دمشق - جورج الشامي
وجهت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، الثلاثاء، نداء حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أشارت فيه إلى أن "الأعمال العسكرية في بلدنا الحبيب سورية تتفاقم، ويدفع الإنسان فيه ثمن هذه المأساة، فنرى الخراب يعم أرجاء الوطن، والإنسان فيه يتألم، ويتهجر، ويجوع ويعطش وتضيق به سبل الحياة حيثما هو وأينما ذهب. ومن فصول هذه المأساة، فصل يطال بلدة معلولا وديرها، دير القديسة تقلا، هذا المحج الذي يشهد للحضور المسيحي المستمر والمحب منذ القرون الأولى للمسيحية، من جهة، ولعمق العلاقة التي تربط أبناء الوطن الواحد على اختلاف انتماءاتهم الدينية من جهة أخرى. وأشارت إلى أن "دير القديسة تقلا في بلدة معلولا، الذي يشكل معلمًا حضاريًا يخص جميع المواطنين السوريين، والذي هو في الوقت ذاته إرث حضاري للمجتمع الإنساني برمته، يعيش أيامًا صعبة ومؤلمة حاليًا. فالدير يقع في وسط منطقة لتبادل النيران، الأمر الذي يجعل من عملية تموينه عملية شاقة للغاية ومحفوفة بالمخاطر. وقد تعطل مؤخرًا، من جراء تبادل النيران، المولد الكهربائي في الدير، فتعذر بذلك تأمين وصول المياه إليه، الأمر الذي يهدد استمرار الحياة فيه". وأكدت البطريركية أننا "نعي تمامًا أن حضور الدير في المنطقة يشكل دعوة واضحة للمحبة والسلام والتآخي بين أبناء الوطن الواحد. ونحن مصرون على أن نبقى فيه لنشهد لمحبتنا ولوطننا ولجميع أبنائه، ولنعبر للجميع عن رفضنا المطلق للعنف وما يجره من ويلات على البشر والحجر". ووجهت نداء رسميًا وعاجلا، للهلال الأحمر السوري، وللصليب الأحمر الدولي، وللمنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالشؤون الإنسانية، كي "يعمدوا إلى توفير التموين الضروري لقاطني الدير، راهباته وأطفال ميتمه، الذين يقارب عددهم الأربعين شخصًا، وذلك من خلال إرسال قافلة تموينية خاصة أو أكثر، مما يتيح لهؤلاء البقاء في ديرهم وبلدتهم شهودًا لمدى ارتباطهم وارتباطنا جميعًا بهذه الأرض التي نحب". واستصرخت ضمائر الجميع، لحقن الدماء ونبذ العنف، ولتحييد جميع المعالم التي تدل على عراقة سورية ودورها الحضاري المميز وتجنيبها الأذى والدمار، داعية جميع أبناء الوطن الواحد إلى "اعتماد الحوار البناء سبيلا وحيد لحل الخلافات، ومن أجل احترام الإنسان وصون حريته وكرامته".