مسألة الموروث
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مسألة الموروث

مسألة الموروث

 الجزائر اليوم -

مسألة الموروث

عمار علي حسن

يعد الرضوخ الكامل للموروث أياً كانت صورته ومضمونه من الأشياء التى تعيق الخيال، وتقف حجر عثرة أمام الانطلاق إلى المستقبل. فكثير من العادات والتقاليد والطقوس والآراء الدينية الجامدة والمتكلسة تحول أحياناً، دون التغيير إلى الأفضل.

قد تكون هذه هى الخلاصة التى نخرج بها من قراءة كتاب مهم للأستاذ أحمد صلاح الدين عنوانه: «ممنوع الاقتراب.. التحرر من الموروث» وصدر مؤخراً عن «دار كتابى»، وحفل بالعديد من الآراء والمعلومات والتصورات النابعة من حضارات وثقافات وأديان عرفها البشر فى تاريخهم الطويل. وقد برع الكاتب فى توظيف قراءاته الواسعة ورحلاته فى خدمة الرسالة التى أرادها من كتابه، وبدا أشبه بالنعامة التى تلتهم أشياءً متناثرة ومتنافرة ثم تهضمها لتصير مادة سلسة مفيدة.

هذا الكتاب الممتع أثار فى ذهنى عدداً من الأمور، تبدو بالنسبة لى خلاصات وتصورات يجب طرحها على ضفافه، تدور كلها حول سؤال: لماذا يحول الاستسلام للموروث دون التغير إلى الأفضل؟ وفى ظنى أن هذا مرده إلى عدة أسباب:

1 - هذه العادات والتقاليد هى أفعال تنتمى إلى أجيال قديمة، كانت تواجه ظروفاً مغايرة، وتطرح أمامها تحديات معينة، وأسئلة نابعة من واقعها. ويؤدى التفاعل مع الظروف، والاستجابة إلى التحديات، والإجابة عن الأسئلة، إلى خلق نمط من التفكير والأقوال والأفعال قد يجمد مكانه ويرسخ، وحين يأتى زمن آخر يفرض تحديات ويطرح أسئلة ويخلق ظروفاً مغايرة، يكون ما رسخ فى القديم غير صالح للتعامل مع هذه التطورات الجديدة، فإن تمسك به الناس حرفياً بزعم أنه يشكل مخزوناً للحكمة والأخلاق والحل وسير الأجداد التى يجب الالتزام بها، يكون بلا شك عائقاً أمام تقدمهم.

2 - هذه الموروثات بمختلف أشكالها عبّرت، أو عكست فى أيام انطلاقها ثم رسوخها، عن منافع ومصالح فئات وشرائح اجتماعية، وربما أفراد متحكمين فى الأمور، ويحرص عليها الذين على شاكلتهم رغم تبدّل الأزمنة، وتباعد الشقة بين القديم والمعيش. ومثل هؤلاء يحاربون بكل طريقة إبداع الجديد، وخرق المألوف، وطرح البدائل، وهذا يقتل القدرة على التخيّل السياسى أو غيره.

3 - تجد هذه العادات والتقاليد، بكل ما تنتجه من قيم وأفكار وطقوس، حجيتها فى إطار عملية التنشئة الاجتماعية، حيث يقوم الأجداد والآباء بتعليم الأبناء والأحفاد ما ورثوه وألفوه، أو اعتادوا عليه، ويصرون على أن هذا هو الصواب، وأن صلاح الجيل الجديد يكون على قدر تمسكه بهذه «الأصول». وعملية التنشئة تلك لها أدواتها المتعددة، وبالتالى تفرض القديم كله، وتستعمله فى معاندة أى جديد أحياناً، ليتحول إلى كابح أو كابت للقدرة على إبداع ما ينفع الحاضر، ناهيك عن التخطيط للمستقبل.

4 - رغم حاجة الناس المتجددة إلى الدين، فإنهم لا يرونه إلا من خلال ما وصلهم عن الأقدمين، ليس من نصوص فحسب، إنما ممارسات وتصرفات تحملها أقاويل، كثير منها لا يمكن البرهنة عليه بشكل قاطع، لأنه فى النهاية تسجيل لتاريخ اجتماعى، ينطبق عليه ما ينطبق على الكتابة التاريخية أحادية الجانب، أو التى تُروى على لسان المتغلب، ويحملها هؤلاء المنتصرون عبر الزمن بقدر حرصهم على اندثار رواية المغلوب.

وطالما شكلت هذه المرويات التاريخية، التى هى عبارة عن تاريخ أتباع الدين وليس الدين نفسه، عائقاً أمام التجديد، ومثلت قيداً على الخيال، بدعوى أن هذا «بدعة» و«كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار». وإذا قمنا بجردة حساب لتصريحات وتصرفات أتباع الجماعات الدينية السياسية، أو تلك التى توظف الدين فى تحصيل السلطة السياسية، سنجد أن معتقداتهم فى حجية وصدق وطهر ما ملأ رؤوسهم من أقوال الأقدمين يقف حجر عثرة أمام إطلاق خيالهم السياسى، ليتبنوا خطاباً، ويبدعوا طرقاً، تلائم واقعهم المعيش، أو يتكيفوا بالفعل مع المستجد فى ترتيبات السياسة وخطابها من قبيل الدولة الوطنية، والدساتير، وسيادة الشعب وكونه مصدر السلطات، والديمقراطية، وتداول السلطة، والحريات الفردية.. إلخ.

والآثار السلبية التى يتركها الاستسلام للموروث على الخيال الإبداعى، لا تعنى بأى حال من الأحوال، إهمال أمرين، الأول أن القديم من عادات وطقوس وأقوال السالفين والسابقين لا يموت تماماً، وليس كله شر أو قيد، فبعض ما فيه مفيد، شرط ألا يتم التعامل معه بوصفه مقدساً أو معياراً للفضيلة، إنما قابل للنقد والغربلة، بما يقود إلى الاستفادة من إيجابياته ولفظ سلبياته. والثانى هو أن رفض قيد الموروث لا يعنى أبداً إهمال دراسة التاريخ واستقراء وقائعه وأحداثه، لتعيننا على فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسألة الموروث مسألة الموروث



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 13:16 2020 السبت ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:29 2017 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

مخاوف ألمانية من ارتفاع أسعار الطيران

GMT 17:47 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة لبس حجاب مدونات الموضة الخليجيات

GMT 12:47 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات مخملية أنيقة لمنزل عصري في موسم شتاء 2017

GMT 02:51 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حكومة بريطانيا تناقش آخر موازنات «ما قبل البريكست»

GMT 01:53 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

شركة بنتلي تكشف عن سيارتها "بنتايجا" الهجينة في معرض جنيف

GMT 02:24 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

بوتين وأردوغان يناقشان قرار الأمم المتحدة بشأن القدس

GMT 00:19 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة قمر ترقص على الجمل وسط أهرامات مصر

GMT 03:34 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

عارضات أزياء يلجأن إلى مجال التصميم الداخلي للمنازل

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 05:19 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

هل تقلع قطر عن التدخين؟
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday