كشفت نتائج تشريح جثمان الشهيد الفلسطيني ميسرة أبو حمدية، الذي استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي في 2 نيسان/إبريل الماضي، وجود إهمال صحي بعدم التعاطي مع الشكوى المرضية والحالة الصحية، التي كان يعاني منها على الرغم من وجود تشخيص مبدئي للسرطان، ولفت مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني، د. صابر العالول، في مؤتمر صحافي عقد الأحد في "مركز الإعلام الحكومي" في رام الله "تأخرت إدارة السجن بنقله إلى المستشفى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له، وعدم إعطائه حتى المسكنات التي تتناسب مع حالته المرضية". وأشار د. العالول أن التقرير أوضح أن سبب الوفاة هو مرض السرطان الطلائي غير المتمايز "كارسينوما" والمنتشر بالرئتين والرقبة والعقد اللمفاوية والكبد والدماغ والعظم والنخاع العظمي من الدرجة الرابعة النهائية. وأوصى التقرير بتشكيل لجنة دائمة من خبراء الطب الشرعي محلية ودولية تكلف بزيارة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف على أحوالهم الصحية، والخدمات الطبية المقدمة لهم. وأضاف  د. العالول "إن عملية نقل الأسير من السجن إلى المستشفى لم تكن بواسطة سيارة إسعاف مجهزة تتناسب وحالته الصحية، وكل ذلك يعتبر مخالفاً للمعايير الدولية للتعامل مع الأسرى والمرضى منهم تحديداً، كما أنه لم يتم معالجة الشهيد بأية مواد كيماوية أو إشعاعية". وتابع د. العالول "إن التشريح أظهر أن الجثة ذات بنية عضلية هزيلة أثناء الحياة، وأن عموم أنحاء الجثة خالية من أية آثار لشدة خارجية أو عنف، ولا يوجد آثار تعذيب أو ربط". وشدد د. العالول على أن التقرير يحمل إدارة مصلحة السجون المسؤولية المباشرة عن ذلك، ولا يعفى من المسؤولية أطباء السجون، ويتحملوا كذلك مسؤولية قانونية وأخلاقية للتعامل السيء مع المرضى، وعدم قيامهم بواجبهم الطبي الإنساني. و قال العالول "الصفة التشريحية أظهرت وجود سرطان بالحنجرة بالجهة اليمنى لمنطقة الأحبال الصوتية، منتشر في الغدد اللمفاوية العنقية التي كانت بدورها متضخمة بشكل كبير، وكذلك انتشار للسرطان بشكل واسع في جميع الأعضاء الداخلية كالغدة الدرقية، الرئتين، الكبد، القلب، عظام الفقرات الصدرية والقطنية، وأحد الأضلاع الصدرية". وأضاف د. العالول أيضاً "الانتشار بالشكل الواسع الموصوف الذي يدل على أن المرض منذ فترة زمنية طويلة يشير إلى إهمال طبي واضح بعدم إعطائه العلاج الصحيح واللازم والسريع، علماً بأنه لم يتبين لنا وجود أي أثر علاج كيماوي أو شعاعي، مما أدى إلى الانتشار بكثافة".  وتابع د. العالول: "الرأي الفني للتقرير يقول أن الورم السرطاني غير المتمايز "كارسينوما" والمنتشر بالرئتين والعقد اللمفاوية والكبد والعظم والدماغ والنخاع العظمي من الدرجة الرابعة النهائية عمره لا يقل عن 6 شهور، وقد يصل لعدة سنوات، وكان يتسبب بألم شديد في الجسم، ولم يعالج شعاعياً ولا كيميائيًا". ومن المتوقع ان يعقب نشر التقرير بشكل نهائي اجراءات رسمية فلسطينية تطالب خلالها مؤسسات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان وذلك تمهيدا لرفع قضية دولية بهذا الشأن.