مقهى كانوڤا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مقهى كانوڤا

مقهى كانوڤا

 الجزائر اليوم -

مقهى كانوڤا

محمد سلماوي

اليوم العيد، فلنترك السياسة جانباً ليوم واحد قبل أن تعود لتفرض نفسها علينا مرة أخرى. أكتب من العاصمة الإيطالية روما، حيث أجلس فى مقهى «كانوفا» فى ڤيا ديل بابوينو، وهو مقهى خاص أتمنى أن نقتدى به فى بعض منشآتنا السياحية، فهذا المقهى الذى يحمل اسم واحد من أكبر المثالين الإيطاليين فى بداية القرن الـ19، وهو أنطونيو كانوفا، ليس مجرد مقهى يحمل اسم الفنان الإيطالى الكبير، وإنما هو فى الواقع مرسم أو محترف كانوفا الذى كان ينحت به أعماله الفنية الشهيرة، وقد اشتراه كانوفا عام 1818، إرضاء لتلميذه الشاب آدامو تادولينى، الذى لم يكن له مرسم خاص.
ويحمل هذا المكان عبق التاريخ، فهو مبنى يزيد عمره على 200 سنة، وتوجد على ناصيته إحدى صنابير روما الشهيرة التى تحمل ماء الينابيع القادمة من أعالى الجبال، والتى يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وتوجد منها بضعة آلاف فى روما، حيث يأتى إليها الناس ليشربوا من مائها الرقراق أو لملء زجاجات يحملونها لمرضاهم المتطلعين للشفاء، ويطلق أهالى روما على هذه الصنابير اسم Nasonidi roma، أى «مناخير روما الكبيرة»، من جمع «منخار»، أى أنف. أما أكثر ما يحمل عبق التاريخ فى هذا المقهى فهو تماثيل كانوفا وتادولينى نفسها التى بقيت، حيث كانت منذ رحل كانوفا عام 1822، كما بقيت الغرفة التى كان يصنع فيها قوالب الجبس لتماثيله الشهيرة، وبقيت أيضا أدوات النحت التى كان يستخدمها هو وتادولينى.
ووسط هذه الأعمال الفنية الأصلية وضعت طاولات الزبائن يجلسون حولها، كما يجلسون فى أى مقهى آخر يحتسون القهوة «الإسبرسو» الإيطالية أو يتناولون الطعام الإيطالى الأصيل.
فهذا المكان الذى سميته فى بداية المقال «مقهى» هو فى الحقيقة متحف متكامل، لكن الفرق هو أنك تستطيع أن تجلس به وتتناول طعامك أو مشروبك المفضل وأنت تشاهد المعروضات، وهذا ما قصدته بأن نقتدى به فى بعض منشآتنا السياحية، هذا التزاوج بين الثقافة والسياحة الذى يجعل السائح يتعرف على طبيعة المطبخ الوطنى للبلد الذى يزوره فى الوقت نفسه الذى يتعرف فيه على تاريخه الحضارى القديم.
فما أكثر المبانى القديمة عندنا والتى ترتبط بعلامات مهمة فى تاريخنا، فلماذا لا يتم إحياء هذه الأماكن وتأهيلها لاستقبال الزائرين بأن تتحول إلى مكتبة مثلاً أو مقهى أو غير ذلك؟ فمن المعروف أن المبانى القديمة إن لم يتم ترميمها وإعادة تأهيلها لتصبح مبانى حية يؤمها الناس لنشاط ما، تتداعى وتتهدم، وهذا المرسم / المتحف / المقهى على سبيل المثال تم ترميمه عام 1967 دون المساس بطابعه الأصلى أو حتى بألوان حوائطه كما كانت وقت كان يعيش ويعمل به كانوفا مع تلميذه تادولينى. إن لدينا بأحياء القاهرة القديمة، بل فى بعض المدن المصرية الأخرى مثل هذه المبانى التى يمكن أن تتم إعادتها للحياة بالترميم وبإقامة نشاط ما بها يعطى للزائر فرصة للتعرف على هذا التاريخ، فى الوقت الذى يشترى فيه كتابه أو يحتسى قهوته أو أن يتناول فيها طعاماً مصرياً أصيلاً يختلف عما تقدمه الفنادق للسائحين. إن مقهى أو متحف كانوفا على سبيل المثال يعتبر واحداً من أفضل المطاعم الإيطالية التى تستطيع فيها أن تتعرف على المطبخ الوطنى على أصوله، فى الوقت التى تقرأ فيه عن تاريخ المكان فى المطوية الموجودة على طاولتك، وتشاهد تماثيل اثنين من أكبر مثالى إيطاليا، حتى ما لم يكتمل منها، فلماذا لا يكون عندنا مثله؟
كل عام وأنتم بخير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقهى كانوڤا مقهى كانوڤا



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:10 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عطر "داليا ديفين" من "جيفنشي" للمرأة المتميزة في 2018

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح وهدى عمار ضيفا برنامج "صالون أنوشكا" على شاشة dmc

GMT 17:26 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تورونتو مابل ليفز يهزم وايلد في دوري هوكي الجليد

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأنصاري تقيّم أزياء الفنانات في مهرجان "AC Awards"

GMT 08:10 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

المغرب تحافظ على سلالات الحصان العربي البربري

GMT 23:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تألق المعيوف يساند الهلال في المشوار الآسيوي

GMT 00:39 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

محمد بن عبدالعزيز يعزي الشيخ مطاعن شيبة

GMT 00:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رانيا محمود ياسين تستعدّ لتقديم عمل سينمائي ودرامي جديد
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria