سجلت التحقيقات الأولية التي اجريت مع الشيخ أحمد غريب معلومات تفصيلية عن دوره في تفجير جامع التقوى في طرابلس الذي كان يؤمه رئيس "هيئة العلماء المسلمين" الشيخ سالم الرافعي بهدف اغتياله في منتصف تموز / يوليو الماضي بفارق خمس دقائق عن تفجير مسجد السلام، الذي كان يؤمه الشيخ بلال بارودي واللذين أسفرا عن مجزرة في طرابلس ذهب ضحيتها حوالى 50 قتيلا وحوالى الف جريح. ورغم الشكوك السياسية بان شعبة المعلومات تعاطت مع توقيف الشيخ الغريب على انه سياسي وليس امنيا فقد نشرت صحيفة "الشرق" اللبنانية بعضا من التحقيقات التي اجريت مع الغريب والتي أدت الى اعترافات مذهلة يعيد "العرب اليوم" نشرها حسب الصحيفة المذكور وجاء فيها:  ان "الغريب اعترف بدوره في الإعداد لمتفجرة المسجد، واعترف بأنه قال لمصطفى حوري أنه يؤمن له المال مقابل قتل العميد حمود، وبأنه التقى النقيب محمد علي (من فرع فلسطين في المخابرات السورية) 9 مرات، وأن هذا الأخير طلب منه أن تقوم "حركة التوحيد" (فرع الشيخ هاشم منقاره) باغتيال الشيخ سالم الرافعي وأنصاره ومساعده في المسجد، وأنه أبلغ الشيخ منقاره بالأمر فلم يكن قد اتخذ بعد أي قرار بشأن تنفيذ الإغتيال. وقال إنه تمّ إستخراج صور جوية من المواقع الإلكترونية للمسجد". وأخظر ما في اعترافات االغريب قوله لـ"مشغّله" النقيب السوري محمد علي: "لا مشكلة لدي في التنفيذ"، وقوله: "إقترحت وضع السيارة المفخّخة على الطريق بمحاذاة الجامع فهذا أفضل" (أي أكثر أذية!)  وفي ما يلي وقائع التحقيق الذي جرى بحضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر: وأضاف:"وقد صرح لي (النقيب محمد علي) في أحد المرات أنه تعرض لأكثر من خمسة وعشرين طلقة رصاص خلال الأزمة السورية ونجا منها، سأضيف إن النقيب المذكور صوته ضخم، وهو إنسان مغرور يتحدث مع الضباط الأعلى رتبة منه بطريقة فوقية وهو ضابط في فرع فلسطين - مركزه دمشق منطقة القزاز - وسط المتحلق الجنوبي، ادعى أنه كان مساعد العماد آصف شوكت وقد كلفه العماد آصف شوكت قبل العام 2005 بعدة زيارات الى عنجر. اللقاءات مع النقيب محمد علي س - كم مرّة التقيت النقيب محمد علي وماذا حصل في تلك اللقاءات؟ ج - التقيته منذ أن تعرفت عليه لتسع مرات تقريباً منذ حوالى السنة، خمسة منها قبل أن يطرح عليّ موضوع تنفيذ عمليات تفجير واغتيال، تمت أربعة منها في مكتبه في دمشق في الطابق الثالث حيث القسم المسؤول هو عنه، والخامس في أحد المطاعم قرب السفارة الإيرانية في دمشق - أوتوستراد المزه - أما أول لقاء  وبعد قطيعة من دون سبب لمدة ثلاثة أشهر كونه لم يكن يرد على إتصالاتي حيث برر ذلك انه لا يثق بالشخص الذي عرفني عليه والذي يدعى ثائر حيث أرسل هو رسالة هاتفية لي يطلب فيها ملاقاتي حيث توجهت الى الحدود اللبنانية - السورية وقمت بالإتصال به من رقمي السوري. وتابع المحضر رقم 302/390 تاريخ 2013/8/23: كونه لا يجيب على إتصالاتي عبر الرقم اللبناني فصرح أنه يرغب بملاقاتي في اليوم التالي في اللاذقية، حيث تمّ ذلك في مقهى ومطعم قرب مبنى الأمن العسكري وحصل ذلك منذ حوالى خمسة أو ستة أشهر وخلال اللقاء المذكور سألته عن سبب عدم رده على إتصالاتي فأعلمني أنه بسبب سمعة المدعو ثائر السيئة فأعلمته أن ثائر المذكور تمّ القبض عليه من قبل السلطات السورية بعدما ساعدهم في توقيف عصابة وتمّ ضربه حتى أدخل المستشفى لأكثر من أسبوعين فلم يرد عليّ بهذا الخصوص بعدها وجه لوم وعتاب بخصوص مواقف الشيخ منقارة في برنامج النشر مع طوني خليفة والذي تناول فيه الشيخ منقارة تكفير كل من يشتم السيدة عائشة والصحابة بعدها صرح لي أن الوضع السوري جيد وانهم لم يستخدموا  لغاية الآن السلاح الإستراتيجي ولا يزالون يستخدمون السلاح التقليدي وأضاف أن النائب خالد الضاهر والشيخ سالم الرافعي يرسلون مسلحين إلى سوريا. وأن لديه هدفين هما (الشيخ) أحمد (...) والشيخ سالم الرافعي كونهما المحركين الأساسيين للمسلحين والتحريض على النظام السوري. وأضاف إن (الشيخ) أحمد (...) سوف يتم ترك أمره لأن يومه إقترب أما سالم الرافعي فيجب  إزالته من الساحة اللبنانية. و تابع المحضر رقم 302/390 تاريخ 2013/8/23:مفردات تلك الرسالة ان موضوع متابعة عملية الإغتيال كانت مستمرة ولا تزال قائمة من قبلك وذلك من خلال قولك انك لم تقصر ولم تتأخر عنه وإنك منتظر إتصاله كما طلب منك وهو يتناقض مع ما أدليت به. ننصحك بقول الحقيقة عن علاقتك بعملية التفجير ومن هم شركاؤك فيها؟ ج - لقد صرحت لكم بالحقيقة  كاملة، وأؤكد انه لم أقم أنا بتنفيذ العملية وليس لدي شركاء. س - ورد بإفادة الموقوف مصطفى حوري انك عرضت عليه مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي من أجل تنفيذ عملية إغتيال للعميد حمود أخبرنا بالتفصيل عن ذلك؟ ج - أفيدكم أنه تحدثت بالفعل مع مصطفى حوري بهذا الأمر وقد اعلمته أنني مستعد لتأمين مال بغية قتل العميد حمود للسبب الذي ذكرته لكم سابقاً كون العميد حمود اشترك مع الشيخ سالم الرافعي بالهجوم المسلح على مسجد عيسى بن مريم التابع لحركة التوحيد، كذلك الهجوم على مكاتب الحركة (بعد إغتيال الشهيد وسام ) صح (قبل فترة من) صح خلال شهر رمضان من العام الفائت ولا أذكر المبلغ الذي حددته حينها. ج- كلا ليس لدي ما أضيفه خلاف ما ذكرت وهذه إفادتي. وقد تليت عليه إفادته فصدقها ووقعها . وأضاف الغريب: قال لي النقيب محمد علي إنه لا بد من حدث في الساحة الطرابلسية وتكون رسالة قوية أي طرابلس وطلب ان تقوم حركة التوحيد بتنفيذ عملية إغتيال الشيخ سالم الرافعي بحضور عناصره ومناصريه في مسجد التقوى عن طريق سيارة مفخخة وانه على إستعداد لتأمين السيارة المفخخة وارسالها إلى لبنان إضافة الى انه سوف يجعلني ألتقي شخصيتين مهمتين وكبيرتين في الأمن السوري وانه سيتم إعطائي أضعاف ما تطلبه الحركة من أموال وأوحى لي أيضاً بلقاء القادة الكبار في سوريا. "لا مشكلة لدي في التنفيذ" وبعد، أما اللقاء الثاني فحصل بيني وبينه بعد