أقاصيص قصيرة جـداً
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أقاصيص قصيرة جـداً

أقاصيص قصيرة جـداً

 الجزائر اليوم -

أقاصيص قصيرة جـداً

عمار علي حسن

حسرة

مشت الحسناء تتبختر فى شارع السوق فانجذبت إليها عيون الباعة والزبائن. وقفوا واجمين وتجمدت أنظارهم إلى ساقيها المرسومتين فى بنطالها الضيق، وصدرها الناهد، وشعرها المسترسل الذى يسافر ويعود فى نسائم الربيع الطرية.

وقفت فاهتزت القلوب، ومالت إلى أسفل فمالت معها الأجساد على الجانبين، وأشارت بيدها فهمّوا نحوها يحدوهم جميعاً أمل فى لمسة أو همسة أو كلمة، لكنهم فوجئوا بقطيطة ضامرة تخرج من بين الفتارين المتلألئة بأنوار مبهرة والمكتظة بصنوف البضائع، وتجرى إليها فتلتقطها وتحتضنها وتمضى صامتة تودعها الحسرات.

عاقول

أحراش فوق الرمل بين خضراء داكنة وصفراء باهتة، تملأ عينى فجأة بينما الحافلة تجرى فوق أسفلت يمزع بطن الصحراء. نبشت فى ذاكرتى عن اسم هذا النبات الشوكى فعجزت عن الوصول إليه.

وانشغلت بصور أخرى توالت فى الطريق الممتد، لكن بين الفينة والأخرى كانت تقتحمنى صورة هذا النبات، وتقطع كل الصور.

فجأة جادت علىّ الذاكرة بصورة قديمة، كنت أقف فيها فوق طريق ترابى يعلو قريتنا، راكباً حماراً جائعاً، كان ينحرف نحو نبات شوكى على جانب الطريق، ويلتهم منه على قدر استطاعته، وجاءنى صوت عجوز كان يمتطى صهوة جمل نحيل:

- العاقول تأكله الجمال فابعد حمارك عن زاد جملى الوحيد.

جنازة

ماتت زوجة العمدة، الذى يدوس بلا رحمة على أعناق أهل القرية، فولولت النساء فى الشوارع، وأجهش الرجال بالبكاء، وتزاحموا على حمل نعشها إلى المقبرة البعيدة.

بعد أيام قليلة مات العمدة، فأغلقت الدور على نساء يرقصن، ورجال يصفقن، وعيال تصدح بغناء طويل، ومضت جنازته فى شوارع القرية على أكتاف بناته العانسات، وهن يتساءلن فى ضجر: لماذا لم يسمح المرحوم للناس بأن يقيموا مقبرة قريبة من البيوت.

غنيمة

ركل الشرطى بقدمه مشنة الليمون الناضر لعجوز تقف على طرف السوق، فتدحرج تحت أقدام العابرين. صرخت بكل ما أوتيت من قوة وراحت فى نوبة بكاء طويل. جاء الناس مسرعين إليها، ودس كل واحد منهم يده فى جيبه وأخرج ما يقدر على مساعدتها به.

بعد أن مضوا جلست تعد ما تراكم فى جيبها، فجفت دموعها، وانبسط وجهها المنقبض، وسرت فى شرايينها دفقات عارمة من السرور.

جاءت فى اليوم التالى بليمونها، ووقفت فى مكانها المعتاد، تقلب عينيها يميناً ويساراً بحثاً عن أى شرطى ظلوم.

غياب

فى سنوات الغربة أصيب الرجل الأسود بالبهاق، وحين عاد إلى بيته مشمولاً بنظرات العجب، قالت زوجته البيضاء لزائريه:

- لم يتحمل فراقنا فخسر أكثر ما جذبنى إليه أيام الصبا.

ثقل

انكسرت الرجل الرابعة من الكرسى القديم، فقالت الأرجل الثلاث للرجل البدين الجالس فوقه شارداً:

- ارفع جسدك قليلاً، ليحمل الهواء عنا ربع الحمل الذى نطيقه.

اختيار

قال الأستاذ لتلاميذه:

- قررت أن أمنح نصفكم ستين فى المائة من درجة مادة الرياضيات، والنصف الآخر عشرين فى المائة، شرط أن يختار نصفكم خيار الخمس.

وزع عليهم أوراق الاختيارات، فدونوا فيها خياراتهم، فلما فحصها وجد اثنين فقط قد اختارا خمس الدرجة، فنظر إليهم، ثم مضى صامتاً، تاركاً كلاً منهم يرسل إلى زميله نظرة عتاب طويلة.

أُنس

رمل وجبل وبينهما ماء مالح فسيح، تمتزج زرقته الداكنة بزرقة فاتحة لسماء رائقة. لا شىء يعكر هذا الصفاء سوى طائر أبيض وحيد، ونبتة واقفة فوق تبة رمل صغيرة، تشاكس الريح.

يحوم الطائر فليثم الماء ثم يصعد نحو السماء، وحين يرمق الجبل ترتعد فرائصه فيعطيه ظهره، ويبتعد حائراً، لكنه حين يلمح النبتة يمرق إليها، ويقف عندها مغمضاً عينيه، وفاتحاً منقاره يحدثها، وهو يميل برأسه ليصغى إلى حفيفها الخفيض بحثاً عن أى أنس.

صيد

رمى شصه الكبير فى البركة الفسيحة المظلمة، وجلس ينتظر. مرت نصف ساعة دون أن يرى غمازته تهتز ولو قليلاً.

قال لنفسه: «سمكة لئيمة أكلت الطعم وهربت ولا بد من تغييره».

سحب السنارة، فوجدها ثقيلة. وقف على قدميه، وسحب فازدادت ثقلاً، وقف على أطراف أصابعه، وصرخ: امسكوا معى، إنها سمكة كبيرة.

هرع إليه الجالسون حوله وجذبوا معه بشدة، فسقطوا على ظهورهم. قاموا وجذبوا مرة ثانية برفق، ثم بشدة، حتى ظهر شىء أسود، ذاب فى الليل. فلما وصل إليهم وجدوه حذاءً ملفوفاً فى كيس بلاستيكى مملوء بالطين والقش والزجاج المكسور، وفى المنتصف تتقافز سمكة صغيرة، باحثة عن خلاص.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقاصيص قصيرة جـداً أقاصيص قصيرة جـداً



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 13:16 2020 السبت ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:29 2017 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

مخاوف ألمانية من ارتفاع أسعار الطيران

GMT 17:47 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة لبس حجاب مدونات الموضة الخليجيات

GMT 12:47 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات مخملية أنيقة لمنزل عصري في موسم شتاء 2017

GMT 02:51 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حكومة بريطانيا تناقش آخر موازنات «ما قبل البريكست»

GMT 01:53 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

شركة بنتلي تكشف عن سيارتها "بنتايجا" الهجينة في معرض جنيف

GMT 02:24 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

بوتين وأردوغان يناقشان قرار الأمم المتحدة بشأن القدس

GMT 00:19 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة قمر ترقص على الجمل وسط أهرامات مصر

GMT 03:34 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

عارضات أزياء يلجأن إلى مجال التصميم الداخلي للمنازل

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 05:19 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

هل تقلع قطر عن التدخين؟
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday