الكتب ورقائق الحجر، ليعرف أكثر عن العالم الذى خلب لبه.

وربما جعلت هذه التجربة الغيطانى منقسماً دوماً بين إدراكه للقوة فى الواقع، والقوة فى نصه الأدبى، فهى فى الأول بيد السلاطين والملوك والأمراء وقادة الجند والأعيان، الذين سجل المؤرخون سيرهم، وفى الثانى هى للناس، ملح الأرض وخمير العجين، ممن لا تكتمل الرواية إلا بهم، فهم قد يصبحون أبطالها أو شخصياتها الضاجة بالحياة، وصانعى سياقها، ومنتجى حكاياتها الصغيرة، وخلفياتها الاجتماعية المتينة التى لولاها لما فارق الأدب ما سجله المؤرخون القدامى.

وظل «الغيطانى» موزعاً بين هذين الصنفين من القوة، فقد ارتبط ارتباطاً وثيقا بالجيش المصرى، الذى يُنظر إليه باعتباره النواة الصلبة فى البلاد، منذ أن كان «الغيطانى» مراسلاً حربياً لصحيفة «الأخبار» على خط النار فى معركة الاستنزاف وأكتوبر 1973 ضد إسرائيل. وظلت القوات المسلحة المصرية تتعامل معه على اعتبار أنه واحد من أبنائها، وهو ما ظهر بوضوح فى نعيها له. وفى الوقت ذاته كان على الغيطانى أن يتعامل كمثقف، بما يعنى انحيازه للناس، أو تبنيه فى مطلع شبابه لأفكار لا تروق لتصورات الجيش وعقيدته وانضباطه، ودخل بسببها السجن، لكن سرعان ما فارق هذه المحطة، لينتظم بقلمه فى صفوف الجهد الحربى، ومنه وله يبدع نصوصاً عديدة، من بينها قصته الجميلة «حكايات الغريب»، ثم يقترح سلسلة كتب عن المؤسسة العسكرية، ويشرف عليها، ويصدر بعضها بالفعل عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وقد أغمض «الغيطانى» عينيه فى أحد مستشفيات القوات المسلحة، التى دافع عن دورها السياسى بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان، لكنه كان قبل أن ينقل إليه فاقداً الوعى، غارقاً فى كتب التراث وتجارب واقعه، ليخط على الورق فى أقصى سرعة ممكنة بعض ما حلم أن يكتبه، وتمنى لو منحه الله عمراً إضافياً لينجز هذه المهمة، لكن قدر الله أن تتوقف رحلته عند هذا الحد، وله وحده سبحانه المجد والدوام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغيطاني  والعودة إلى الجذور 22 الغيطاني  والعودة إلى الجذور 22



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 02:45 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

بريجيت ماكرون تنضم إلى مجموعة أزياء بيت ديور

GMT 08:05 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

انطلاق فعاليات مؤتمر "أفريقيا 2017" من مصر الخميس

GMT 12:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أوشين بلو بيتش ريزورت الأجمل في الهواء الطلق

GMT 19:32 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الباطن السعودي يعلن ضم بدر النخلي حتى نهاية الموسم

GMT 09:16 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حكم تأخير غُسل الجنابة إلى طلوع الفجر في رمضان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria