الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
نظمت السفارة الأثيوبية في الخرطوم، السبت، بالتعاون مع جمعية "الصداقة السودانية الأثيوبية" بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للراحل رئيس الوزراء الأثيوبي، مليس زيناوي، احتفالًا برعاية الرئيس السوداني، عمر البشير. وقالت أرملة الراحل زيناوي، أزيب مسفن، في كلمتها بالمناسبة، "إن أفريقيا فقدت برحيل مليس سلاحًا كانت تحارب به". وأكدت أنها "ستزور السودان دائمًا، لأنه الوطن الثاني لها، وللراحل زيناوي" مشيدة بمواقف السودان، ودعمه اللامحدود لبلادها خلال فترة النضال والكفاح المسلح. وقالت، "أفتقد في يوم كهذا، رجل صاحب تاريخ ناصع كان يحلم دومًا بأفريقيا موحدة وقوية، وسعى لذلك بكل عزم، ليصبح أحد قادة الاتحاد الإفريقي"، موضحة أن "زيناوي فقده الجميع، لأنه كان بالنسبة لنا الأب والقائد الملهم، وربان السفينة الماهر". وأضافت، "ما كان الراحل يطمح لتحقيق مصالح ذاتية أو شخصية، إنما كان يحمل هَمِّ الجميع في بلاده، وأفريقيا الأم الكبيرة". كما تحدث في الاحتفال، وزير الاستثمار مصطفي عثمان إسماعيل، ممثلًا للرئيس السوداني، وقال "إن الاحتفال يحمل أكثر من معنى ويجسد العلاقة الأزلية بين شعبى البلدين، معددًا مآثر الراحل زيناوى"، وداعيًا إلى أن تحمل المؤسسات بين البلدين اسمه تخليدًا لمدرسته في الحكم، مثمنًا جهود الراحل، في توحيد القارة الأفريقية، وعلاقته مع القيادة السودانية". وتحدث رئيس وزراء السودان السابق، وزعيم حزب الأمة، الصادق المهدي، قائلا: إن "زيناوي أدرك أن أكبر كارثة تحل بشعب متعدد هي محاولة فرض رؤية أحادية الجانب فاعترف، بالتعددية، واللامركزية الفيدرالية، كاستحقاقات لوحدة البلاد" وأضاف المهدي، أن كثيرًا من القادة الثوريين يحبسون أنفسهم في مرحلة الثورة بعد الانتصار، فلا يحسنون الانتقال من الثورة إلى الدولة، لكن زيناوي نجح في ذلك، وحافظ على درجة من المساواة بين أقاليم بلاده المتعددة، وخلق حالة من الاستقرار في بلاده لصالح عمليات التنمية؛ لتصبح أثيوبيا في عهده رقمًا إقليميًّا مؤثرًا، وصار زيناوي رجل دولة بامتياز، وكان يؤمن بأن مصلحة السودان وأثيوبيا واحدة، تجاه ملفات عدة، من بينها ملف مياه النيل".