تجددت  التظاهرات الرافضة لقرار رفع الدعم عن المحروقات بعد صلاة  الجمعة في عدد من مناطق الخرطوم، وتحدثت مصادر عن وقوع قتيل وجرحى في مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في منطقة بري في الخرطوم. وردد  المئات من المصلين في مناطق الثورة وشمبات وبري، هتافات تطالب باسقاط النظام، وترفض الإجراءات الاقتصادية، كما رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالسلمية ونبذ العنف. وأكد مصدر في ولاية الخرطوم، فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح إلى "العرب اليوم"، الجمعة، أن التظاهرات  محددة، وأن الشرطة تتابع الموقف، إلا أن أحد قادة تحالف المعارضة السودانية أكد أن الشرطة أطلقت الغاز المسل للدموع لتفريق المحتجين في كل هذه المناطق، وتعاملت مع المحتجين بعنف، مشيراً إلى أن التظاهرات لن تتوقف. من ناحية أخرى، طالب زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، في خطاب لأنصاره بعد صلاة الجمعة، عدم الخروج في تظاهرات جديدة، وانتظار ترتيبات تتم مع بقية الأحزاب المعارضة. ونادى المهدي بالسلمية ونبذ العنف. وقال مصدر في حزب الأمة، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن قوات الشرطة انتشرت بكثافة مع تعزيزات كبيرة حول  مسجد ودنوباوي في أم درمان، تحسبا لتجدد التظاهرات في أعقاب دعوة بالخروج عقب صلاة الجمعة. وأكد المصدر أن المئات كانوا على استعداد للإنطلاق في احتجاجات جديدة ضد النظام ، مضيفا أن شعار حزب الأمة المعلن هو اسقاط النظام.  وكان وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد، أعلن، في حديث لبرنامج بثته الإذاعة السودانية الرسمية الجمعة، أن الشرطة لن تتهاون مع محاولات إشاعة الفوضي، مضيفا أن توجيهات صارمة صدرت لقوات الشرطة بالتعامل في حسم مع محاولات زعزعة الأمن والاستقرار. وأشار حامد إلى أن الأجهزة الأمنية اتخذت ترتيبات تضمن عدم تكرار عمليات السلب والنهب التي شهدتها ولاية الخرطوم اليوميين الماضيين. وتمنع السلطات أجهزة الإعلام من تناول أخبار الاحتجاجات ونشر صور المحتجين، وشددت الرقابة على الصحف،    وصادرت بعضها لليوم الثاني على التوالي، وأغلقت الجمعة مكتب قناة العربية في الخرطوم. وكانت تظاهرات عنيفة انطلقت الاثنين في ولاية الجزيرة وسط السودان، وانتقلت التظاهرات الرافضة لسياسات الحكومة  إلى الخرطوم، وأسفرت المواجهات، حسب بيان الشرطة، عن  وقوع 29 قتيلاً.