الأدب وأحوالنا الاجتماعية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الأدب وأحوالنا الاجتماعية

الأدب وأحوالنا الاجتماعية

 الجزائر اليوم -

الأدب وأحوالنا الاجتماعية

عمار علي حسن

ليس من المقبول أن يصبح الأدب وعظاً أو أيديولوجية أو منشوراً سياسياً، لكن فى نصوصه ظلالاً لمسائل اجتماعية وسياسية. وقد فطن علماء العرب، فى اللغة والأدب والاجتماع والفلسفة، إلى أن ما بين أيديهم من قصائد وشهادات وخواطر نثرية تنطوى، إلى جانب الجمال والذوق الرفيع، على قيم وقرت فى نفوسهم وعقولهم، إلا أن أحداً منهم لم يبلور هذا بشكل متكامل ويجمع المتفرق الذى جاء هنا وهناك فى كتاباتهم وأبحاثهم، حتى جاء نقاد الأدب العربى المعاصر ليستفيدوا من الآفاق الرحبة التى جادت بها سوسيولوجيا الأدب فى الغرب ويعيدوا النظر فى تراثهم الأدبى وفق هذا المنظور، مع الوعى بخصوصية الأدب العربى من جهة، وما أنتجه نقاد الأدب وعلماء الاجتماع العرب من جهة ثانية. وزاد هذا الاتجاه بعد أن تبلورت ملامح الرواية العربية التى تنهل من الواقع الاجتماعى وتضيف إليه فى جدل لا ينتهى.

وإذا كان علماء النفس والاجتماع يتعاملون مع موضوع القيم حسب ما يمليه الواقع الفعلى أحياناً، وما تفرضه ضرورة البحث العلمى أحياناً، فإنهم بذلك يمهدون الطريق أمام علماء السياسة ليتحدثوا عن «قيم سياسية» يتشرنق بعضها داخل مفاهيم وسلوكيات سياسية بحتة، ويمتد بعضها ليتقاطع فى عمومياته مع مجالات الفلسفة والاجتماع وعلم النفس، ليتشظى تحت عنوان عريض مفاده «قيم عامة لها أبعاد سياسية».

ولأن الأدب حامل لقيم معينة أو وعاء لها، من منطلق كونه غير منبتّ الصلة بمسيرة الحياة اليومية للأفراد والشعوب، ولأن السياسة تماهت فى كافة الظواهر الاجتماعية أو الإنسانية تقريباً، أصبح من الممكن، بل من الضرورى، التنقيب عن قيم سياسية فى ثنايا النصوص الأدبية.

وإذا كانت هناك مؤشرات أو مظاهر متعارف عليها بين الجماعة البحثية لمختلف القيم السياسية، فإن الأدب يبدع مؤشرات ومظاهر خاصة حين يخضع للدراسة السياسية. ومن هذا المنطلق يجب أن نترك النص الأدبى ليمارس حريته فى تحديد هذه المظاهر.

ويمكننا أن نبحث فى ثنايا النصوص الأدبية عن قيم فلسفية وسياسية مثل الحرية والعدالة والمساواة والانتماء والتسامح والثقة والانخراط… إلخ، بالإضافة إلى هذا فإن براح النص الروائى يجعل الفرصة سانحة أمام باحثى علم السياسة ليستعملوا ما هو ملائم من الأدوات والمناهج العلمية، فى سبيل رصد كل نقاط التقاطع أو التماس بين الأدب والسياسة. فالمنهج البنائى الوظيفى يساعد فى تحديد الدور السياسى للعلوم والأبنية غير السياسية مثل الأدب، ومنهج الاتصال يمكن أن يتعامل مع النص الأدبى على أنه رسالة اتصالية، إذ إنه إنتاج للمبدع (مرسل)، يتم نقله إلى المتلقى (مستقبل)، من خلال وسائل معينة مثل القراءة والدراما.. إلخ (أدوات اتصال)، ويدلى المتلقى بعد ذلك بدلوه فى تفسير هذا النص (تغذية مرتدة). أما منهج التحليل الطبقى فيساعد فى رصد دور الأدب فى بناء وعى الفرد بطبقته الاجتماعية، كما أن منهج النقد الاجتماعى يمثل الطريقة التى يقوم من خلالها نقاد الأدب وعلماء السياسة، على حد سواء، بمناقشة الدور الاجتماعى للأدب.

وهذه المناهج العلمية تفتح باب «الأدب» على مصراعيه أمام دارسى العلوم السياسية. فعلاوة على موضوع «القيم السياسية» يمكن أن يتصدى البحث السياسى لدراسة موضوع «دور الأدب فى تشكيل الوعى السياسى»، منطلقاً من طرح أسئلة عديدة حول طبيعة العلاقة بين مفهومى «الأدب» و«الوعى السياسى»، والمداخل والوسائل العلمية التى يمكن من خلالها تحديد دور الأدب فى صياغة الوعى السياسى للفرد والمجتمع، أى فى تنمية معرفة الإنسان بأبعاد الصراع الاجتماعى وماهية القضايا العامة وطبيعتها ورؤية الجماهير والمثقفين للسلطة السياسية، لينتقل بعد ذلك إلى تحديد مضمون هذا الوعى ذاته.. إلخ.

كما يمكن دراسة موضوع «الأقليات» العرقية والدينية واللغوية من خلال الأدب، مثل الأقباط فى مصر والمسيحيين فى السودان، والبربر فى بلاد المغرب العربى، واليهود فى اليمن والعراق والمغرب وتونس، ويكون ذلك بتحليل نصوص روائية أو مسرحية أو شعرية أو من الأدب الشعبى، أنتجها مبدعون ينتمون إلى هذه الأقليات، أو أبدعها كتّاب ينتمون إلى الأغلبية فى هذه البلدان. وعبر الأدب من المستطاع دراسة الشخصية الوطنية لكل قطر عربى على حدة، أو الشخصية القومية للعالم العربى بوجه عام.

وقد يتعامل البعض مع الأدب بوصفه أحد مدخلات الثقافة السياسية لشعب ما، ويقارنون بينه وبين المدخلات الأخرى فى هذا المضمار، مثل المناهج التربوية والتعليمية، ودور العبادة، ووسائل الإعلام.. إلخ. ويمكن كذلك إعداد دراسات تتجاوز الجوانب النفسية للعملية الإبداعية لتبحث فى مدى ارتباط الإبداع بالحرية السياسية والاجتماعية، ومن ثم بالثقافة الديمقراطية فى بعديها القيمى والفلسفى وهذا عبر دراسة الروافد السياسية لتكوين عقلية المبدع وشخصيته، أى تنشئته السياسية التى تنعكس على ما ينتجه من أعمال إبداعية، وبعد ذلك دراسة تفاعل إبداعه مع البيئة المحيطة به.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدب وأحوالنا الاجتماعية الأدب وأحوالنا الاجتماعية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 07:47 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

منتجات لزيادة الإثارة أثناء العلاقة الحميمة

GMT 07:59 2019 الأحد ,07 تموز / يوليو

أصالة تطرح أحدث أغانيها باللهجة الخليجية

GMT 02:39 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نبيلة عبيد تُؤكّد على عودتها إلى السينما مِن جديد

GMT 21:59 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد كوكيز الشوفان بالشوكولاتة والمارشميلو

GMT 00:22 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بسمة بوسيل تطرح مجموعة من مستحضرات التجميل

GMT 01:40 2015 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

مسلسلات رمضان بلا هدف

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

GMT 07:06 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تتحدّث عن أسباب التغييرات المناخية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday