بيروت ـ جورج شاهين
أكد أحمد الأسير الشيخ السلفي الفار من وجه العدالة منذ أن تم تفكيك مربعه الأمني في بلدة عبرا شرق مدينة صيدا في نهاية حزيران / يونيو الماضي في عملية عسكرية للجيش اللبناني بعدما أطلق النار على ضباطه وعناصره وقتل عدداً منهم، أن اعتداءات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري عليه في لبنان أكثر من أن تحصى ولا تحتاج إلى أدلة في كل المجالات، وتوجه إلى السيد نصرالله بالقول :" لجأت إلى طائفتك لشد العصب عندما سقط القناع في المنطقة، وكفى متاجرة بفلسطين فهي تلعنكم مثلما لعنتكم القصير وحمص". وتزامنت إطلالة الأسير عبر شاشات التلفزيون المحلية في بيروت مع رشقات نارية أطلقت في أحياء من طرابلس ترحيباً بطلته التلفزيونة ما أدى إلى توتر ما لبث أن توسعت رقعته لتتجدد القذائف الصاروخية على محاور بعل محسن وباب التبانة، كما أطلقت قنابل صوتية في مجرى نهر أبو علي وافيد عن إصابة مواطن في بعل محسن برصاص القنص. وتناول الاسير أيضا في كلمة مسجلة مدتها 30 دقيقة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، مشيراً إلى أن عون ومن معه يستعمل التحريض الأعمى ضد أهل السنة ويكيل معهم بمكيالين ويستخدم إعلامه الحاقد ضدهم لان شهوته للكرسي منعه منها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لافتاً إلى أن عون يبرر لنصرالله إجرامه ودخوله إلى سورية وذبح أهلها، وشدد على أنه عندما تدخل النار إلى الشارع المسيحي فيجب على الشارع المسيحي أن يحاسب عون. وسأل الاسير:" لماذا نزل شامل روكز صهر عون إلى عبرا في ثاني يوم للمعركة؟ طبعا ليسرق الأضواء وطمعاً بالوصول إلى قيادة الجيش". وطلب الأسير التدقيق بكلام عون بشأن معركة عبرا عندما أطل غاضبا وسأل "لماذا يحاسب الجيش" لأن بعض النواب أرادوا أن يسألوا قيادة الجيش عن مشاركة حزب الله في معارك عبرا، بحسب تعبير الأسير . وادعى الأسير في كلمته، فروى ما حصل مع مناصره نادر البيومي قائلاً": البيومي دخل على قدميه عند الجيش وضرب حتى الموت، وأن أحد الجنود من السنة الذي كان مطلعاً على تعذيب نادر قال لنا أنهم كانوا يطلبون منه أن يسب "أبو بكر وعمر وعائشة وأحمد الأسير" لكنه كان يقول لهم أنهم "على رأسه" ، ولذلك عذب وقتل". واستغرب الأسير كيف أن كلاً من جنبلاط وجعجع تبرعاً بالكلام عنه وشتمه بالرغم من أنه لم يقترب يوماً منهما، فواحد منهم وصفه "بالمرض" والآخر شتمه، واعتبر أن وجوده مادة زلقة للتزلف والتزلق هنا وهناك، واضعاً كلام جنبلاط وجعجع في تصرف جمهورهما. وأشار الأسير إلى أنه بعد معركة عبرا نزل بعض المطارنة في صيدا ممثلين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، واستغربوا وجود ظاهرة التطرف في صيدا "وغمزوا مني وشتموني في المدينة التي أحب" ، معتبراً أن الجميع يعرف مواقفه تجاه الطائفة المسيحية. وأعلن الأسير أن الكل أدرك أن ليس هناك دولة ولا تيار ولا حزب داخلي أو خارجي يدعمه بالمال والإعلام، وأنه دافع في السابق عن تخوين تيار المستقبل لأن ذلك اعتداء على الطائفة السنية، مؤكداً أنه لاعلاقة له بتيار المستقبل، وسأل سعد الحريري وبعض قيادات المستقبل عن سبب تشويه صورته، وماذا صنع لهم وما الأذى الذي صدر منه تجاههم لمحاربته بهذا الشكل. واعتبر الأسير أن ما حصل معه في عبرا هو نتيجة للحرب الشعواء التي شنها عليه تيار المستقبل في المدينة، كاشفا عن أن الحريري كان على علم قبل أيام وأسابيع بضربه، وأن الضربة جائت بموافقة منه، وأن النائبة بهية الحريري اتصلت بالمفتي سوسان قبل أيام من الضربة وطلبت منه عدم التدخل عند حصول المعركة وأن يتركهم يذبحون أحمد الأسير. وقال إن هذا الكلام موثق كما أن بهية الحريري طلبت لقهوجي أن يضرب بيد من حديد. وعلم "العرب اليوم" أن هذه الأحداث الأمنية التي غابت عن المدينة منذ ما قبل شهر رمضان تجددت عشية الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي إلى الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية إلى اجتماع موسع يعقد قبل ظهر الثلاثاء، في السرايا الكبير خصص للبحث في أمن طرابلس بعدما تكاثرت الشائعات حول الوضع في المدينة وتوسعت رقعة السيناريوهات التي تشير بإمكان حصول انفجار أمني بعد عطلة عيد الفطر السعيد وتحديدا بعد مقتل انتحاري من أبناء منطقة المنكوبين ومقتل شقيقه في حمص والدعوة التي أطلقت لـ"دق النفير" . وقالت المصادر الأمنية أن الاجتماع سيبحث في حجم التدابير المتخذة وسبل تعزيز الأجواء الإيجابية التي كرستها التدابير الاستثنائية للجيش وقوى الأمن الداخلي في المدينة منذ أن استعادت الحد الأدنى من هدوئها.