حوالى خمسة وعشرين يوماً وتم أيضاًفي فرع فلسطين داخل مكتبه حيث عاتبني على تأخري وسألني عن قرار الشيخ منقارة فأعلمته انه لم يأخذ بعد أي قرار، وسألني عما إذا كنت سأقوم به شخصياً فأعلمته أنه لا مشكلة عندي لكنني في المبدأ لا يمكنني الإجابة حالياً على ذلك، وصرح ان السيارة المفخخة أما يتم تجهيزها في طرطوس أو يتم تجهيزها بالقرب من الحدود اللبنانية السورية. أما الجلسة الثالثة فحصلت بعد أسبوع أو أكثر بقليل حيث تداولنا الحديث عن موقع مسجد التقوى حيث تم إستخراج صور جوية لموقع المسجد من موقع الإنترنت "غوغل" وجرى تحديد المسافات الداخلية للمسجد من حائطه ولغاية المنبر فتم خلال شهر حزيران على ما أعتقد وذلك في مطعم البيت الفرنسي على أوتوستراد المزة. فتم خلاله ابلاغي انه يجب عليّ الإتصال به يوم السبت أو الأحد للقاء قرب الحدود اللبنانية للإتفاق على تفاصيل تنفيذ عملية التفجير. (فلم أتصل) ولم يحدد لي أي تفاصيل أخرى عن العملية وهذه هي تفاصيل كافة اللقاءات التي تمت بيننا. س - هل التقيت النقيب محمد علي بعد ذلك قرب الحدود؟  ج - كلا، كوني لم أذهب يوم السبت أو الأحد إلى الحدود حيث إنقطع التواصل بعدهما بيني وبينه علماً أنني توجهت يوم الإثنين (الى المنطقة القريبة) منطقة العبودية واعلمته هاتفياً أن المسافة التي سبق وقدرناها هي اربعون متراً تقريباً ولا يمكن بذلك التنفيذ لتنقطع الإتصالات بعدها بالمطلق، كوني حاولت الإتصال به بعدها مرات عدة، وارسلت له رسائل إلا انه لم يجب. اقترحت وضع السيارة بمحاذاة الجامع فهذا أفضل! وأضاف " إن آخر رسالة أرسلتها الى النقيب محمد علي كانت بتاريخ 31-7-2013 وتتضمن السلام عليكم أنا لم أقصر أبداً ولم أتأخر عنك أبداً من يوم إتصالي بك يوم الإثنين، وأنا منتظر إتصالك كما طلبت مني، حيث تدل والتي قدرتها بحوالي ما بين عشرة إلى خمسة عشر متراً فأعلمته إن وضع السيارة على الطريق العام بمحاذاة الجامع هو أفضل شيء حيث أن السيارة المفخخة في ذلك الموقع يمكن أن تستهدف الشيخ سالم الرافعي أما باقي المواقع على الخريطة المذكورة فلا يمكن أن تطاوله وتم تحديد يوم التنفيذ من قبل النقيب محمد علي هو يوم الجمعة لتكون رسالة قوية فرفضت فكرة التنفيذ يوم الجمعة واقترحت يوم الإثنين كون الشيخ يقوم بإعطاء دروس دينية لمناصريه في المسجد المذكور وتحديداً المنتسبين له واعلمني النقيب محمد علي إنه سيبلغ المسؤولين لديه بحوار جلستي معه وعرض فيما خص السيارة ان استحصل معه هوية مزورة وأقوم بشراء أو إستئجار سيارة ويتم تفخيخها في منطقة آمنة قرب الحدود حيث يدخل هو وخبير متفجرات الى الحدود داخل الأراضي اللبنانية ويعمل الخبير على تفخيخ السيارة عندها سألته عما إذا كان بإمكانه تأمين هوية مزورة لعدم قدرتي على ذلك فصرح لي يجب علي أن أقوم أنا بتأمينها، وانتهت الجلسة بعدما طلب مني أن أرد عليه جواباً في أسرع وقت من دون أن يحدد لي موعد اللقاء المقبل. أما اللقاء الرابع فهو الأخير بيني وبينه.